الانتخابات الرئاسيّة... ترامب يُواجه بايدن و"كورونا"!

08 : 16

بات بالنسبة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شبه مؤكد أن نائب الرئيس السابق جو بايدن سيكون "منافسه الديموقراطي" للانتخابات الرئاسيّة في تشرين الثاني، لكنّه يواجه خصماً أخطر هو فيروس "كورونا" المستجدّ الذي زعزع حملة الانتخابات وأغرق البلاد في حالة غموض حول المستقبل.

فقبل نحو أسبوع، كان الرئيس الجمهوري مطمئناً لانجازاته على الصعد كافة بينما تُسجّل البورصة مستويات قياسيّة ومؤشّراتها في أفضل أحوالها ونسب البطالة متدنيّة بشكل هائل. كما ضاعف التجمّعات الانتخابيّة التي سخر خلالها أمام آلاف من أنصاره من انقسام الحزب الديموقراطي الذي كان يواجه صعوبة في اختيار مرشّح. لكن الوضع تغيّر جذريّاً منذ تفشّي الوباء على الأراضي الأميركيّة، حيث حصد 171 شخصاً وأصاب 11355 آخرين.

وتعيش الولايات المتحدة على وقع القيود المفروضة على السفر وإجراءات العزل، بينما تراجع اقتصاد أوّل قوّة في العالم ويبدو خطر الانكماش واقعيّاً بعدما سجّلت البلاد نموّاً لم تشهده من قبل. وقد حلّ الخوف محلّ التفاؤل. وأجبرت مكافحة "كوفيد-19" ترامب على قطع حملته الانتخابيّة والتخلّي عن التجمّعات الحاشدة التي كان يسود فيها الحماس بين مؤيّديه المحافظين.

في المقابل، حقّق بايدن عودة مظفّرة. فبفوزه في 19 من أصل 27 عمليّة اقتراع في إطار الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي، التي تأثّرت أيضاً بالوباء، تمكّن من لمّ شمل المعتدلين وتفوّق على السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في السباق إلى نيل بطاقة الترشيح الديموقراطيّة.

لكن ترامب واكب الأزمة المستجدّة، فقد أعلن خطّة مساعدة كبيرة للاقتصاد تبلغ قيمتها نحو 1300 مليار دولار، وقدّم نفسه على أنّه رئيس "لزمن الحرب" في مواجهة "عدو غير مرئي". وقال إنّ "كلّ أجيال الأميركيين دُعيت إلى تقديم تضحيات من أجل خير الأمّة"، مذكّراً بالتعبئة في الحرب العالميّة الثانية. وهذا التركيز على الوطنيّة المبنيّة على مبدأ "أميركا أوّلاً" والثقة في انتصار نهائي، أعادا لترامب "موقعه القوي" بعدما تأثّرت صورته نوعاً ما في بداية الأزمة. وهذه الرسالة هي التي جعلته يفوز في انتخابات 2016 وينوي استخدامها مجدّداً لإعادة انتخابه، في حال لم يتمّ تأجيل الانتخابات بسبب تدهور محتمل للأوضاع على الأرض جرّاء الوباء مستقبلاً.

وبعدما منع دخول القادمين من الصين ثمّ من أوروبا، أغلق الرئيس الأميركي الحدود البرّية مع كندا، في استراتيجيّة انعزال اختارتها دول عدّة لوقف انتشار الوباء. ومع ذلك، يبقى أن ما سيُقرّر الفائز في انتخابات تشرين الثاني ليس الطريقة التي سيُهزم فيها "الفيروس القاتل" بل متى، إضافةً إلى "الكلفة".

وقد يُعلن ترامب الانتصار على "كورونا" قبل الصيف ما يُمهّد لانتعاش اقتصادي سريع، ويُمكّنه من الاستفادة من موجة تأييد واسعة لإدارته الناجحة للأزمة. وإذا تبيّن أن الفيروس صامد، فسيتأخّر الانتعاش. ويُمكن أيضاً أن يعود، مثل "الانفلونزا الإسبانيّة"، في الخريف، أي قبل الانتخابات تماماً.

وفي هذا الصدد، قال ترامب: "كلّ شيء سيتحرّك من جديد"، مشيراً إلى الاقتصاد في مرحلة ما بعد الوباء. وتابع: "يوماً ما سنكون هنا ربّما وسنقول: لقد ربحنا!". واستطرد أيضاً: "سنربح بسرعة أكبر ممّا يتصوّره الناس"، قبل أن يُضيف: "آمل في ذلك". فهل تصحّ توقّعاته ويكسب الحرب على جبهتيها "الوبائيّة والرئاسيّة"؟


MISS 3