جورج بوعبدو

إفتتح مشروعه الثقافي الإنمائي في جباع - الشوف

مصمّم الرقص مازن كيوان: koon... عودة إلى الجذور

26 حزيران 2023

02 : 05

حقّق مصمّم الرقص مازن كيوان حلمه أخيراً بعد سنوات من العمل المضني، بمشروعٍ يليق بمسقط رأسه ويحمل طابعاً ثقافياً وفنياً ويدمج بين حبّيه الأبديّين: الطبيعة والفن. فالرجل الذي يتناغم والطبيعة الى أقصى حدّ لدرجة أنه تحوّل ناسكاً فيها بخيمة ينصبها في أعالي تلال الشوف يبتعد فيها عن صخب المدينة بين الفينة والفينة، اختار بلدة جباع-الشوف لتجسيد حلمه بالتعاون مع بلديتها ورئيسها إيهاب حمّاد ومدير محمية الشوف نزار هاني.


اختار كيوان مشاركة أهل القرية في صفاء الذهن الذي يستمدّه من المكان، بمشروعٍ أطلق عليه تسمية "كون"، وهي أن "تكون أفضل نسخة عن نفسك". افتتح كيوان المشروع يوم السبت الماضي بحفلة أحياها الفنان اللبناني المخضرم خالد الهبر الذي يتعافى من وعكةٍ صحية ألمّت به الشهر الماضي، وأقلقت جمهوره العريض. "لاقونا بحفل افتتاح مشروع koon بضيعة جباع -الشوف لنشرب كاس ونغني سوا"، كتب الهبر على صفحته مخاطباً جمهوره. تقاطر الجمهور الى مكان الحدث لملاقاة الهبر ونجله الفنان الواعد ريان وزياد سحاب. وكانت تلك الأسماء أساساً وحدها كفيلة بإعطاء مذاق للافتتاح. أمسية تفاعلية على الوتر العربي بتخت موسيقي شرقي وحماسة حضور يردّد الأغنيات عن ظهر قلب.



"نداء الوطن" التقت كيوان على هامش الأمسية فدار حوار مشوّق تناول مشروعه الجديد والدور الثقافي الذي يؤدّيه في المنطقة.



لماذا هذا المشروع الآن؟ ولماذا الشوف تحديداً؟


الشوف لأنه مسقط رأسي بكل بساطة. أمضيتُ معظم فترات حياتي في المدينة. الحياة في المدينة طوّرت شخصيتي وسمحت لي بالتحوّل إلى فنان. شجّعتني العروض المتنوّعة والمبتكرة والشخصيات التي قابلتُها على تطوير نقاط قوّتي. تطوّرت قدراتي في المدينة، لكنّ قلبي بقي متعلّقاً بالطبيعة. أشعر بالسلام بعيداً عن إيقاع الحياة السريع. عام 2013، اشتريتُ أرضاً في منطقة جبلية نائية من جباع على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر، وبنيتُ فيها كوخي الخاص. كان المكان ملاذي لألتقي ذاتي الحقيقية. كان يكفيني أن أتأمّل الجمال اللامتناهي حولي وأصغي إلى الصمت. لكنّ المعضلة الدائمة كانت تفويتي المناسبات الثقافية في المدينة. تساءلت عن طريقةٍ للاستفادة من هذين العالمَين في آن واحد، وهكذا نشأت فكرة "كون" بمعنى أن يكون كل شخص على طبيعته، ويعود إلى الجذور. والمشروع عبارة عن مسرحٍ ومساحةٍ لتنظيم البرامج الفنية والثقافية خلال فترة الصيف، ويؤدي دوراً أساسياً بربط الساحل بالجبل. حافظ الشوف على هويته التقليدية ويُعتبر مكاناً مناسباً لإطلاق تجارب مبتكرة من هذا النوع، فمشروعي يقدّم نشاطات ثقافية ممتعة كلقاءاتٍ بين الجمهور والممثلين والمخرجين المعروفين، إلى ورش أعمال مختلفة وعروض أفلام، فضلاً عن توفيره مساحة للتخييم. بوسع مرتادي الفعاليات التمتّع بها، ثم قضاء الليلة في المشروع للاستيقاظ على أصوات الطبيعة وجمالها الخلاب بدل العودة الى المدينة. تجمع هذه المبادرة محبّي النشاطات الفنية الترفيهية في الهواء الطلق وعشاق الطبيعة.

نراك بهذا المشروع تبتعد عن عالمك الأساسي.

أنا معروف أكثر كراقص ومصمّم رقص، ولكنني أعمل أيضاً في المسرح، وفي تنظيم المهرجانات والحفلات، وقد نظّمت أكثر من مناسبة في مختلف المدن اللبنانية سابقاً. حان الوقت لأستغلّ بعضاً من خبرتي في هذا المجال وأسخّر طاقتي لخدمة منطقتي الحبيبة، فهنا يرتاح ذهني وأصبح في انسجام تام مع الطبيعة. وبهذه الطريقة أسمح لأبناء الشوف بلقاء الفنانين والمثقفين ورؤيتهم على طبيعتهم بدون أقنعة.




أخبرنا قليلاً عن البرامج التي سيوفّرها المشروع.

حرصت على أن يكون البرنامج غنياً ومتنوّعاً، وأن يمتدّ على أشهر الصيف كلها. ليلة الافتتاح مع الفنان خالد الهبر وفرقته الموسيقيّة؛ من ثم ورشة عمل مع المخرجة زينة دكّاش والممثلين فادي أبو سمرا وندى أبو فرحات، وأيضاً عرض فيلم "بوسطة" للمخرج فيليب عرقتنجي، يليه تفاعل مباشر مع الحضور ضمن حلقة حوار. عدا عن السهرات الفنية الراقصة واللّقاءات المتعددة المواضيع والأنشطة الثقافية. وبما أن جباع بلدة غنية بالتفّاح، خصّصت نهاراً كاملاً لتسويق هذه الفاكهة ومشتقّاتها وعرض كل المنتجات البلدية. وبذلك أكون حقّقت هدفي بوضع حجر الأساس لمشروع يعود بالفائدة على المنطقة سياحياً واقتصادياً وثقافياً.

كيف لمست تفاعل أهالي المنطقة مع مشروعك؟

لقيت ترحيباً كبيراً من الأهالي، وبخاصة من رئيس بلدية جباع المهندس إيهاب حمّاد الذي أثنى على جهودي وكان الى جانبي، فهو شخص نشيط ويحبّ المشاريع الإنمائية. ساعدني في تأهيل الطريق المؤدية إلى KOON مدير محمية أرز الشوف الأستاذ نزار هاني وأعضاء المحمية، لما تشكّله من صلة وصل بين المشروع والمحمية ولما لها من منفعة مشتركة للطرفين.

أي رسالة توجّه من منبرنا إلى أهالي بيروت؟

أدعوهم الى إدخال Koon على جدول أنشطتهم الترفيهية فالبرنامج رائع وغني بالثقافة والفنّ، وأنا أدعو الجميع وليس أهالي بيروت فحسب الى ملاقاتنا في جباع، لأن وجودهم يكفل استمرارية المشروع ويعمل على تثبيت أبناء الشوف في أرضهم.





هل جمّدت أنشطتك في عالم الرقص؟

أبداً. ما زالت نشاطاتي في مجال الرقص قائمة. أما جديدي فالنسخة الثامنة من "مهرجان جبيل للتانغو" في 29 و30 أيلول، وفي 1 تشرين الأول. نحن نتشرّف باستضافة الموسيقارَين سيباستيان جيمينيز وماريا بيلين جياتشيلو ذَوَي الشهرة العالمية من الأرجنتين، بالإضافة إلى الموسيقارَين كوستاس دوكاس وجورجيا زيكو من اليونان، لتقديم العروض ومشاركتنا تجاربهم. سنرقص أيضاً طوال الليل على وقع موسيقى "الدي جي" المفضلين لدينا من سان دييغو واليونان وسوريا ولبنان.







البرنامج 



8 تموز:


عرض الفيلم اللبناني "بوسطة" يليه جلسة سؤال وجواب مع المخرج فيليب عرقتنجي.

9 تموز:


حفلة موسيقية حيّة لبشّار مارسيل خليفة.

5 آب:

حفلة حيّة لزياد سحّاب.

26 آب:

عرض Quickies، Aa Kaaba.

MISS 3