رمال جوني -

"جريمة" في النبطية... لامبالاة و"التعبئة العامة" في خبر كان

3 نيسان 2020

03 : 15

لا التزام بـ"التعبئة" العامة

ما زلنا في عين عاصفة "كورونا"، الخطر يداهم يوميات أبناء النبطية، يترافق مع لامبالاة. خرج أهالي النبطية من حجرهم، لمشاهدة ما اصاب يومياتهم، مارسوا حياتهم كالمعتاد، وكأن "كورونا" رحل. زحمة السير اليومية التي تعيشها النبطية، وصفها البعض "بالجريمة"، لم تأبه قرى النبطية لأنظمة الحجر. إشتاقت الناس للطرقات، للضجيج وزحمة المارة، متناسين أننا في قلب معركة "كورونا". البعض وضع الزحمة في خانة "الضرورات"، وآخر حمّل المصارف المسؤولية وصرافاتها الآلية، غير أن لإبراهيم رأي آخر، فهو خرج لأخذ "نفس" ويؤكد أن "الإزدحام غير مبرر، إذ أن 80بالمئة من حركة السيارات للكزدرة، وليست للضرورة، ما يضعنا في عين الخطر".

لليوم الثاني على التوالي، تعيش النبطية كما قراها، يومياتها بشكل عادي، وإن كانت متاجرها ما زالت مغلقة، فالإزدحام اليومي، وضعه رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد في خانة "الجريمة"، ويقول: "ما تشهده النبطية غاية في الخطورة، إذ تترافق زحمة السير والاكتظاظ مع فتح عدد من المحال التجارية من الهواتف والتبغ وغيرها"، داعياً وزير الداخلية محمد فهمي إلى "إعادة النظر بقرار فتح بعض المحال وتمديد ساعات العمل اليومي، لان هذا الواقع دفع الى تراجع نسبة الإلتزام بالحجر من 95 بالمئة إلى 65 بالمئة"، وأشار كحيل إلى أنه جرى توجيه مذكرة عبر محافظ النبطية "للحد من الدوامات، لان ما يحدث خطير جداً، ونحن كبلدية غير راضين عنه".

صرخة كحيل ترجمت بحواجز توعية عند مداخل النبطية لعناصر من القوى الامنية، عملت على حث المارة على وضع الكمّامات ولبس الكفوف.

أما المشهد في القرى فكان مختلفاً، التزام بالاجراءات. ووفق بلال فإنه "يُكتب للبناني أنه للمرة الاولى يطبق النظام ويلتزم به ولو بحده الادنى، لطالما قفز فوقه، جرياً على عادته، غير أن لكورونا وقع آخر، التلاعب معه، يعني الحبس الافرادي 14يوماً، وحبس كامل العائلة وربما الحي، أي أن نظامه قاس"، ورأى الدكنجي أبو يوسف أن "تفلت الأمور في اليومين الماضيين، ربما يعود إلى خروج البعض بسياراتهم لرؤية التعبئة، وتناسوا أن التجوال هو الخطر بعينه، وهذا مرده الى شعور الناس بتلاشي الخطر".

بعيداً من عدم التزام الاهالي بالتعبئة العامة، شهدت القرى شد حبال بين البلديات وأصحاب المولدات، من أجل تخفيض فاتورة الإشتراك الشهري في ظل الظروف الصعبة التي تواجه المواطن، وقد نجح عدد من البلديات بانتزاع اتفاق يقضي بمساعدة المتضررين من أزمة "كورونا"، بلدية زوطر الشرقية واحدة منها، يؤكد نائب رئيس البلدية شوقي حرب أن "البلدية قامت باعداد لائحة باسماء العوائل الفقيرة والمتضررة من "كورونا" والتي قدرت بنسبة 20بالمئة، رُفعت الى صاحب الإشتراك الذي عمد لإعفائها من الدفع كما عمد اصحاب الاشتراكات الى تقديم مساعدات عينية للفقراء.

كما تمكنت بلدية كفرتبنيت من ابرام اتفاق مع صاحب الإشتراك قضى بتخفيض 10 بالمئة من قيمة الفاتورة إضافة لإعفاء العوائل الفقيرة، وأكد رئيس البلدية فؤاد ياسين "أن البلدية حرصت على تخفيض فاتورة الإشتراك خاصة في ظل الظروف المأسوية التي تواجه الناس، وهذا الإتفاق سيبقى حيز التنفيذ طالما الأزمة مستمرة".

واكد صاحب أحد المولدات في كفرتبنيت علي ياسين لـ"نداء الوطن" أن "اصحاب المولدات من الناس، ويجب ان يكونوا للناس، ويفترض ان نقف الى جانبهم لمواجهة هذه الأزمة"، ودعا ياسين كل أصحاب المولدات لمساعدة المتضررين.