برعاية وزير السّياحة.. إطلاق "سوا عدروب بيروت - من التلة حتى السكة"

19 : 02

أطلق "مجلس نساء بيروت"، المشروع الانمائي "سوا عدروب بيروت - من التلة حتى السكة"، الّذي تضمّن جولةً على الأحياءِ والمعالم التراثيّة القديمة في منطقة الأشرفية ومحيطها وصولاً إلى وسط بيروت، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار ممثلاً بباتريسيا فرح وفي حضور عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة النائب غسان حاصباني ومحافظ بيروت مروان عبّود وعدد من وجهاء ومخاتير منطقة الأشرفيّة.


الجولة التي استمرّت لنحو 3 ساعات سيراً على الأقدام، انطلقت من كنيسة اللعازارية - مزار سيّدة لورد، وشملت معظم أحياء المنطقة، حيثُ تعرّفت النّساء المشاركات، اللّواتي لبسْنَ أزياءً بألوانِ العلم اللبنانيّ، برفقة أبنائهنّ وبناتهنّ على المعالم الأثريّة والدينيّة والأدراج التاريخيّة، واطّلعوا على بعض المهن الحرفيّة التي لا يزال عددٌ من أبناء تلك المنطقة يُمارسونها عن آبائهم وأجدادهم.


وقبيل الانطلاق في الجولة، جالت المشاركات في أرجاء كنيسة ودير اللعازارية، واطَّلَعن من الأب رالف جرمانوس على تفاصيل إنشاء الدَّير وأرجائه.


وسبقَ ذلك كلمات للمستشارة السياحيّة للمشروع نور فرا حداد، ومن ثمّ رئيسة اللجنة لينا شماس الّتي أعربت عن سرورِها لإطلاقِ هذا المشروع ومشاركة عبّود وحاصباني في فعالياته، مشيرةً إلى أنّ "هدفَ المجلس الحفاظ على ثقافة وتاريخ بيروت وعلى ملامحها الاثريّة كما نعرفها نحنُ".


وقالت: "كما أنّ مدناً كبيرةً في لبنان تشهدُ مشاريعَ تنمية سياحيّة مستدامة، فإنّه يحقّ لعاصمة لبنان أن تشهدَ مشاريع مماثلة".


عبّود

من جهته، أثنى المحافظ عبّود على الخطوة، آملاً أن "تتحوَّل إلى تقليدٍ شهريّ أو سنويّ بهدف تعريف النّاس على بيروت الحقيقية".


ورأى أنّ "بيروت الحقيقية ليست الشوارع الكبيرة المكتظّة، بل فيها زوايا بالغة الجمال وتُضاهي تلك الموجودة في أوروبا".


ووصفَ عبّود بيروت بـ"الضيعة الكبيرة التي يجبُ علينا أن نُعيد إعجاب الناس بها، وأن نحافظَ على منازلها وتراثها وأن نبعدَ عنها الغزو العمراني الكبير ونحافظ على روحها".


وتوجّه إلى المُنظّمين، قائلاً: "أنتم تعلمون النّاس كيف يُحافظون على روح هذه المدينة الّتي لا تقلُّ شأناً عن باقي المناطق اللبنانيّة الّتي تحتوي على الآثار"، مُشدّداً على "أهمّيّة إقامة مساراتٍ للمشاة وللدراجات الناريّة"، داعياً النّاس "لترك سياراتهم والاعتماد على رياضة المشي لما لها من فائدتين: ثقافية وصحية".


حاصباني

واعتبر حاصباني أنّ "نقطةَ انطلاقِ المشروع تُمثّل القلبَ النّابض لبيروت، وهي أعلى نقطة في العاصمة وصولاً وفقَ خطّ سير الجولة إلى النقطة الاقرب الى البحر".


وتوجه بالشكر الى "مجلس نساء بيروت" والحركة الدّائمة "الّتي تُثبّت لنا أنّ بيروت مدينة على قيد الحياة، من خلال العمل النسائيّ الدّائم والمستدام"، معتبراً أنّ "جولة اليوم تظهر وجه بيروت المُختبِئ الذي لا يعرفهُ النّاس كثيراً، فبيروت مجموعةُ عائلاتٍ صغيرة مجتمعة في أحياء تضمّ أدراجاً وأزقّة لا تدخلها السّيّارات، وأماكن تاريخيّة عريقة نفتخر بها".


وقال: "بيروت هي انصهارٌ من الثّقافات والأديان والحضارات وتراكُم عصور وتاريخ، يجبُ علينا جميعاً أن نُحافظَ عليه وننطلقَ منهُ لبناء المستقبل، وخطوة اليوم هي لترسيخ كلّ الأجيال المشاركة في حضارة بيروت، المنارة الحضاريّة على شرق المُتوسّط وساحل لبنان".


نصار

وتحدّثت مسؤولةُ المشروع إيميلي نصار، فقالت: "بيروت الّتي غرقَت 7 مرّاتٍ وقامت من تحت الركام، بيروت التي غزاها العمران وغير قسم من معالمها، تعوّدنا أن نقطعَها بالسّيّارات ولا نُلاحظ خفايا، وخبايا أسرارها".


أضافت: "بيروت الّتي دمّرت جرّاء انفجار يعدّ من ثالثِ أكبر انفجاراتٍ بالعالم، وسؤالنا هو: هل نحنُ نعرف بيروت؟"، مُردفةً: "نحن سكّان بيروت ماذا نعرف عنها؟ وكيف نخبر زوارها عنها؟ جلْنا في عواصم الدنيا وتمتعنا بتاريخها وآثارها وحضارتها، ونحن ماذا نعرف عن عاصمتنا؟".


وقالت نصار: "هذا هو السؤال الأهمّ الّذي دفعنا كمجلسِ نساء بيروت للتّفكير بمشروعٍ بنظرةٍ جديدةٍ لسياحة مستدامة من دون تغيير هويّة بيروت الأساسيّة".


وختمت: "هدفنا من هذا المشروع تحفيز الصّغير والكبير ليصبح كلّ منهما شركاً في هذا المشروع الإنمائيّ والاجتماعيّ والسياحيّ الّذي يتوجّه أوّلاً إلى أبناء بيروت لنروّج لكلّ الثّروات المخفية بالمدينة من دينيّة تاريخيّة وثقافيّة وغذائيّة مع إبراز التّجّار والمنتجين المحليّين والحرفيّين المنسيّين مثل الخيّاطين النّجارين والرسامين وغيرهم، للإضاءة على تراث مدينة بيروت بنظرة جديدة غير الوقفات الكلاسيكية".

MISS 3