قطرات أنف خاصة تُسهّل تعافي الدماغ بعد الجلطات

02 : 00

أثبت العلماء أن قطرات الأنف التي تحتوي على جزيئة معيّنة قد تساعد الفئران على التعافي من العواقب البيولوجية الضارة للجلطة الدماغية، وهم يأملون في نقل هذا العلاج إلى البشر في نهاية المطاف.

لا يُستعمل العلاج بطريقة مباشرة، بل يُعطى بعد سبعة أيام على حصول الجلطة، ما يعني أن المريض الذي يعجز عن تلقي مساعدة فورية بعد تعرّضه للجلطة قد يحمي نفسه من أسوأ تداعيات هذه الحالة.

تبيّن أن الجزيئة الأساسية في تلك القطرات هي نوع من الببتيد التكميلي (سلسلة من الأحماض الأمينية)، وتُعرَف باسم C3a. من المعروف أصلاً أن هذا الببتيد له دور أساسي في مناعة الجسم ونمو الدماغ ومرونته.

تقول خبيرة المناعة العصبية، مارسيلا بيكنا، من جامعة "غوتنبيرغ" في السويد: "بفضل هذه المقاربة، لا حاجة إلى خوض سباق مع الزمن. إذا استُعمِل العلاج في الأوساط العيادية، قد يتمكن جميع من تعرّضوا لجلطة دماغية من تلقّيه، بما في ذلك من وصلوا إلى المستشفى في مرحلة متأخرة لا تسمح لهم بأخذ علاج تخثر الدم أو استئصال الخثرة. قد يتحسن أيضاً وضع من يعانون من الإعاقات بعد الأزمة الصحية بفضل هذا العلاج".

يكون هذا التأخير مقصوداً. عند ضخ العلاج في مرحلة مبكرة، قد يزيد ببتيد C3a عدد الخلايا الالتهابية في الدماغ، حيث يُسبب الأضرار بدل إعطاء المنافع.

افتعل العلماء جلطة دماغية إقفارية اصطناعية لدى الفئران. لكن تبيّن بعد أسبوع أن قطرات الأنف ساعدت القوارض على استرجاع وظيفتها الحركية بوتيرة أسرع وأكثر فعالية، مقارنةً بالفئران التي تلقّت دواءً وهمياً.

تطرح الدراسة الجديدة أيضاً فكرة وافية عن أثر C3a في الدماغ. كشفت الفحوصات بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي أن هذا الببتيد ساهم في زيادة عدد الروابط بين الخلايا العصبية في أدمغة الفئران.

يقول عالِم الأعصاب ميلوس بيكني من جامعة "غوتنبيرغ": "تكشف نتائجنا أن ببتيد C3a يؤثر على وظيفة الخلايا النجمية التي تتحكم بعمل عدد كبير من الخلايا العصبية في الأدمغة السليمة والمريضة معاً، كما أنه يُحدد الإشارات التي ترسلها الخلايا النجمية إلى الخلايا العصبية".

قد تُحدِث قطرات الأنف المزودة ببتيد C3a فرقاً هائلاً، لكن يُفترض أن يتأكد العلماء أولاً من إمكانية استعمال العلاج مع البشر أيضاً. يمكن إضافة هذا الهدف إلى قائمة الخيارات التي يستكشفها الباحثون في الوقت الراهن.

في النهاية، تستنتج بيكنا: "نحن نطمح إلى تطوير المقاربة التي تسمح باستعمال هذا العلاج في الأوساط العيادية. لكن يجب أن نجد شريكاً لنا في قطاع تصنيع الأدوية لتحقيق هذا الهدف وإجراء التجارب العيادية اللازمة".


MISS 3