مايا الخوري

لمى لوند: مستمرّة في التمثيل ولن أقفل الباب بوجه الإعلام

30 أيار 2023

02 : 01

بعد خبرة طويلة في مجال الإعلام وتقديم البرامج، وفي مجال الموضة والأزياء والجمال، حقّقت المذيعة لمى لوند حلمها المؤجل في التمثيل. فقدّمت أدواراً متنوّعة وشخصيات مختلفة حتى ثبّتت الخطوة الأولى في مسار التلفزيون والسينما. عن أدوارها ومسيرتها والإعلام تتحدّث إلى «نداء الوطن».



بعد مشاركتك في عدد من المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية، كيف تقيّمين إنطلاقتك في مجال التمثيل؟

لطالما اعتبرت التمثيل حلماً لذا تحمّست كثيراً وتعاملت بجديّة كبيرة مع هذا الموضوع منذ تجربتي الأولى مع المخرج الكبير فيليب عرقتنجي في فيلمه «إسمعي»، حيث شكّلت تلك التجربة فرصة مهمّة جدّاً لي، ولا أزال أنظر بجديّة كبيرة تجاه كل عملٍ جديد.

"الزوجة الأولى"، "عشرة عمر"، "بردانة أنا"، "ضوّي يا نجوم"، أدوار متنوّعة وأساسية في التلفزيون، أي منها كان الأكثر تأثيراً لديك؟

قبلت بهذه الشخصيات لأنها تعني لي بشكل أو بآخر. صحيح أنها لا تشبهني، إنما تحوي على جزءٍ منّي. تأثرت بدوري في «ضوّي يا نجوم» رغم مساحته الصغيرة لأنني أديّت شخصية امرأة مؤذية جداً لا تشبهني أبداً، لكنني شاركت في المسلسل بسبب رسالته الإنسانية. أمّا بالنسبة إلى «عشرة عمر»، فأحببت شخصية «آسيا» لأنها تجسّد المرأة القوية والهادئة في آن، التي تجيد إدارة إمبراطورية برصانة واتزّان، وكان مساحة الدور أكبر من أدواري السابقة.

كيف تقيّمين تعاونك مع المخرجين باسم كريستو، فيليب عرقتنجي، طوني عاد، نديم مهنا، داني جبّور وأحمد حمدي؟


لكل منهم رؤيته الخاصة المختلفة عن الآخر ما أفسح في المجال أمام اكتسابي معرفة متنوّعة. سأظلّ دائماً طالبة تسعى للتعلّم والتقدّم تحت إشراف المخرج الذي يؤدي دوراً أساسياً في توجيه الممثل وإدارته. إرتحت في التعاون مع الأستاذ أحمد حمدي في «عشرة عمر» لأنه وجّهني ورافقني في كل خطوة، خصوصاً أن دوري في هذا المسلسل، كان الأهم بين التجارب الأخرى. وكذلك بالنسبة إلى التعاون مع المخرج طوني عاد الذي أشرف على أدائي في «الزوجة الأولى». تعاوني معهما جميل جداً فهما محترفان وهادئان جداً في موقع التصوير.

هل شكّلت خبرتك الإعلامية الطويلة بطاقة تسهيل مرور نحو التمثيل؟


أدّت خبرتي الإعلامية دوراً مهمّاً حين انطلقت في التمثيل على صعيد علاقتي الجيّدة جداً مع الكاميرا، وكيفية التعامل معها بعفوية وحرية. إضافة إلى إلتزامي بالمواعيد والشروط المتعلّقة بالميديا.
إنما يختلف التمثيل كثيراً عن الإعلام وهو منفصل كلياً عنه، فمن المشكلات التي واجهتها في البداية مثلاً، هو النظر دائماً إلى الكاميرا في أثناء أدائي الدور.

إنطلق فيلم "كذبة كبيرة" الذي يسلّط الضوء على مواقع التواصل الاجتماعي ومخاطرها، أخبرينا عن دورك فيه والرسالة التي يحملها؟


إنه فيلم توعوي حول مخاطر «السوشيل ميديا» والمسار الذي تسلكه الأمور بسببها. مواقع التواصل الإجتماعي مفيدة ومضرّة في آن، لأنها بمتناول الأطفال والمراهقين غير المراقبين من الأهل والأشخاص غير الناضجين. لكننا لا نستطيع إنتقادها والتهجم عليها واعتبارها مدمّرة، لأن التربية أساساً تقع على عاتق الأهل والمحيط. أشارك في الفيلم كضيفة شرف حيث أؤدي شخصية مديرة المدرسة، وأنا فرحة بهذه المشاركة بسبب قيمة الفيلم الإنسانية.

كيف تتفاعلين شخصياً مع "السوشيل ميديا" التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومياتنا؟

إنها منبر مؤثر في المجتمع، لذا يجب أن نقرّر ما إذا كنا نريد التأثير سلباً أو إيجاباً في الآخرين من خلالها. قرّرت أن تكون صفحتي الإلكترونية منبراً إيجابياً، وصوت المقهورين والمعنّفين ومن لا صوت لهم في المجتمع، كما صوت الحيوانات المعنّفة التي تُقتل في الشارع. كما قررت استخدام صفحتي لدعم الشباب الساعين إلى الإنطلاق في حياتهم. من جهة أخرى، أعلم جيداً حدود «السوشيل ميديا» فأنتقي كلامي بدقّة وأتقن كيفية التوجّه إلى الآخرين، ما مكّنني من التأثير إيجابياً فيهم.






ذكرت أن التمثيل حلمك الذي تأجّل، كيف استعددت لتحقيقه من دون الوقوع في خطوة ناقصة وحرق السنوات التي بنيتها في الإعلام؟


حين قدّمت دوري الأول في فيلم «إسمعي»، لم أتحضّر مسبقاً لذلك لكنني تعاملت مع التجربة بجديّة وتبعت النصائح التي وُجّهت إليّ، رغم أنني شاركت بظهور بسيط. بعدها، تدرّبت مع الدكتور أنطوان أشقر وهو ممثل وأستاذ مسرحي، مجتهدة في سبيل تطوير نفسي.

إلى ذلك، أهتمّ كثيراً بمضمون النص والإخراج. كتبت «لبنى مرواني» نصّاً رائعاً في «عشرة عمر»، فصوّرت «آسيا» إمرأة قويّة، رصينة وهادئة في آن، قادرة على إدارة شركة كبيرة والإهتمام بكل أفراد العائلة. ووجّهت رسالة من خلالها بأنه يحقّ للأرملة أن تحبّ مجدداً وتهتمّ بنفسها. شخصية «آسيا» هي الأحبّ إلى قلبي ومن أهم الأدوار التي أدّيتها.

بعدما نجحت كممثلة، هل ستقفلين الباب أمام الإعلام؟


يرتكز نشاطي في الحياة على علاقتي بالناس سواء أمام الكاميرا أم خلفها. لن أقفل الباب أمام الإعلام لأنه حياتي، خصوصاً إذا عُرض عليّ برنامج يخدم مسيرتي.

لو توفّر لك إعداد برنامج تلفزيوني وتقديمه، أي نوع تختارين؟


أفضّل البرنامج المباشر. أمّا إذا اعتمدنا التصوير، فسأمنع التوليف، لأنني أفضّل عرضه كما هو. طالما أنني مثقّفة ومطّلعة وقادرة على مناقشة مواضيع مختلفة وبمجالات عدّة، أفضّل عدم حصر البرنامج بإطار واحد، بل أن يدور في فلك المرأة والطفل والحيوانات وكيفية التفاعل معها. برأيي يجب أن تجلس المرأة العربية في عين الشمس وتأخذ مكانتها الحقيقية في المجتمع.

ما رأيك بواقع الإعلام في لبنان، هل يؤدي دوره الصحيح كسلطة رابعة؟

لا يجوز التعميم في هذا الإطار، نتميّز بحرية الكلام والتصرّف في لبنان وثمة إعلاميون وصحافيون قيّمون ومحترفون، في مقابل من خذلنا، لكننا لا نزال بألف خير.





تضاهي نجومية المذيعات ومقدّمات الأخبار والبرامج نجوميّة الممثلات والفنانات، ما رأيك بذلك؟


لقد تغيّر العالم لذا يجب مواكبة هذا العصر. لا مانع لديّ من تحوّل مذيعي ومذيعات الأخبار إلى نجوم، لأنه يمكن مواكبة العصر بتميّز، أي بمخزون ثقافي وعلمي وبإلمام في الشؤون المختلفة. يجب المحافظة على الجوهر والأساس بالإضافة إلى الإهتمام بالشكل الخارجي والإطلالة. ليست مذيعة الأخبار «موديل»، بل يرتكز عملها على إيصال الخبر إلى المشاهد، من دون إلهائه عن الخبر بملابس فاضحة مثلاً، خصوصاً إذا كانت تتمتع بنعمة الجمال. على كلٍ تحدّد محطة التلفزيون الأهداف وتضع القوانين الذهبية في هذا الإطار.

كونك مستشارة مخضرمة في الجمال والأزياء، هل تختارين بنفسك اللوك المناسب للشخصيات؟

أخضع لمتطلّبات الشخصية، فأختار الأزياء المناسبة لها، وهذا دليل على جديّتي في التمثيل. عندما أستلم النص، يساعدني المدرّب الأستاذ أنطوان أشقر في تركيب الشخصية بعدها نجتمع مع المخرج للإطلاع على رؤيته الخاصة ومن ثمّ مع منسّقة الأزياء لتحديد الخط التوجيهي للباس. لقد استخدمت في غالبية المرّات ثيابي الخاصة وأكسسواراتي في مسلسل «عشرة عمر»، وقد بدا واضحاً إختلاف أسلوب لباس «آسيا» بعدما دخل «مالك» إلى حياتها، فانعكست حال الغرام على إطلالتها لتصبح أنثوية أكثر. أما في مسلسل «الزوجة الأولى»، تماهى شكل «صونيا» مع حالتها النفسية، فاهتمّت بشكلها بعدما انفصلت عن زوجها، وأهملته عندما فقدت ابنتها وكانت قلقة عليها.

ما هي مشاريعك في المرحلة المقبلة؟


أتمنّى الإستمرار في التمثيل لأنني أحببت هذا المجال، ولأنني تلقيت ردود فعل إيجابية من قبل مختصّين كمخرجين ومنتجين وممثلين مخضرمين ما شجّعني على الإستمرار. هناك مشروعان قيد البحث، نعلن عنهما في الوقت المناسب.


MISS 3