مسعود محمد

"كورونا"... "الإدارة الذاتيّة" تحمي معتقلي "داعش" في سوريا

27 آذار 2020

08 : 00

"دواعش" داخل سجن تابع لـ"قوّات سوريا الديموقراطيّة" في الحسكة (أرشيف)

"تنظيم "داعش" قَتَل، استَعبَد وافترَى... قاتلناهم وقاتلونا، ومع ذلك وانسجاماً مع إنسانيّتنا وقناعاتنا، كإدارة ذاتيّة لا يُمكننا إلّا وأن نُقدّم لمعتقليهم كلّ الحماية الإنسانيّة وتوفير كلّ الإمكانيّات القانونيّة لهم من محامين وغيرهم، لتأمين محاكمات عادلة بمشاركة الدول التي ينتمي إليها هؤلاء العناصر، على الأرض السوريّة حيث ارتُكب الجرم، ليُدافعوا عن أنفسهم، وهذا ما يُميّزنا عنهم وعن راعيهم"، الكلام للرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديموقراطيّة" رياض درار في تصريح لـ"نداء الوطن".

وبخصوص وجود إصابات بـ"الفيروس القاتل"، أجاب درار ردّاً على سؤال في هذا الصدد: "ليس في منطقة الإدارة الذاتيّة، ولكن حتماً هناك حالات (في سوريا)، فمثلاً تمّ التأكد من وجود بعض الحالات قرب حلب في مارع وأعزاز"، مضيفاً: "النظام السوري يتعامل مع المسألة أمنيّاً، وهو يتكتّم عن المعلومات". ورأى أن "المشكلة الكبرى هي التواجد الإيراني سواء أكانوا مقاتلين أو حجاجاً... والنظام لم يتّخذ أي اجراءات رادعة حيال انتقال الإيرانيين من البلد وإليه"، معتبراً أن "هذه مسألة تحتاج إلى وعي ذاتي، وتنبيه الناس إلى مخاطر هذه الجائحة".

وحول ما إذا كانت أي جهة قد قدّمت مساعدات للإدارة الذاتيّة، وما إذا كانت الأخيرة جاهزة لمواجهة الأزمة، قال درار: "كلّ الدول ليست جاهزة لمواجهة هكذا أزمات، ونحن كإدارة نخوض حرباً ضروس منذ سنين طويلة"، مضيفاً: "لدينا الإرادة لكنّها لا تكفي، فالمسألة تحتاج إلى تجهيزات ونحن نتواصل مع كلّ الجهات، فقد وصل من السويد أجهزة كشف الحرارة، والقنصليّة البريطانيّة في إربيل وعدت بتقديم بعض المساعدات". وفي شأن "التواصل" مع النظام السوري لمكافحة هذه الجائحة، كشف الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديموقراطيّة" أنّه "عرضنا على النظام التعاون على مستوى الطواقم الطبّية، إذ علينا الإنفتاح في المسائل الإنسانيّة بغضّ النظر عن الصراع السياسي". كما نفى علمه بأيّ مبادرات قام بها الروس أو الإئتلاف السوري حيال أزمة "كوفيد-19"، مبدياً تخوّفه من إنتشار الوباء في مناطق سيطرة الإئتلاف بسبب فوضى الفصائل وعدم قدرتها على ضبط الشارع وتناحرها في ما بينها.

وعن موضوع المصالحة الكرديّة - الكرديّة بين "المجلس الوطني الكردي" و"الإدارة الذاتيّة"، توجّه درار بالشكر إلى رئيس إقليم كردستان العراق نيتشرفان بارزاني الذي "قام بدور مهمّ من خلال إقناع الأطراف المعنيّة بفتح حوار، وذلك عبر تفاهمه مع القائد العام لـ"قوّات سوريا الديموقراطيّة" الجنرال عبدي مظلوم ودفعه المجلس الوطني أيضاً إلى القبول بالحوار، وبالتالي خلق موقف كردي موحّد يُعزّز فرص التسوية برعاية الراعي الروسي وبتفاهم مع الغرب".

كذلك، وبخصوص التدابير المتّخذة في مخيّمات اعتقال عناصر "داعش" وعوائلهم، أوضح الناطق الرسمي بإسم "الإدارة الذاتيّة" لقمان أحمي أنّه "تمّ منع الخروج أو الدخول من تلك المعتقلات والمخيّمات وإليها بلا خضوع للفحص الطبّي، وتمّ تضييق الدائرة إلى أقصى حدود". وحول إمكانيّة نقل عوائل "داعش" المقيمة في مخيّم الهول إلى العراق، أكد أنّه "ستُنقل فقط العائلات التي تقبل بذلك، لأنّ قوانين "الإدارة الذاتيّة" تمنع تسليم أي لاجئ أو معتقل إلى دولته من دون موافقته، خصوصاً إلى دول مثل العراق وسوريا التي ما زال فيها حكم الإعدام سارياً".

أمّا عن إجراءات "الإدارة الذاتيّة" في مواجهة الوباء بشكل عام، فقد ذكر أحمي أنّه "تمّ إقفال كافة المعابر" لكن "القلق يكمن من مطار القامشلي الذي يقع تحت سيطرة النظام السوري، إذ لا سلطة لنا عليه"، كما "قمنا بمنع التجوّل بين كلّ مناطق الإدارة الذاتيّة وهي سبع"، مشيراً أيضاً إلى أنّه "قمنا بفرض الحجر الذاتي على مواطني الإدارة ونشرنا القوى الأمنيّة لفرض منع التجوّل، وجنّدنا كلّ وسائل الإعلام لنشر حملة وعي بين الناس، وعقّمنا مكاتب "الإدارة الذاتيّة" والشوارع، وشيّدنا 9 مراكز لحجر المرضى".

ولفت الناطق الرسمي بإسم "الإدارة الذاتيّة" إلى أن "الصليب الأحمر الدولي تعهّد بايصال مساعدات خاصة بمخيّم الهول حتّى لا تنتشر فيه الجائحة، خصوصاً وأن المخيّم أصبح بمثابة مدينة كبيرة يُقيم فيها سبعون ألف شخص، وهذه المدينة تفتقر إلى الكثير من البنى التحتيّة"، مشدّداً على أن "النظام السوري ليس لديه أي إستعداد للتعاون".


MISS 3