علي الشاهين

تداعيات كورونا والتحولات العالمية

ما هو مشهد الطبقة السياسية في لبنان نهاية 2020؟

1 نيسان 2020

22 : 57

بعد الاطلاع ومتابعة ما نشر من مقالات وتحليلات وآراء ومعلومات ومعطيات على خلفية كورونا، وتحديدًا في الجوانب العلمية والاقتصادية والسياسية والتربوية والاجتماعية والثقافية، وذلك من مختلف المصادر والمذاهب الفكرية والإيديولوجية .

بعد كل ما تقدّم، يرى المراقب الموضوعيّ والجاد أنّ المجتمع الانساني سيحدث نقلة نوعية تشكلها وتفرضها مختلف الفتوحات العلمية والثورة التكنولوجية والآفاق المعرفية التي تضخمت وانتشرت عموديا وأفقيا على مشهد الحراك ومسرحه.

وذلك، يستدعي اتخاذ قرار فوريّ عند كلّ دوائر القرار لدى الحكومات والمنظمات والهيئات في مختلف المجتمعات. فإنّ أنماط المعالجات والآليات والذهنيات والأنماط السابقة لا بد من نسفها تجاه كل المسائل والقضايا ولا بد من تغييرها والاتيان بالجديد منها. والمطلوب نمط تفكير جديد وتطوير مقاربة الأمور وفن إدارتها، حيث قواعد اللعبة اختلفت والمفاهيم لم تعد تتناسب والمرحلة المُقبلة .

لذا، لا بدّ من الاقتناع أن هناك اولويات واهتمامات وحقولًا جديدة، وهذا يدعو طاقم صنّاع القرار الحاليين في الحكومات والأنظمة والمؤسسات في عالمنا العربي عموما وفي لبنان خُصوصًا، رغم كل ما يحمله من خبرات وتجارب في إدارة الحكم إلى ضرورة الإقتناع أنّه لم يعد يصلح لاكمال المسيرة، حيث الموجة الزمنية الجديدة تتطلّب ذهنيات وعقليات وأنماطَ تفكير مختلفة تتلاءَم وما فرضته الثورة.

وهناك جانب أساسي في هذا المسألة وهو أنّ المرحلة المقبلة ستتطلب التعاون والتفاعل والتضامن بين الخصوم إنْ في الفكر أوالعقيدة أوالدين.....فكل الاختلافات الحضارية والثقافية وما شابه ستطرح جانبا، وذلك تعطى الفرص للتعاون ومن أجل مصلحة الجميع، حيث أصبحت الأخطار تجاه الكل شبه واحدة، بدءًا من كورونا وقد لا تنتهي عند الاحتباس الحراري وكأنّ الستة مليارات من البشر يعيشون تحت مناخ وطقس ومصلحة واحدة في هذه القرية الكونية.

في لبنان، وبعد الاكتشافات الهائلة على مُختلف الأصعدة منذ ١٧ تشرين وحتى كورونا والفاخوري .. مرورا بالمصارف والفساد والارتهانات المتعددة وغير ذلك، هل الطبقة السياسية تتواضع تواضع العلماء والعقلاء والكبار وتقوم بتسليم الأمانة طوعًا للجيل الجديد ليستمر لبنان مشاركا في الحضارة الإنسانية الجديدة؟

الإجابة والتجاوب هما في حلبة أناس كبار وقامات مسؤولة في هذا البلد التي فعلا تحتاج قرارًا تاريخيًا من قادة ومسؤولين سينصفهم التاريخ يوما، فالكرة في أيديهم وليس في أيدي الناس، حيث هؤلاء ليس عندهم الا الأحلام والطموحات والإرادة والتعطش والقدرات والمؤهلات وحب الوطن، آملينَ العيش في وطنهم حياةً كريمة سعيدة.