جدّة تحتضن وزراء الخارجيّة العرب تمهيداً لـ"قمّة التجديد والتغيير"

02 : 00

خلال إلقاء وزير الخارجيّة السعودي كلمته أمس (أ ف ب)

إحتضنت مدينة جدّة السعودية أمس وزراء الخارجية العرب في الاجتماع التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، تمهيداً لـ»قمّة التجديد والتغيير» المرتقبة غداً الجمعة، كما رحّب المشاركون بعودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد 12 عاماً من الغياب، فيما سيُشارك الرئيس السوري بشار الأسد في القمة شخصيّاً، وذلك للمرّة الأولى منذ العام 2010.

وسلّم وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي ترأّست بلاده القمة السابقة، رئاسة الجلسة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي رحّب بمشاركة سوريا في الاجتماع، وجدّد رغبة السعودية في العمل مع دول الجامعة العربية جميعاً لتعزيز استقرار وأمن الدول العربية، و»المضيّ قدماً في مسار التنمية والازدهار، لبناء مستقبل تنعم به أجيالنا المقبلة».

واعتبر بن فرحان أن التحدّيات الحالية التي يمرّ بها العالم «تُحتّم علينا الوقوف صفّاً واحداً وبذل المزيد من الجهد لتعزيز العمل العربي المشترك»، لتُصبح المنطقة «آمنة ومستقرّة وتتمتّع بالرفاه»، مشدّداً على «ضرورة التنسيق المستمرّ بين الدول العربية وتفعيل وابتكار آليات عمل جديدة»، وأكد «رفض التدخّلات الخارجية».

وخلال كلمته الافتتاحية قبل تسليم الرئاسة إلى السعودية، قال وزير الخارجية الجزائري إنّ بلاده «تشعر بقلق متزايد من استمرار الأزمات السياسية والأمنية في بعض الأقطار العربية، وظهور بؤر توتّر أخرى»، في حين رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الاجتماع، قائلاً إنه «يتمنّى أن تكون استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية مقدّمة لإنهاء أزمتها، واستعادة حضورها في العمل العربي».

وأشار أبو الغيط إلى أن القمة العربية تنعقد في ظلّ «ظروف استثنائية وضاغطة»، على المستوى الدولي في ضوء الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أن هذه الصراعات تُمثل «تطوّراً سلبياً» خصوصاً على «الأسواق الناشئة التي تحتاج للاستقرار، ومن ضمنها الكثير من دول المنطقة العربية».

كما رأى أن النزاع المسلّح في السودان يُشكّل «خطراً على الشعب السوداني وعلى الدولة السودانية واستقرارها ووحدتها الترابية»، معتبراً أن قمّة جدة «فرصة يتعيّن اغتنامها لوضع حدّ لكافة المظاهر المسلّحة كخطوة أولى نحو استعادة الهدوء والعودة» إلى المسار السياسي، وأكّد أن «العرب لن يتركوا إخوانهم في السودان لوحدهم».

وإذ أشاد أبو الغيط بجهود الوساطة التي قامت بها السعودية، أكد أن «الأمر مرهون بإرادة السودانيين وقياداتهم لوضع حدّ لهذا الانحدار، وإسكات البنادق في أسرع وقت»، في وقت كشف فيه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الأسد «سيأتي لحضور هذه القمة، إن شاء الله»، وذلك ردّاً على أسئلة الصحافيين.

وبالإضافة الى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن يتصدّر جدول أعمال القمة: النزاع في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو، والحرب في اليمن، فضلاً عن القضيّة الفلسطينيّة.


MISS 3