جورج الهاني

الشيخ سلمان في بيروت... زيارة دعم لحيدر

15 أيار 2023

02 : 00

تأتي زيارة رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم والنائب الأول لرئيس الإتحاد الدولي "الفيفا" الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الرسمية الى بيروت، برفقة وفد رفيع من الإتحاد القارّي، لافتة في توقيتها ومضمونها، إذ تزامنت مع الأزمة المتصاعدة داخل اللجنة الأولمبية اللبنانية، وبعد خمسة أيام فقط على تصويت الجمعية العمومية للجنة بأكثرية أعضائها على قرار طرد نائب رئيسها المهندس هاشم حيدر الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس الإتحاد الآسيويّ لكرة القدم، وذلك في إجراءٍ إداريّ مفاجئ كان في الظاهر لمخالفته قوانين اللجنة الأولمبية، فيما اعتبره مراقبون حياديون سعياً لدى البعض الى تصفية حسابات شخصية مع حيدر تعود الى تاريخ الانتخابات الأخيرة للجنة في شباط العام 2021.

وبالعودة الى زيارة الشيخ سلمان الى لبنان التي من المقرّر أن تُختتم اليوم، فهي جاءت تحت عنوان "الإطلاع ميدانياً على أحوال الكرة اللبنانية"، علماً أنّ رئيس الإتحاد القارّي كان بإمكانه الإستفسار من نائبه حيدر عن أوضاع اللعبة عندنا من دون أن يتكبّد عناء السفر، وهما اللذان ترافقا من الدوحة الى بيروت على متن الطائرة نفسها بعدما شاركا في حفل سحب قرعة نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها قطر مطلع العام المقبل، كما أنّ بطولتَي الدوريّ والكأس المحليتَين إنتهتا منذ أسابيع عدة، والأندية وفرقها اليوم في "إستراحة المحارب" قبل إنطلاق الموسم الكرويّ الجديد، فعن أيّ أوضاع ميدانية نتحدّث؟ من هنا يبدو جلياً أنّ الهدف الحقيقيّ من الزيارة توجيه رسالة واضحة للجميع تتضمّن تأكيد الدعم المطلق لحيدر، والتشديد على كونه شخصية رياضية بارزة ومرموقة على المستويات المحلية والعربية والآسيوية لا يتمّ إسقاطها بهذه السهولة، وبالتالي فإنه لن يكون متروكاً من قبل أسرة كرة القدم الخارجية من رأس الهرم الى أسفله في حال لحقَ به أيّ ظلم أو إجحاف...

ويبقى السؤال الأهمّ: ماذا لو تحوّلت الأزمة الأولمبية المتصاعدة الى أزمة طائفية مقلقة وخطيرة في وطنٍ "خاصرته رخوة" ولا يتنفّس أصلاً إلا من الرئتَين الطائفية والسياسية، فتدعم اللجنة الاولمبية الدولية على سبيل المثال طرفاً ولو كانت تعترف بشرعيته، فيما تدعم اللجان الأولمبية العربية والإتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي طرفاً آخر، حتى لو كان مشكوكاً أو حتى مطعوناً بشرعيته؟


MISS 3