لا تزال تداعيات الأزمة التي تعيشها اللجنة الأولمبية اللبنانية تتفاعل، وتهدّد في حال استمرارها بهذه الوتيرة التصاعدية المقلقة بسقوط الهيكل الرياضي «المتصدّع» فوق رؤوس الجميع من دون استثناء، وبين بيانٍ من هنا وآخر من هناك تترنّح الرياضة على يد مسؤوليها، فيما تدفع الاتحادات والأندية واللاعبون أغلى الأثمان في أحلك الظروف والأوقات.
فقد أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدكتور بيار جلخ أمس أنه بعد تلقّيه بتاريخ 12 أيار 2023 كتابَين من اللجنة الأولمبية الدولية تمّ الاعتراف بموجبهما بالمقرّرات الصادرة عن الجمعية العمومية الاستثنائية التي انعقدت في 8 أيار الجاري، والاعتراف به كرئيس للجنة الأولمبية اللبنانية ونزع منصب الأمين العام عن العميد حسان رستم، ومحو اسمه من الموقع الإلكتروني الرسميّ للجنة الأولمبية اللبنانية، واعتبار انتخاب جورج عبود رئيساً عملية غير قانونية وغير شرعية، وبعدما وجّه كتاباً يوم الأحد 14 أيار الجاري الى كل المعنيين، بكتاب اللجنة الأولمبية الدولية أبلغهم فيه بضرورة الإلتزام بمقرّرات الجمعية العمومية وموافقة اللجنة الأولمبية الدولية، وبالتالي عدم حضورهم الى مقرّ اللجنة الأولمبية اللبنانية، وبعدما لمس أنّ يومَي الاثنين والثلثاء الفائتين توجّه المعنيون الى المقرّ ضاربين عرض الحائط بمقرّرات اللجنة الأولمبية الدولية، وحرصاً منه على حماية أملاك ومحتويات اللجنة الأولمبية اللبنانية، بانتظار أن تكون الإجراءات القانونية التي سيقوم بها سلكت مجراها ومسارها الطبيعيين، توجّه (جلخ) مساء الثلثاء 16 أيار الفائت برفقة عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الى مقرّ اللجنة الأولمبية وقام بتغيير قفل المدخل الرئيسي الذي كان مفتاحه بحوزته من دون أيّ عملية كسر أو خلع، ليتفاجأ بعد رحيله بالعميد رستم وسامي قبلاوي وحسنين مقلّد ووسام شيري مع بعض الأشخاص يدخلون الى مقرّ اللجنة الأولمبية ويلتقطون الصور فيه.
أضاف جلخ في بيانه: «بناءً عليه، سأقوم بمتابعة الموضوع مع كافة المراجع المعنية من أجل تطبيق الشرعة الأولمبية وقرارات اللجنة الأولمبية الدولية والقانون اللبناني لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقّ المخالفين الذين يعبثون بالحركة الأولمبية وبالرياضة اللبنانية».
بيان عبّود
ولاحقاً إستنكرت اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية «برئاسة» جورج عبود عملية «إقتحام» مقرّ اللجنة الأولمبية ليل أول من أمس، واصفة الحادثة بأنها بشعة وخطيرة وغير مسبوقة بتاريخ اللجنة الأولمبية في لبنان، وتشكّل وصمة عار في سجلّ مرتكبيها، وتعطي صورة يندى لها الجبين أمام الرأي العام الرياضي في لبنان والعالم. ورأت اللجنة أنّ ما حصل هو برسم اللجنة الأولمبية الدولية لتبيان حقيقة ما يجري وتصويب الأمور ووضعها في نصابها الصحيح.
وحذّرت اللجنة من أنّ هذا التصرف المشين سيأخذ الأمور في اتجاهات خطيرة لا تحمد عقباها، وقد يُتخذ القرار بتجميد وضع لبنان أولمبياً ويترك آثاره الكارثية على الرياضة اللبنانية والرياضيين والرياضيات بحرمانهم من المشاركات الخارجية المرتقبة، مطالبة الجهات القضائية بإنزال أشدّ العقوبات بحقّ مقتحمي مقرّ اللجنة الأولمبية ليكونوا عبرة للآخرين...
