إفتتاح سوق السّمك الجديدة في صيدا بتمويلٍ بريطانيّ.. الحجّار للصيّادين: حافظوا على هذا المشروع

17 : 44

افتتح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سوق السمك الجديدة في صيدا بعد بنائه وتجهيزه، بتمويل من الحكومة البريطانية وبالشراكة مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والأشغال العامة والنقل، "بهدف تنشيط قطاع الصيد في المدينة من خلال تحديث هذه السوق وتوفير مرافق ومعدات جديدة للصيادين المحليين، وتعزيز الظروف المعيشية لـ 450 صيّاداً في صيدا ومجتمعهم الأوسع وإمكانية دعم وتحسين أوضاع مراكبهم البالغ عددها 150 قارباً".


حضر‎ الافتتاح‎ ‎وزير‎ ‎الشؤون‎ ‎الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور‎ ‎الحجار، سفير بريطانيا هايمش كاول، الممثلة‎ ‎المقيمة‎ ‎لبرنامج‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎الإنمائي‎ ‎في‎ ‎لبنان ‎ميلاني‎ ‎هاونشتاين، النائب عبد الرحمن البزري، ممثل النائب أسامه سعد، مدير مكتبه، طلال ارقدان، النائبة السابقة بهية الحريري، رئيس مصلحة الأملاك العامة‎‎‏ البحرية‎ ‎في وزارة ‏الأشغال العامة والنقل ‎محمد‎ ‎نحلة، رئيس‎ ‎بلدية‎ ‎صيدا ‎محمد‎ السعودي، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في لبنان بسام حمود، رئيس قطاع صيدا في "حزب الله" الشيخ زيد ضاهر، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيس المكتب الاقليمي للأمن العام في الجنوب المقدم علي قطيش، رئيس مكتب مخابرات صيدا الرائد هادي الحاج شحادة، رئيس‎ ‎نقابة الصيادين في‎ ‎الجنوب ‎نزيه‎ ‎سنبل،‎ رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب عبد اللطيف الترياقي، رئيس جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا ربيع العوجي، إضافةً إلى عددٍ من اعضاء مجلس بلدية صيدا ‎وحشد من الصيادين‎.‎


بعد قطع شريط الافتتاح، جال الحضور في سوق السمك الجديدة وغرف الصيادين التي كانت ضمن اقسام المشروع وتخللها مزاد علني للسمك، ابتاع خلالها السفير البريطاني بعضاً منها.


ثمّ كانت جولة بحريّة لكلّ من الحجار والسفير البريطاني وممثلة برنامج الامم المتحدة الانمائي للاطلاع على مرفأ المدينة وقلعتها وجزيرتها.


كاول

اثر الجولة، قال السفير البريطاني: "يسعدني وجودي بينكم في حضور الوزير الحجار وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومسرور أنه تم استكمال مشروع سوق السمك الذي ابصر النور، وقمنا بجولة في داخله ورأينا انواع الاسماك الطازجة التي تم اصطيادها. فمن خلال مساعدة الصيادين، نكون نساعدُ مدينةَ صيدا وسكانها، وهذا يسرنا أيضاً".


أضاف: "خلال جولتنا، شهدنا مزاداً علنياً لأنواعٍ من الأسماك، وكان لي نصيب بشراء البعض منها".


وشكر "الصيادين الذين حيوا حكومته لتمويلها مشروع السوق ومساعدتهم لتطوير سبل عيشهم من هذه المهنة".


الحجار

من جهته، شكر الحجار السفير البريطاني وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـUNDP وفريقها العامل في المشروع وفريق الوزارة "الذين اتينا واياهم إلى مدينة صيدا العزيزة على قلوبنا جميعاً".


وقال: "زيارتنا اليوم لنؤكد التزام بريطانيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوزارة بتنمية هذه المدينة الساحلية التي يعود عمرها لقرون من الزمن. والأمر الآخر الذي أتينا من أجله هو للاطلاع على مشاريع تنفذ بتمويل من انكلترا وبمساهمة من الامم المتحدة وبدعم ومواكبة الدولة اللبنانية ووزارة الشؤون الاجتماعية".


أضاف الحجار: "على الجميع أن يعرف أن الواح الطاقة الشمسية والبالغ عددها 160 لوحاً التي وضعت لخدمة سوق السمك ممولة من بريطانيا وتنفذها وتتابعها الـUNDP ، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو عمل مشكور ومبارك".


ودعا "الصيادين إلى حماية هذه الصفائح الكهربائية، كما حماية الشاطئ ونظافته وعدم إبقائه على حاله كما هو اليوم"، مبدياً استعداده للمساهمة في ذلك مع الصيادين والبلدية والجمعيات الأهلية واهالي صيدا".


وتوجه الى الصيادين بالقول: "هذا الشاطئ لنا، فلنعمل لسلامتنا وسياحتنا، والإنارة التي تم وضعها تساعدنا جميعاً للتجوال أثناء الليل بأمان مع عائلاتنا"، شاكراً "القائمين على هذا المشروع الأوَّل وإنجاحه".


وقال: "أما المشروع الثاني، فله ميزةٌ ودلالةٌ مهمّةٌ جدّاً لمدينة صيدا التي تعتمد على الصيد البحري، وهي المهنة التي لا يجب أن تتوقف، بل يجب دعمها بشكل دائم على طول الشاطئ اللبناني الذي يبلغ طوله 220 كيلومتراً".


اضاف: "شواطئنا ليست لتصدير المهاجرين، بل هي للعمل الاقتصادي المهم وللصيف لتعتاش منها مئات العائلات، من أجل ذلك، تمّ إنجازه اليوم مشكورين عليه. كما تم تأمين الشؤون الصحية في السوق وانشاء غرف للصيادين، على أمل أن نطور هذا المشروع".


وتمنى الحجار على الصيادين "إدارة المشروع بشكل جيد، لأن ما قدم من مال لإنجازه لا يمكن أن يقدم مرة أخرى"، وطالبهم بـ "الحفاظ على المكان بشكلٍ جيّد، لتشكّل هذه الخطوة حافزاً لبريطانيا والأمم المتحدة على المساهمة في مشاريع ذات اهتمامات مختلفة وكثيرة في صيدا، خصوصاً الحفاظ على التراث التاريخيّ بدءاً من القلعة البحرية، وهي من تراث صيدا القديمة".


وقال: "نعوّل عليكم أهالي المدينة للمحافظة عليها. نقف إلى جانبكم لتلعبوا دوركم الذي لا يستطيع أن يؤديه أحد غيركم، كذلك نعول على البلدية والجمعيات".


وتمنى على "الدولة البريطانية والأمم المتحدة الاستمرار بالاهتمام بالشاطئ اللبناني وخصوصاً المناطق الجنوبية مثل صور وصيدا والمنطقة الممتدة بينهما لرمزيّتهما".


وعن موضوع مكب النفايات، قال: "كل ما يتم عمله في هذا المجال جيد، ولكن إذا لم تحل مشكلة مكب النفايات ومعالجة النفايات لن نصل الى الهدف المنشود"..


اضاف: "أناشد، من صيدا ومن موقعها، المعنيين، وضع أيديهم على هذا الملف ومعالجته خارج زواريب السياسة وحلّه ببعده البيئي، فصيدا يجب أن تبقى منارة الشرق وعروس الشاطئ وساحل الشرق الأوسط".


وختم: "زرت صيدا مرات عدة، والأمور تتفاقم فهذه مدينتكم، وأعتقد أن كل المؤسسات الدولية بتصرفكم، ووزير البيئة أيضاً بتصرفكم، شرط أن نضع يدنا على هذا الملف ونمضي به إلى الأمام ليتم إخراجه من السياسة".


سنبل

من جهته، شكر نقيب الصيادين "الدولة البريطانية والأمم المتحدة والدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية، على دعمهم تحسين ظروف عيشهم كصيادين من خلال إنجاز المشروع الذي كان حلماً بالنسبة لنا وتحقق"، متمنياً أن "يتحقق في كل مناطق لبنان وليس فقط في صيدا".


وقال: "كنقيب وصيادين، سنعمل لنكون عند حسن ظن الجميع، ونعد بالحفاظ على هذا الإرث العظيم الذي تم بناؤه وإنجازه في مدينة صيدا بكل ما أوتينا من قوة".


البابا

وقال عضو مجلس بلدية صيدا، المهندس محمد البابا: "كما تعلمون، يعيش لبنان أزمة كبيرة، لذلك، مدّ اليد في هذه الظروف الصعبة هو من أجمل الأمور التي يمكن أن نقوم بها لبعضنا البعض".


أضاف: "هذا المشروع جاء بناء لطلب الصيادين، نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسفارة البريطانية الّلذين لم يقصرا أبدا".


وتابع: "ان موضوع نظافة الشاطئ، وقد أشار اليه الوزير الحجار بأنهم كبلدية يعملون دائماً على إبقائه نظيفاً وكنا سباقين في هذا الاتّجاه، ولكن الظروف اليوم صعبة. وندعو الوزير الحجار انطلاقاً من محبته لصيدا وزياراته الدائمة لها، الى الحضور يوم الاحد المقبل إلى المدينة للمشاركة في حملة نظافة الشاطئ التي يشارك فيها وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين وجمعيات أهلية والكشاف وكل فئات المجتمع".


وقال: "مشروع سوق السمك لم يكن المشروع الأول والوحيد في المدينة، فنحن لم يمر علينا يوم إلا وكانت الـUNDP ومنذ عشر سنوات، تعمل في صيدا وخصوصاً في صيدا القديمة التي تشكل معلماً من معالم المدينة السياحية التي نفتخر بها والتي يعود عمرها إلى ستة آلاف سنة وتضم أكثر من 60 معلماً سياحياً".


وطالب السفير البريطاني بـ "دعوة الرعايا البريطانيين لزيارة مدينة صيدا والاطلاع على انجازاتها التي هي نتاج تعاون المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والنقابات".


وقال: "انطلاقا من إيماننا بمبدأ المشاركة لتحقيق أهداف التنمية والذي قاله الوزير الحجار حول استدامة المشروع، بالطبع الأمر بالنسبة الينا يسعدنا أن نرى كل يوم مشاريع تنجز في مدينتنا خصوصاً ما يراه البريطانيّون ناجحاً لنتشجع بدعمهم ومتابعتهم لبناء المزيد من المشاريع الإنمائية مستقبلاً".


هاونشتاين

بدورها، هنأت هاونشتاين جميع الذين شاركوا في هذا المشروع، وقالت: "زرت سابقاً هذه المنطقة قبل استكمال المشروع ولاحظت الفرق الذي حصلَ في المنطقة، وهو مشروعٌ جميلٌ. في ظل هذه الأزمة، من المهم ان نقوم بمساهمة لنساعد بتعزيز معيشة الناس".


أضافت: "هناك مبدأ في مجال التنمية يقول: لا تعطوا الصياد سمكة، ولكن أعطوه وسيلة لصيد السمك. ولاحظنا تجسيد هذا الامر الذي استحدثه هذا المشروع، وطبعاً ليست هناك تنمية من دون أمن، ونحن قمنا بتركيب الاضاءة الشمسية لنؤمن سلامة المواطنين والمشاة".


وتابعت: "كأمم متحدة دعمنا الكثير من المشاريع بما فيها الشرطة البلدية التي تلعب دوراً رائداً ومهماً في المنطقة، والاهم أنّ هذا مشروع يعمل فيه الجميع من البلدية والوزارة والمجتمع المدني والصيادين، وجميعهم اشتركوا وعملوا معاً لإنجاحه وهذا له رمزيّة كبيرة ويُبيّن أنّنا إذا عملنا جميعنا سوياً نستطيع تأمين التنمية والازدهار في صيدا وكل لبنان".


وختمت: "أنا على يقين بأنني سأغادركم وكلي أملٌ وطمأنينةٌ بأنّ هذا الأمر سيكون لخير السياح الذين سيزورون الكورنيش والمنطقة وأيضاً سوق السمك".


مشروع السوق

يذكر أن المشروع يتضمن انشاء سوق مجهزة بمرافق للصّيّادين بهدف جذب المزيد من الأعمال وتعزيز الاقتصاد المحليّ وبناء غرف للصّيّادين للحفاظ على معدات الصيد الخاصة بهم من العوامل البيئية المختلفة، إضافةً إلى توفير معدّات الصّيد الأساسيّة للصيادين لتخفيف بعض الضغوط المالية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية الحالية، إلى جانب تركيب نظام إضاءة يعمل على الطاقة الشمسية على طول ميناء الصيد بهدف الحد من السرقات وتعزيز الأمن في الميناء وخفض تكاليف الطاقة.


كذلك، تضمّن المشروع جلساتٍ لبناء القدرات تهدفُ لتمكينِ أعضاء النّقابة والعاملين في سوق السمك من إدارة المرافق والخدمات الجديدة على النحو الأمثل.

MISS 3