مادة تحلية شائعة قد تفكّك الحمض النووي

02 : 00

تُستعمل مادة التحلية الاصطناعية، السكرالوز، على نطاق واسع وهي موجودة في منتجات مثل المشروبات الغازية الخاصة بالحمية والعلكة. لكن تكشف دراسة جديدة أنها قد تسيء إلى مادة الحمض النووي داخل خلايا الجسم. ويحمل الحمض النووي الرمز الجيني الذي يتحكم بطريقة نمو الجسم، لذا يطرح هذا الاستنتاج مشكلة خطيرة قد تُسبب اضطرابات صحية عدة. إنه وضع جدّي لدرجة أن يدعو الباحثون الوكالات الغذائية الآن إلى مراجعة سلامة هذا النوع من بدائل السكر وتنظيمه.

أجرى الباحثون في دراستهم سلسلة من الفحوصات المخبرية على خلايا من دم البشر وأنسجة من جدران أمعائهم لتقييم تفاعلها مع السكرالوز وعنصر السكرالوز-6-أسيتات. خضع النشاط الجيني للخلايا المعوية للفحص أيضاً، واستعملت جميع الاختبارات إجراءات تحليلية نموذجية لرصد الأضرار في الحمض النووي.

رصدت الفحوصات زيادة في التعبير الجيني المرتبط بالالتهابات، والإجهاد التأكسدي، والسرطان. لوحظ أيضاً تضرر بطانة الأمعاء.

تقول سوزان شيفمان، خبيرة في الهندسة البيوكيماوية من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية: "إكتشفنا أن هذين العنصرين الكيماويين (السكرالوز والسكرالوز-6-أسيتات) يُسببان متلازمة تسرب الأمعاء. هما يسيئان إلى "التقاطعات الضيقة" أو الواجهات التي تشكّل نقطة اتصال بين الخلايا في الأمعاء".

تعني متلازمة تسرب الأمعاء أن جزءاً من المأكولات المستهلكة والسموم قد يتسلل إلى مجرى الدم. تتعدد مسببات هذه المشكلة وقد تؤثر في المرحلة اللاحقة على أجزاء مختلفة من الجسم.

يدعو المشرفون على الدراسة الجديدة الناس إلى التوقف عن استهلاك السكرالوز وجميع المنتجات التي تحتوي عليه. في السابق، كانت الجهات التنظيمية توافق على استعمال مواد التحلية استناداً إلى أبحاث مفادها أنها تمرّ في الجسم من دون أن تتبدّل طبيعتها، لكن تزداد الدراسات التي تعارض هذه الفرضية في الفترة الأخيرة.

قد تبرز الحاجة الآن إلى مراجعة إجراءات المصادقة على المنتجات. يمكن إجراء أبحاث إضافية لتحليل حقيقة التداعيات الصحية الخطيرة لمادة السكرالوز-6-أسيتات.

في النهاية، تستنتج شيفمان: "هذا البحث يطرح مخاوف كثيرة حول الآثار الصحية المحتملة للسكرالوز ونواتجه الأيضية. حان الوقت لمراجعة تدابير السلامة وإجراءات المصادقة على استهلاك السكرالوز لأن الأدلة التي تشير إلى مخاطره بدأت تتزايد".

نُشِرت نتائج البحث في "مجلة علم السموم والصحة البيئية".


MISS 3