عماد موسى

وقت مستقطع مع الرياضي

19 أيار 2023

02 : 00

ما أصعب أن تضطرّ أحيانا إلى ترجيح خيار على آخر وكلاهما مشوّق وجميل. واجهت الأمر مساء الأربعاء. وقعت في حيرة بين أن أدعو أفراد العيلة للتحلّق حول العماد ميشال عون للإستماع إليه متحدثاً إلى الـ"أو تي في" أو أشحن العيلة إلى ملعب ذوق مكايل لمشاهدة مبارة النادي الرياضي بيروت ضد غورغان بطل إيران. لجأت إلى التصويت فنال الخيار الثاني خمسة أصوات والخيار الأول صفراً.

ركنت السيارة على مسافة تبعد عن الملعب ربع ساعة مشياً. فموقف المجمع الكبير بالكاد يتّسع لسيارات النمر المميزة ذات الأحجام العملاقة، كسيارة أمل أبو زيد مثلاً. المشجعون تقاطروا من كل الجهات مشياً وبالفانات والدرّاجات النارية والسيّارات الخاصة وتجمّعوا "ككبيس اللفت" أمام مداخل النادي فتدخّل ضابط لاستحداث خط نسائي كي لا يحصل ما لا تحمد عقباه.

وصل وفد العيلة برئاستي. وخلفي وقف النائبان مارك ضو ووضّاح الصادق. كانت الساعة قد تخطّت التاسعة. كبر قلبي بوجودهما. ظننتُ أنهما مثلنا لا يقبلان بمعاملة مميزة وسيقفان بالدور بين الحشود، لكنهما أجريا إتصالات أدّت إلى تأمين طريقهما إلى خلف "بانش الرياضي". لكنّ حكّام المباراة الثلاثة أبوا إطلاق صافرة البداية قبل التأكد من حضوري.

ثمانية آلاف مشجع، ملأوا الدنيا هتافاً للفريق الأصفر وتزريكاً للفرق المعادية بدءاً من الغريم التقليدي الجريح، فريق الحكمة، إلى دينامو بيروت وقد توعّدوه بمصير أسود في نهائي بطولة لبنان.

ضارب الطبلة لم يشفق على طبلة أذني الموسيقية طوال شوطي المباراة، مع ذلك كنت فرحاً وأنا أشاهد ناس المدرّجات،عائلات وصبايا وبراعم جميلة، جاؤوا دعماً للفريق البيروتي، متناسين كل الإحباط، وفرحاً أكثر وأنا أراقب حماسة يسمى تفعل ضاحكة ما يفعله الجمهور المتمرّس. تتفاعل مع اختراقات وائل ودانكات ثيوب ريث وثلاثيات الأمير من دون أن ننسى صهرنا سمعة وتمريراته الطويلة المحكمة على المسطرة. وفرحت أكثر وأكثر، بمتابعة سعد الحريري للمباراة / القمة وتهنئته اللاحقة للفريق البيروتي العريق. إلّا إذا كان مكتبه الإعلامي هو من تابع وهو من غرّد مهنّئاً بالفوز العزيز.

للرياضي جماهيره الوفية في لبنان ودنيا العرب وللفريق الضيف جماهيره أيضاً في لبنان وبيئة حاضنة نامت أمس على وجهها "طبّ" في حضن الزعل بالتزامن مع إطلاق الأسهم النارية والرقص والتهييص في بلاد كسروان، الدولة المضيفة. برز في صفوف بطل إيران وشاكس وتعملق على أرض الملعب حامل جنسية الشيطان الأصغر باريش بيتي. كرة السلة على ما يبدو أبعد من قم وواشنطن.

ختاماً، إن أنسَ الجنرال الرئيس فلن أنساه.