المفاوضات الفنزويليّة تُحرز تقدّماً بوساطة نروجيّة

09 : 28

زعيم المعارضة الفنزويليّة خوان غوايدو (أ ف ب - أرشيف)

أعلن وفدا حكومة الرئيس المشكّك بشرعيّته نيكولاس مادورو والمعارضة الفنزويليّة أمس الأوّل، أن الجانبَيْن أحرزا تقدّماً في محادثاتهما في بربادوس بهدف حلّ الأزمة السياسيّة في فنزويلا.

وبعد أربعة أيّام من المناقشات في الجزيرة الواقعة في الكاريبي، أشار كلا الطرفين في بيانَيْن منفصلين إلى أن المفاوضات تتواصل، من دون تحديد ما إذا كانت جلسة التفاوض الحاليّة قد انتهت.

وتعهّد الطرفان أن يُبقيا على سرّيّة مضمون هذه المناقشات التي تجري بوساطة النروج.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجيّة النروجيّة أن الجانبَيْن "يُواصلان المفاوضات التي بدأت في أوسلو"، في أيّار الماضي، "بنشاط"، مشدّدةً في بيان على "ضرورة أن يتوخّى الجانبان أقصى درجات الحذر في تعليقاتهما وبياناتهما في شأن المفـاوضات، وفق القواعــد المـقرّرة".

واعتبرت الوزارة أنّه "لمصلحة المفاوضات، يجب أن يكون لدى الطرفين المجال اللازم للتقدّم في جو بنّاء"، مؤكّدةً أن "سرّية العمليّة يجب أن تُحترم من قبل الجميع".

من ناحيته، كتب وزير الاتصالات الفنزويلي خورخي رودريغيز، رئيس الوفد الذي أرسله مادورو على حسابه في "تويتر": "نُواصل الحوارات ونؤكّد احترامنا الكامل للقواعد المقرّرة"، داعياً الجميع إلى "حماية هذا الجهد التفاوضيّ بين الفنزويليّين".

من جهته، كتب النائب ستالين غونزاليس، ممثّل المعارضة في المناقشات على "تويتر": "نحن نُؤيّد رسالة حكومة النروج"، مضيفاً: "نُواصل التقدّم للبحث عن خاتمة لمعاناة شعبنا ولاختيار مستقبلنا بحرّية". ويُمثّل غونزاليس في هذه المفاوضات زعيم المعارضة خوان غوايدو، رئيس البرلمان الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة في كانون الثاني، واعترف به نحو خمسين بلداً على رأسها الولايات المتّحدة.

وتُؤكّد المعارضة أن هدف المفاوضات هو التوصّل إلى رحيل مادورو من السلطة وإجراء انتخابات جديدة، إذ تعتبر الولاية الجديدة التي بدأها الرئيس التشافي في كانون الثاني الماضي غير شرعيّة، لأنّها نجمت عن انتخابات رئاسيّة شهدت عمليّات تزوير.

لكن مادورو يرفض بشكل قاطع الاستقالة، وهو يدعو إلى وضع حد لما يعتبره "نزعة المعارضة إلى الانقلاب".

وتوعّد الاتحاد الأوروبي الداعم لزعيم المعارضة الفنزويليّة خوان غوايدو، الثلثاء، بفرض عقوبات جديدة على سلطات مادورو إذا لم تؤدّ المفاوضات الحاليّة إلى "نتيجة ملموسة". ورحّب غوايدو بهذا الأمر الذي رفضه مادورو.

إلى ذلك، بدأ نائب رئيس البرلمان الفنزويلي إدغار زامبرانو، الذي اعتُقل في 8 أيّار لدعمه المحاولة الانقلابيّة العسكريّة ضدّ مادورو، اضراباً عن الطعام منذ تسعة أيّام. وكشف غوايدو أنّ زامبرانو "مضرب عن الطعام منذ تسعة أيّام من أجل حقوق جميع الفنزويليين ورفاقه الذين خُطِفوا معه وجميع السجناء السياسيين".

ولم يُعطِ غوايدو تفاصيل في شأن حالة زامبرانو الصحّية، مكتفياً بالقول إنّ "نضاله مستمرّ".

وكانت المحكمة العليا التي تتّهمها المعارضة بأنّها موالية لمادورو، أصدرت إجراءات جنائيّة بحقّ زامبرانو و14 نائباً آخرين مُتّهمين بأنّهم دعموا محاولة الانقلاب العسكري بناءً على طلب غوايدو في نهاية نيسان.وغرقت فنزويلا في أزمة سياسية كبرى بعدما اتّهم غوايدو، مادورو، باغتصاب السلطة إثر فوزه بولاية رئاسيّة جديدة في انتخابات اعتُبرت على نطاق واسع مزوّرة. وتُعاني فنزويلا التي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، من ركود اقتصادي وأزمة انسانيّة جعلت ربع سكّانها البالغ عددهم نحو 32 مليوناً بحاجة ماسّة إلى المساعدات، بحسب الأمم المتّحدة، التي تؤكّد أنّ أكثر من 2.7 مليون شخص غادروا البلاد منذ العام 2015.