اختارت الكاتبة خلود أحمد في كتابها الجديد لغة الصمت في خصوصيتها الأنثوية، فاتّخذت منها أداةً لكشف العالم المخبَّأ داخل امرأةٍ شاء لها القدر أن تعيش في خواء الصمت.
وفي تفاصيل القصة، وبعد تعرّضها لحادث سير مفاجئ فقدت على أثره أفراداً من عائلتها، تغيّر عالم «وجود»، وفتحت عينها اليمنى نحو عالم ناقص، فيه النصف من كل شيء: نصف عائلة، نصف وجه، نصف جسد، نصف شعور، ونصف وجود. وبعد رحلة علاج طويلة سوف تنجح في الخروج من دوّامات الصمت بالكتابة، وجعلها طريقاً للتعافي ولإثبات ذاتها.
وتتميّز الرواية بسعي الكاتبة إلى تأصيل وتأكيد أطروحات علم النفس الإكلينيكي في تحليلها حالة الشخصيات الروائية وهواجسها، وخاصةً في استقدامها أطروحات علم النفس الوجودي وطريقته في علاج الإضطرابات الناتجة عن الصدمات النفسية. وهو ما يمكن للقارئ تلمّسه من سيرورة الخطاب الروائي الذي حاول الإستفادة من الأفكار والنتائج الدراسية لبعض الأمراض النفسية وتوظيفها في ميدان النص. كما يؤدّي الحضور الشعري دوراً مهماً في إدراك مكوّنات النص السردية.
