الراعي: لا يوجد نائب واحد يجرؤ على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

11 : 44

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وحنا رحمة، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة  جوزيف الحلو، السفير جورج خوري، اتحاد المدارس الكاثوليكية واتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية، رئيس بلدية العقيبة جوزف الدكاش، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.


بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله به"، قال فيها: نصلي اليوم لندرك أننا بالمحبة نمجد الله ونتمجد. وليس من مجد حقيقي يبلغه أي إنسان إلا بالمحبة. أدركت القديسة تريز الطفل يسوع هذه الحقيقة، فقالت: "لقد وجدت دعوتي في الكنيسة، وهي أن أكون المحبة!".





وتابع: "يطيب لي أن أحيي بالتقدير والشكر المدارس الكاثوليكية، وأدعوها لتواصل أكثر فأكثر وبالشكل الأفضل رسالتها وهي، على ما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي: "رجاء جديد للبنان": "متابعة أعمالها في خدمة الشباب، المحتاجين إلى الحصول على الأسس الثقافية والروحية والخلقية التي تجعل منهم مسيحيين ناشطين، وشهودا للإنجيل، ومواطنين مسؤولين في وطنهم". من هنا تظهر رسالة المدرسة الكاثوليكية وقيمتها وأهميتها. فلا غنى عنها من أجل تكوين إنسان لا شيء يعوق نموه البشري والروحي، وبه يتمجد الله، على ما يقول القديس إيريناوس "مجد الله هو الإنسان الحي".




وتوجه الى المسؤولين عن الاحزاب: "أية تربية توفرون لشبابكم؟ أي ولاء للوطن تربون فيهم؟ ما نحتاج إليه في لبنان هو إعداد شباب ولاؤه للبنان، لا لأشخاص أو لبلد آخر! شباب شجاع للحوار! حر في قول الحقيقة! جريء في الإصغاء لإعتراض صوت الضمير في كل ما يتنافى والعدالة والمحبة وروح السلام! جميع الناس بحكم كونهم خلائق الله، مدعوون ليمجدوا الله في إتمام إرادته، التي تنكشف لهم في الكتب المقدسة وفي صوت الضمير الذي هو "صوت الله في أعماق كل إنسان، يدعوه دائما ليحب، ليصنع الخير ويتجنب الشر. وفي الوقت المناسب، يدق هذا الصوت في أعماق قلبه ويقول له: "إفعل هذا، وتجنب ذاك!". هذا الصوت الداخلي يدعو إلى ما يسمى "باعتراض الضمير" في كل مرة يكون الخير العام أو مجموعة شعب في خطر كبير".




وختم الراعي: "كم يؤسفنا في ضوء هذا الكلام أنه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابية يجرؤ، بقوة "اعتراض الضمير" على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهورية لشخص أو لمصالح شخصية أو فئوية! ولكن بكل أسف، خنق المسؤولون السياسيون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم "إعتراض الضمير" الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأون سيرة القديس Thomas More (1478-1535)، رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة. فلنصلّ لكي يرسل الله حكاماً أصحاب ضمير يمجّدون الله بأفعالهم ومواقفهم البناءة والشجاعة. فللّه كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".


بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.




MISS 3