أسدلت الستارة على بطولة لبنان بالكرة الطائرة يوم الأربعاء الفائت بتتويج نادي الأنوار بطلاً للبنان للعام 2023، لكنّ تداعيات الإشكال الذي رافق الدور النهائي لا تزال مستمرّة، حيث يحاول نادي سبيد بول الذي إنسحب من المباراة النهائية الخامسة المُعادة بينه وبين الأنوار، إعادة عقارب الساعة الى الوراء وفتح كوّة في جدار الموسم الرياضي الذي إختُتم رسميّاً، يستطيع التسلّل منها لفرض أمر واقع جديد يُعيد له حقاً مسلوباً منه وينقل كأس البطولة مجدداً من الجديدة الى شكّا.
في هذا السياق دعا رئيس نادي سبيد بول خليل كفوري الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة الى اجتماع إتّحاديّ تشاوريّ ليل أول من أمس استثنى منه الثنائي رئيس الإتحاد وليد القاصوف وأسعد النخل لأسباب شخصية، وذلك في محاولة منه لاتّخاذ خطوات تصعيدية، أبرزها "تأديب" القاصوف ابن البوشرية الذي وقف الى جانب جاره جورج يزبك رئيس نادي الأنوار ابن جديدة المتن، وعبّد له طريق الفوز باللقب بحسب إدّعاءات كفوري.
وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فقد جاء الإجتماع مخيّباً لصاحب الدعوة، إذ لم يحضره سوى تسعة أعضاء من أصل 13 وُجّهت إليهم الدعوة ولم يعتذروا عن عدم تلبيتها، وقد طرح كفوري على أعضاء الإتحاد ثلاثة إقتراحات حلول للأزمة سقط منها إثنان بعد سجالات حامية ونقاشات حادّة مطوّلة، إذ عجز كفوري أولاً عن إقناع زملائه بفكرة طرح الثقة بالقاصوف وإعادة توزيع المناصب داخل اللجنة الإدارية للإتحاد، بحيث كان كفوري يمنّي النفس بوصول أحد المقرّبين منه الى الرئاسة، أو هو شخصياً إذا توافق عليه الآخرون.
بعد سقوط هذا الإقتراح جسّ صاحب الدعوة نبض الحاضرين بشأن إمكانية إسقاط الإتحاد الحالي عن طريق إقناع ثمانية أعضاء من أصل 15 بالإستقالة والذهاب الى انتخابات جديدة قبل بدء الموسم الجديد، لكنّ هذا الإقتراح سقط بدوره بعدما تبيّن له أنه لا يستطيع إقناع أكثر من أربعة أعضاء في أحسن الأحوال بالإستقالة، لأنّ الأكثرية لا تزال الى جانب القاصوف ومقتنعة بأداء الإتحاد وسلوكه.
أمام هذا الواقع المُرّ، لم يبقَ أمام كفوري سوى خيار وحيد، وهو اللجوء الى قضاء العجلة لتحصيل حقّه "المهدور"، وهي خطوة دونها عثرات ومطبّات، إذ لا تزال صورة الدعاوى القضائية الأخيرة المتبادلة بين الإتحاد والمعارضة ماثلة في الأذهان، وكم أثرت حينها سلباً على تحضيرات الأندية وتشكيل فرقها وانطلاق بطولة العام 2022.
