ملابسك المستقبلية قد تكون مادة حية وذاتية الإصلاح

02 : 00

إكتشف فريق من جامعتَي "نيوكاسل" و"نورثمبريا" في المملكة المتحدة أن الخيوط الرفيعة والشبيهة بالجذور التي تنتجها مجموعة كبيرة من الفطريات يمكن استعمالها كمواد قابلة للتحلل البيولوجي والارتداء وقادرة على إصلاح نفسها بنفسها.



ركّز الباحثون في تجاربهم على فطريات "غانوديرما لوسيدوم"، فـأنتجوا بشرة انطلاقاً من شعيرات متفرّعة تُعرَف بـ"الخيوط الفطرية"، وهي تستطيع أن تتحول إلى بنية اسمها "الغزل الفطري".

قد تصبح البشرة الهشة بديلة عن الجلد، فترضي الأذواق في المجالات النباتية والبيئية وقطاع الموضة، لكن يجب أن تتسارع عملية إنتاجها ويتوسع نطاقها قبل تحويلها إلى سترة مبتكرة في الموسم المقبل.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "تكشف النتائج الجديدة أن مواد الفطريات تستطيع الصمود في البيئات الجافة وقليلة التغذية، ويصبح الشفاء الذاتي ممكناً عبر أبسط تدخّل ممكن بعد مدة تعافي تقتصر على يومين".

تُستعمَل المواد المصنوعة من الفطريات أصلاً في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءاً من البناء وصولاً إلى الأقمشة. لكن تميل العملية المعتمدة لإنتاج تلك المواد إلى قتل الأبواغ المتدثرة، أي الجراثيم الفطرية التي تساعد الكائنات الحية على تجديد نفسها.

شملت المقاربة الجديدة خليطاً من الغزل الفطري، والأبواغ المتدثرة، والكربوهيدرات، والبروتينات، ومغذيات أخرى توضع في سائل. سرعان ما نَمَت بشرة يمكن نزعها وتجفيفها. لا تزال التركيبة الناجمة عن هذه العملية رقيقة وحساسة، ما يمنع تحويلها إلى ملابس. لكن يتوقع الباحثون أن تتمكن ابتكارات مستقبلية من تحويلها إلى بشرة أكثر خشونة من خلال جمع طبقات منها أو تلدينها في الغليسيرول.

لم تكن عملية الإنتاج كافية للقضاء على الأبواغ المتدثرة التي تبقى قابلة لإعادة الإحياء، ما يسمح بإنتاج خيوط فطرية في شقوق البشرة.

كشفت الاختبارات على هذه المادة أنها تستطيع استبدال الثقوب إذا تواجدت في الظروف التي نَمَت فيها. سرعان ما أصبحت المادة قوية بقدر ما كانت عليه، مع أن مكان الثقوب بقي واضحاً.

يضيف الباحثون: "قد تُمهّد القدرة على إنتاج هذا النوع من المواد الفطرية المتجددة للشفاء من العيوب الجزئية والكلية وتحقيق إنجازات مثيرة للاهتمام مستقبلاً، فتسمح بتطبيق هذه الاستعمالات بطريقة فريدة من نوعها عبر استبدال السلع الجلدية مثل المفروشات، ومقاعد السيارات، والأزياء".

أجرى الباحثون أيضاً اختبارات على فطريات "بلوروتوس أوسترياتوس" التي لا تشمل أبواغاً متدثرة، فعجزت عن شفاء نفسها بطريقة مشابهة، ما يثبت أن الأبواغ المتدثرة هي التي أعطت المواد قدرتها على التجدد.

لا يزال الوقت مبكراً قبل أن نرتدي ملابس مصنوعة من الفطريات. تتطلب عمليات النمو والشفاء أياماً عدة في الوقت الراهن مثلاً، لكن قد تتسارع وتيرتها مع مرور الوقت.

في مطلق الأحوال، يُعتبر هذا التقدم بالغ الأهمية على مستوى ما يسمّيه الباحثون "المواد الحية المُهَندَسة": نظراً إلى وجود الخلايا الحية في داخلها، هي تستطيع التكيّف مع بيئتها ويمكن تعديلها بجميع الطرق الممكنة.

في النهاية، يستنتج الباحثون: "تحمل المواد الحيّة المُهَندَسة، التي تتألف من الخلايا الفطرية بشكلٍ كامل، قدرات كبرى بسبب خصائصها الوظيفية التي تشمل التجميع الذاتي، والاستشعار، والشفاء الذاتي".


MISS 3