مصير غامض لـ"تور دو فرانس"

تأييد لتأجيل السباق ولا لإلغائه وترجيح لإقامته من دون جمهور

12 : 01

من سباق فرنسا 2019
قبل أقل من ثلاثة أشهر على دورة فرنسا الدولية للدراجات الهوائية 2020 المقررة في الفترة بين 27 حزيران و19 تموز المقبلين، تكتنف السرية والغموض مصير النسخة السابعة بعد المئة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، مع سيناريوات عدة تلوح في الأفق.


حتى الآن، لم يصدر أي تصريح عن اللجنة المنظمة، الواعية بأن الرياضة ليست بالتأكيد أولوية في الوقت الحالي بالنظر إلى المآسي الإنسانية التي تمرّ بها البلاد.

لكن مع دخول فرنسا أسبوعها الثالث من العزل الصحي بسبب فيروس كوفيد-19 الذي أدى إلى وفاة أكثر من 3 آلاف شخص في البلاد، ترفض اللجنة المنظمة التعليق على خططها بالنسبة للسباق، باستثناء القول إنها ستعمل لما فيه المصلحة العامة.

الشيء الوحيد المؤكد هو أن أغلبية الفاعلين في رياضة الدراجات يأملون في تنظيم سباق هذا العام.

وإذا كانت اللجنة المنظمة التزمت الصمت حتى الآن، فهناك العديد من الاحتمالات الممكنة التي تلوح في الأفق، والتي تتراوح بين الإلغاء والتأجيل، أو حتى إقامة السباق في موعده، لكن من دون جمهور.

الإلغاء

يعتبر إلغاء السباق "السيناريو" الأقل احتمالاً، ما لم تكن هناك حاجة للعزل الصارم، لعدة أشهر بعد بداية فصل الصيف. ويكتسي سباق فرنسا أهمية كبيرة بالنسبة لجميع الفرق المشاركة.

واعتبر المدير العام لفريق "إيه جي 2 آر لا مونديال" الفرنسي فنسان لافنو أن السباق "يمثل 60 بالمئة على الأقل من عائدات الموسم".

وشاطره الرأي البريطاني جيراينت توماس بطل 2018 الذي ابدى في تصريح لصحيفة "دايلي تيلغراف" قلقه ناحية فقدان الناس لوظائفهم في حال تم إلغاء الطواف.

وقال توماس: "هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة من عدم إقامة سباق فرنسا نظراً للأوضاع الحالية".

وأضاف: "لكن، من ناحية أخرى، هناك 20 فريقاً، وشركات استثمرت أموالها في هذه الفرق، وإذا حدث الإلغاء فإن عدداً لا يستهان به من الناس سيجدون أنفسهم عاطلين عن العمل".

وتابع: "في حين أن نتيجة السباق نفسها ليست مهمة، فإن الحدث مهم، لأن هناك الكثير من مصالح الفرق والرعاة مرتبطة بالسباق".

حتى الفرق البلجيكية تؤكد على أهمية السباق الذي يمثل 40 بالمئة من عائداتها. لذلك، يبدو من الواضح أن المسؤولين عن رياضة الدراجات سيفعلون كل شيء لإيجاد حل.

يذكر انه منذ ان ابصر سباق فرنسا النور في العام 1903 لم يتم الغاؤه سوى خلال فترة الحربين العالميتين الاولى والثانية.


التأجيل

أما تأجيل السباق، فهو "السيناريو" الذي من المرجح أن يتزايد أكثر فأكثر إذا لم يتحسن الوضع الصحي في الأسابيع المقبلة. في الوقت الحالي، يخضع معظم الدراجين إلى الحجر الصحي في بلدانهم، من بينهم من يملك إمكانية القيام بتدريبات على الطريق (بلجيكا وألمانيا وسويسرا على سبيل المثال)، فيما يمنع على الآخرين ذلك (فرنسا وإسبانيا وإيطاليا على وجه الخصوص). ولكن الى متى؟



رسم بياني بمسار دورة فرنسا 2020



وقال المدير العام لفريق "أركيا-سامسيتش" إيمانويل هوبير: "على أبعد تقدير، يجب أن يكون المتسابقون خارج البيوت في 10 أيار، إذا سمحت الظروف بذلك بالتأكيد"، مع العلم بأن المدربين بشكل عام يقدّرون فترة التدريب بأربعة أسابيع على الأقل من أجل خوض المنافسات.

وإذا كان هذا التاريخ لا يزال موضع شك، فهو ليس الأمر الوحيد غير المعروف حتى الآن، بل هناك أيضاً مسألة كيفية تنظيم البرنامج في حالة التأجيل، حيث عقد اجتماع في هذا الصدد الاسبوع الماضي بإشراف الاتحاد الدولي للدراجات.

وكان الاجتماع الأول ضمن سلسلة من الاجتماعات التي سيتم عقدها نظراً لصعوبة الملف، في ظل غياب الرؤية حول نهاية الإجراءات الاستثنائية التي قررتها الدولة الفرنسية صاحبة قرار الحصول على الضوء الأخضر لتنظيم السباق.

السباق في موعده

من حيث المبدأ، فإنّ اقامة السباق في موعده هو "السيناريو" الذي لا يزال ساري المفعول. من بين الأحداث الرئيسية المقررة الصيف المقبل، وحده سباق فرنسا لا يزال موجوداً على الروزنامة الرياضية لهذا الموسم بعد تأجيل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020" ونهائيات كأس أوروبا و"كوبا أميركا" في كرة القدم إلى العام المقبل.

وقال الدرّاج الفرنسي رومان بارديه: "لا يزال من السابق لأوانه إعلان قرار" بخصوص السباق. ولكن يبدو أن الوقت يزاحم هذه الفرضية التي تم تعزيزها لبعض الوقت من خلال تطرق وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينينو إلى فرضية إقامة السباق من دون جمهور.

وقالت ماراسينيانو: "يمكن ان نتصور اي شيء، لقد حصل أمر مماثل في مسابقات اخرى في السابق. التأثير ليس ذاته على رغم ان النموذج الاقتصادي لسباق فرنسا لا يعتمد على بيع البطاقات، كما هي الحال بالنسبة الى كرة القدم وغيرها".

لكن فرضية اقامة السباق من دون جمهور واجهت رفضاً من جانب بعض الدراجين، في مقدمهم توماس الذي اعتبر أن "من دون جمهور، لن يكون سباق فرنسا"، لأنه بطبيعته شعبي واحتفالي ويتجاوز كونه سباقاً للدراجات.

وأضاف: "سيكون من الصعب جداً منع الجماهير. ولكن يمكن لأي شيء أن يتغير بسرعة. من الصعب التكهن. أتمنى فقط للجميع بأن ينتهي كل شيء بسرعة"، مشيراً إلى أن رغبته الوحيدة هي "ركوب دراجتي. أود بالتأكيد الحصول على فرصة أخرى للفوز بالسباق، أشعر الآن بأنني في أفضل حالاتي في مسيرتي الاحترافية".

ووصل الرفض لامكانية التأجيل إلى درجة أن رافاييل جيمينياني (94 عاماً)، أحد الناجين من نسخة 1947 التي نظمت في نهاية الحرب العالمية الثانية، ذكَّر بالطفرة غير العادية من الحماس الذي صاحب الحدث مؤكداً تطلعه لمتابعة نسخة الصيف المقبل.

وقال: "فترة العزل الصحي ستؤثر علينا معنوياً. يجب أن نتعافى، ويمكن للسباق أن يساعدنا. سيمنحنا الاستقرار ويعيد إلينا الحياة".