أستيقظ كل صباح على ندوات متعلقة باللقاحات المزعومة لمكافحة "كوفيد 19"، وعلى بورصة الإصابات بالفيروس التي تتبدل كل دقيقة كما حال بورصة طوكيو أو بورصة نيويورك وغيرهما. أمضي النهار مسمّراً إلى الشاشة المرعبة لا أفعل شيئاً سوى غسل يدي كل نصف ساعة مرة على صحة السلامة... "أتشلقح" مساء على كنبة غرفة الجلوس لأرتاح من ضخ المعلومات على كل الأقنية الإخبارية وأقنية المنوعات في مشارق الأرض ومغاربها حول الوباء والنداء والرجاء والدعاء. أبصر في منامي أن وليد بك جنبلاط واقف فوق رأسي في المستشفى دامع العينين ويوصي بدفني بطريقة تمنع انتقال الفيروس مني إلى الحانوتي. أستيقظ مذعوراً أفتش على خبر مسلّ يهدّئ من روعي، فأعثر على واحد بائت قليلاً لكنه مسلٍّ، أَنساني قليلاً أني قبل دقائق كنت ممدداً من دون حراك، ووليد بك يعدّد مزاياي فوق رأسي.
يقول الخبر نقلاً عن أحد المواقع الإلكترونية إنّه تمّ "توقيف النائب السابق فادي الأعور ومعه نجله وشخص ثالث في مخفر بلدة ينطا في راشيا الوادي، خلال قيامه بالبحث عن آثار في خراج البلدة، وقد صودرت منه آلة خاصّة كان يستخدمها..." والأعور كان نائباً عن قضاء بعبدا وعضواً في ضمانة الجبل والضمانة المير طلال. ليس في سيرة النائب السابق بطولات أو مواقف تستوقف المؤرخين. فقط يكره وليد جنبلاط. وبعد الـ 2018 انقطعت أخباره كما أخبار أخيه الطبيب ناجي غاريوس.
خبر لطيف. فقط تخيّلوا مثول سعادة النائب أمام الشاويش، وفتح محضر يبدأ بـ"شو إسمك يا إبني وقدي عمرك"؟
فيجيب النائب بصوت مخفوض: فادي الأعور وعمري 60 سنة سِيدنا.
"علّي صوتك يا إبني، شو بتشتغل يا فادي"؟
كنت نايب!
"نايب وين يا إبني؟ وشيل إجر عن إجر وقت إسألك...".
وخُتم التحقيق مع فادي الأعور ومن معه ليُترك بسند إقامة. لم يُشر الخبر إلى الآلة الخاصة التي كان يستعملها فلم يروِ حشريتي: شاكوش ؟ CT scan؟ آلة تصوير؟ عدة مساحة؟
وما الذي قاد الأعورإلى ينطا في هذا البرد؟
أصحيح أنه كان بصدد إيفاء نذر في مزار ديني يقع في البلدة المذكورة مع افراد عائلته أو في عين عرب؟
ألم يجد سعادة النائب السابق وقتاً لإيفاء النذر سوى في هذا الوقت من السنة؟
وهل اقتنع شاويش مخفر ينطا بهذه الرواية؟
ربما لو وجد قبل سنة في الموقع نفسه لاعتقد الجميع أن الأعور ناشط بيئي يرصد حركة الخنافس السود.
في النهاية، بمعزل عن صحة الخبر والنفي، حمدالله على السلامه يا جاي من القمر وحشاني الابتسامه وجّك ولا القمر. نقلا عن راغب علامة بتصرّف.
