على الرغم من كونها مناسبة حائرة بمواعيدها وأصولها التاريخية وطقوسها غير الموحّدة، يحتفل قسم كبير من دول العالم اليوم بعيد الأب وتجتمع العائلات لتكريم سندها والمعيل الأول لها بالهدايا والإحتفالات والمفاجآت، فيما يستذكر بعضهم آباء رحلوا عن هذه الدنيا بالورود والشموع والصلوات. وفي ظل ضغوطات العمل ومتطلبات الشهرة التي تجبرهم أحياناً على التغيّب عن مناسبات مماثلة، كانت لـ"نداء الوطن" وقفة مع نجوم لبنان الآباء للإطلاع على آرائهم بهذا العيد وطرق احتفالهم به مع عائلاتهم.
الممثل جورج شلهوب
أجمل هدية ممكن أن أتلقّاها في هذه المناسبة هي أن أرى أولادي مجتمعين حولي وهم بصحّة جيدة. أتمنى لكلّ أب خصوصاً اللبناني أن يمنحه الله الصبر والقوة لمتابعة المشوار الصعب وتحمّل مسؤولياته في هذه الظروف الإستثنائية السوداء.
برأيي، إنّ الأب الناجح هو ذلك الذي يعرف كيف يرسم خطوط تواصل متينة مع أولاده ويحافظ عليها من دون أن يكسرها، والذي يتّخذ التفاهم والحوار قاعدة أساسية في علاقته مع عائلته، فمن دون هذين العنصرين تضيع الصلة وتزول تدريجياً. وتبقى كلمتي الأولى والأخيرة والمؤكدة أنّ الإنسان لا يشيخ إلا لحظة خسارته أباه.
الممثل يورغو شلهوب
لست ممّن يحبّذون ويؤمنون بكل هذه الأعياد المعلّبة في يوم واحد كعيد الأب وعيد الأم وعيد الحب وغيرها والتي تدفعنا إلى تذكّر النِعم والإحتفال بها في تاريخ محدّد وفي قالب تجاري هشّ.
منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها عالم الأبوّة، أيقنت أن أولادي هم الهدية الوحيدة التي تهمّني وتفرحني... الهدية الكبرى هي قبلاتهم وعناقهم لي، ولحظات الحوار والثقة التي تجمعنا والتي تؤكد لي أنني على المسار الصحيح في مشواري هذا.
أنا لا أحتفل بعيد الأب، كغيره من المناسبات العالمية. ولكن أوجّه تحية لوالدي ولكل أب في هذا اليوم في ظل الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ولكل أمّ أيضاً، فالعائلة تعاون. وأؤمن أن الأب الناجح هو الذي يتعلّم من فشله ونجاحاته ويستعين بخبراته فينقلها لأولاده ويكون قدوة مثالية لهم. أنا أحلم يومياً أن تكون لأولادي حياة ناجحة وسعيدة.
الفنان غسان صليبا
في هذا اليوم أستذكر والدي القوي والحنون الذي لم يهتمّ يوماً لطلباته ورغباته بل كان كل همّه تأمين مستلزماتنا وأن نكون بخير. علّمني أبي قبل رحيله كيف أواجه الحياة من دون خوف وكان دائماً يقول لي: «الحياة يا بنيّ مع القوي وليس الضعيف».
ولا تزال حتى اليوم الرسالة والكلمات التي يحضّرها أولادي لي بمناسبة عيد الأب الهدية الأغلى والأحبّ إلى قلبي. واليوم، فيما أحنّ للحظات الجميلة التي قضيتها مع والدي، أعايد آباء لبنان أجمعين وأقول لهم: «إنتبهوا لصحتكم فأنتم السند والقدوة والعطاء في بيوتكم».
الفنان نقولا الأسطا
لن أنسى عندما توفي والدي يوم عيد الأب. كانت الصدمة والألم مضاعفين... وغصّتي مستمرّة لا يمحوها شيء. خسرت الأب الذي أعتبره سند العائلة وأمانها، إلى جانب الأم طبعاً التي تؤدي دوراً أساسياً.
أمنية واحدة أكرّرها دائماً في كل عيد، وهي أن أرى ابنتيّ بصحة جيدة تجمعهما علاقة متماسكة وقوية وتكملان حياتهما بالمحبة والتكاتف.
أؤمن بأنّ الحكمة والوعي هما الركيزتان الأساسيتان لنجاح الأب في دوره هذا، خصوصاً في المواقف الصعبة التي يحكمها القلق والخوف على أولادنا في بلد تنهشه الجرائم والاحتيالات والفساد. علينا أن نعرف كيف نقودهم ونرشدهم من دون أن نخنقهم ونضيّق عليهم ما يؤذيهم ويبعدهم عنّا.
كل عام يفاجئني من حولي في عيد الأب، فتعمّ الإحتفالات الدافئة مع العائلة والأصدقاء، ولن أنكر أنني أستغلّ هذه المناسبة لأدلّل نفسي وأُكثر من طلباتي!
آمل أن أكون قد نجحت في دوري كأب، ويتأكّد لي ذلك في كل مرة تناديني ابنتاي My Hero. فقد كنت موجوداً في كل تفاصيل حياتهما بالرغم من انشغالاتي.
الممثل فؤاد يمين
عيد الأب لم يكن بالأهمية الكبرى بالنسبة إليّ قبل أن أتزوّج، كنا نحتفل أكثر بعيد الأم الذي كان يأخذ كل الأضواء. إنّما اليوم وبعدما صرت أباً، بتّ أشعر بأهمية هذا العيد وبجمال الدور الذي أعيشه، فأنتظر بشوق وحماسة الحرفة اليدوية أو القصيدة التي سيحضّرها لي ابني وسيم في هذه المناسبة. وتبقى علاقتي المميزة به ووجوده حولي بصحة جيدة هو أكثر ما أتمناه اليوم وكل يوم. هو هديتي ومصدر فرحي والباقي تفاصيل.
أعتقد أن لا شيء يضاهي الأب الموجود في كل تفاصيل حياة أولاده، فحبّه وحواره والوقت الذي يمضيه معهم أهمّ من كل واجباته ومسؤولياته المادية الأخرى وهو ما يجعل المشوار صعباً على الآباء.
الفنان هاني العمري
اليوم نحتفل بأساس البيت ومن نحمل اسمه ويرافقنا في كل مراحل حياتنا، وبالمرجع الذي يعلّمنا العطاء والمسؤولية والتضحية. الأب هو الإله كما تربّينا، وبهذه الصفة اختصره الرب. أؤمن بأن كل أب يعطي ما لديه لأبنائه وعائلته، إلا أن الظروف الحياتية والاجتماعية هي التي تحدّد مدى وصوله إلى المعايير المطلوبة ليسمّى أباً ناجحاً.
من دون أدنى شك، تشكّل غمرة ابني رَياد أجمل هدية لي في هذا اليوم وتساوي أموال الدنيا وكنوزها من دون مبالغة، خصوصاً بعد أيام من العمل الشاق الذي يبعدني أحياناً عنه. ولأبي ولكل أب أقول: «ألله يطول بعمرك» وتبقى رأس الحربة في بيتك ومثالاً نحتذي به في كل خطواتنا.
الموسيقي وعازف الكمان لبنان خليل
كان لكل الأعياد معنى ورهجة إلى أن غاب والدي وترك غصّةً كبيرةً تحرقني على الرغم من وجود أبنائي حولي.
أعتقد أن الابن الصالح ليس بحاجة إلى يوم معيّن لتكريم والده، فبالإهتمام والإحترام وتقدير عطاءاته سيشعر الوالد أنه في احتفالٍ مستمرّ. وللحقيقة، جُلّ ما يهمّ الأب ليس المظاهر إنما الجوهر، وهو أن يرى أبناءه بخير ويسعى لتحقيق أمنياتهم فيعيشون حياة هادئة.
كذلك، أؤمن بأن الهدية المادية متوفرة ويمكنني الحصول عليها في أي مناسبة، لذلك ما يعنيني كأب هو أن يكون أبنائي بصحة جيدة وأن ينالوا شهاداتهم ويبنوا مستقبلهم ويؤسّسوا عائلاتهم ويبقوا على حب ومودة في ما بينهم.
وفي هذه المناسبة أؤكد أن الأب هو من يضيء نفسه لينير درب أبنائه فيكون السند والدعم والقدوة لهم. رحم اللّه جميع الآباء الذين غادرونا إلى دنيا الحق وأطال بأعمار الموجودين على قيد الحياة.
