الكلفة المتوقعة على الاقتصاد العالمي 4000 مليار دولار

مواجهة الكورونا... إلى "مجلس الأمن"!

02 : 00

وزير الصحة البريطاني مخالفاً أبسط قواعد السلامة خلال افتتاحه مستشفى ميدانيّاً أمس (أ ف ب)

في وقت لا يزال فيه "العدو غير المرئي" يتصدّر الأولويّات الأميركيّة والأوروبّية، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بالأمس إلى إعطاء دور أكبر للأمم المتحدة في مكافحة تفشّي وباء "كوفيد- 19". وأجرى ترامب وماكرون محادثة هاتفيّة ناقشا خلالها "عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضويّة في مجلس الأمن في وقت قريب، لتعزيز التعاون في الأمم المتحدة للقضاء على الوباء وضمان السلام والأمن الدوليّيْن"، بحسب البيت الأبيض، بينما أودى الفيروس القاتل بحياة نحو 58400 مريض حول العالم منذ ظهوره في كانون الأوّل في الصين، فيما أصاب أكثر من مليون و87 ألف شخص.

ولا تزال حصيلة الوفيات تتصاعد بشكل هائل في الولايات المتحدة، إذ لامس عدّاد الوفيات الـ7000 مريض فيما أصاب أكثر من ربع مليون شخص. أمّا فرنسا، فقد قضى الوباء فيها على أكثر من 6500 مريض وأصاب 64338 شخصاً، في وقت سجّلت إسبانيا أكثر من 900 وفاة خلال 24 ساعة، لليوم الثاني توالياً، ما يرفع حصيلة الوفيات إلى أكثر من 11000، وأعلنت الحكومة أن عدد الإصابات بمرض "كوفيد-19" بلغ نحو 118 ألفاً.

تزامناً، اعتبرت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل عقب إنهائها فترة الحجر الصحي أن تباطؤ انتشار الفيروس في البلاد يُعطي "بعض الأمل" ولكن لا يزال من المبكر تخفيف التدابير التقييديّة، في حين توفي 1234 شخصاً من أصل نحو 91000. أمّا إيطاليا، بؤرة الوباء في القارة الأوروبّية، فقد وصل عدّاد الإصابات لديها إلى نحو 120 ألفاً فيما توفي 14681 مريضاً.

وفي المملكة المتحدة، افتتح مستشفى ميداني كبير داخل مركز مؤتمرات في لندن، استغرق تجهيزه تسعة أيّام فقط، لاستيعاب الارتفاع في عدد مرضى "كورونا المستجدّ" الذي تخطّى الـ38000، فيما أودى الفيروس بحياة أكثر من 3600 شخص في البلاد. ولعلّ أحد مؤشّرات خطورة الوضع الذي تعيشه بريطانيا يتمثّل في خروج الملكة إليزابيث الثانية (93 عاماً) عن صمتها، عبر تسجيل كلمة مصوّرة موجّهة إلى المملكة المتحدة ودول الكومنولث حول الوباء سيخرج إلى العلن غداً الأحد، وفق ما أفاد قصر باكينغهام. ويُشكّل هذا رابع تدخّل استثنائي تقوم به الملكة خلال 68 عاماً من توليها العرش.

وأنشئ المستشفى بمساعدة الجيش البريطاني، وتبلغ طاقة استيعابه الأوليّة 500 سرير ويُمكن زيادتها إلى 4 آلاف، ما يُعادل قدرة استيعاب 10 مستشفيات تقليديّة. لكن قبل افتتاحه حتّى، كشف وزير الصحة مات هانكوك خلال مؤتمر صحافي يومي أنّه تمّت زيادة عدد أسرّة الإنعاش بـ"أكثر من ألفين" وهي متوفّرة فوراً، في حين أعلن رئيس الحكومة بوريس جونسون، عقب تأكد إصابته بـ"كوفيد-19" قبل أسبوع، أنّه سيُمدّد فترة الحجر الذاتي لأنّه لا يزال يُعاني من حرارة الجسم المرتفعة.

اقتصاديّاً، توقّع بنك التنمية الآسيوي أن تراوح كلفة تداعيات تفشّي الوباء على الاقتصاد العالمي بين ألفي مليار و4100 مليار دولار، أي ما يُعادل 2.3 إلى 4.8 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي. وأوضحت المنظّمة، ومقرّها في مانيلا، في تقرير نشرته، أن التقديرات قد تكون أقلّ من الواقع كونها لا تأخذ في الاعتبار "الأزمات الاجتماعيّة والماليّة المحتملة، وكذلك تأثير الوباء على الأنظمة الصحّية والتربويّة على المدى الطويل".


MISS 3