الأدوية المخدّرة قد تعالج الإكتئاب بلا هلوسات

02 : 00

اكتشف الباحثون حديثاً أن آليات منفصلة تنتج الهلوسات والآثار المضادة للاكتئاب عند أخذ أدوية مخدّرة مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك والسيلوسين، ما قد يُمهّد لاستعمال هذه الأدوية كعلاجات خالية من مفعول التخدير.

استعمل باحثون أوروبيون من جامعة هلسكني في فنلندا عينات من الخلايا في طبق مخبري، واكتشفوا أن تلك الأدوية المخدّرة تتصل بمُستقبِل TrkB (التيروزين كيناز للتغذية العصبية). كان هذا الرابط أقوى مما هو عليه مع مضادات اكتئاب أخرى، مثل الفلوكسيتين والكيتامين، بألف مرة، وهو يقوي عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (بروتين يتحكم بالمرونة والتعلم في الدماغ).

من خلال تقوية عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ، سهّلت الأدوية المخدرة على الفئران إنشاء مسارات عصبية جديدة والتخلص من استجابة الخوف المشروطة.

اختبر الباحثون هذا الجانب في الدراسة عبر جعل الفئران تخاف من صدمات القدم، ثم حاولوا عكس هذه الحالة عبر إعادة تدريبها. كانت الفئران التي تلقت الأدوية المخدرة أكثر قدرة على تجاوز الخوف من القوارض في المجموعة المرجعية. لكن تلاشى هذا الأثر السلوكي لدى الفئران التي كانت تحمل طفرة تؤثر على الرابط بين المواد المخدرة ومُستقبِلTrkB .

بدا وكأن الفئران التي أخذت الأدوية المخدرة راحت تهلوس، وقد اتضح ذلك في حركة ارتعاش رأسها، وبغض النظرة عن الطفرة التي تحملها، ما يعني أن عاملاً مختلفاً عن مُستقبِل TrkB يُسبب الهلوسات.

من المعروف أن آثار الهلوسة التي تعطيها الأدوية المخدرة تنجم عن تنشيط مستقبلات السيروتونين في الدماغ. عندما أعاق الباحثون هذا المسار عبر استعمال مناهضات السيروتونين، توقفت حركة ارتعاش الرأس.

على مر العقد الماضي، زاد عدد التجارب العيادية التي تستعمل الميثيلين دايوكسي ميثامفيتامين، والسيلوسين، وثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك، لمعالجة اضطرابات نفسية مثل فقدان الشهية، وإجهاد ما بعد الصدمة، والاكتئاب. يقال إن هذه الأدوية، عند جمعها مع العلاج النفسي، تزيد المرونة العصبية وقد تساعد الناس على التخلص من سلوكيات غير مفيدة وتطوير طرق جديدة لرؤية العالم.

في شهر شباط الماضي، أصبحت أستراليا أول بلد في العالم يسمح للأطباء النفسيين بوصف السيلوسيبين (يتحول إلى سيلوسين داخل الجسم) والميثيلين دايوكسي ميثامفيتامين لمعالجة الأمراض النفسية المقاوِمة للعلاج.

نُشِرت نتائج الدراسة في مجلة "ناتشر نوروساينس".


MISS 3