بالفيديو والصّور - تقرير "درب عكّار" عن حريق حرف السنّ: أشدّ الحرائق تدميراً وبداية سيّئة لموسم الحرائق

14 : 16

وزع فريق "درب عكار" تقريره المتعلق بحريق حرف السن في عكار العتيقة جاء فيه: "صباح السبت في 24 حزيران 2023 اندلع حريق في منطقة حرف السنّ في خراج بلدة عكار العتيقة، سرعان ما تمدد في المنحدرات المكسوة بالصنوبر البروتي والسنديان حتى رأس الجبل حيث المزارع والبيوت السكنية، وعلى الفور تدخلت وحدات الدفاع المدني ثم تبعها تدخل لفريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات، ومع تطور الحريق ومتابعة من قبل وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين، تم التواصل مع قيادة الجيش التي اوفدت طوافتان تابعتان للقوات الجوية، وعززتهما في اليوم الثاني بطوافات إضافيّة بسبب ضراوة النيران التي خلّفت أضراراً فادحة، وأمنت بلدية عكار العتيقة الدعم اللوجستي وصهاريج المياه للفرق العاملة على الارض.


ظروف الحريق كانت معقدة وقاسية جداً، استدعت استنفار معظم مراكز الدفاع المدني في عكار خصوصاً في الجهة الشرقية من الحريق التي طاولت فيها النيران المنازل، فعملت الفرق على الدفاع عنها بكلّ قوّة، وبالإمكانات المتوفرة، وحالت دون وقوع إصابات رغم أنّ شدة النيران كانت هائلة وفوق كلّ وصف، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتغذية بركة الطوافة التي نُصبت في منطقة الدورة.


جهود فريق درب عكار تركّزت على الجبهة الغربية من الحريق، فعملت على إقامة خط عزل امتد لمسافة أكثر من 1100 متر من أعلى حرف السنّ حتّى المنازل واخمدت وبردت المنطقة كافة، كما وتمّ التدخل في الجبهة الشماليّة، لكن اضطرّ الفريق للانسحاب مرّات عدة بفعل شدة النيران وانبعاثات الدخان.


ومع حلول مساء اليوم الثاني، تمّت السيطرة على معظم جبهات الحريق الذي تمدد وانتقل الى الغابة القريبة في خراج بلدة الدورة شديدة الانحدار، فعملت طوافات الجيش اللبناني على معالجة هذه البؤر قبل حلول الظلام.


ومع صباح اليوم الثالث، وبعد أكثر من 48 ساعة على اندلاعه، تمّ إخماد الحريق بشكل كامل بعد جهود مضنية استنزفت فرق الاطفاء وأرهقتهم، مع بقاء بعض البؤر مشتعلة من دون ان تُشكل خطراً على تجدد الحريق بشكل شامل.

وأهمّ العقبات التي واجهت فرق الاطفاء:

- الطوبوغرافيا والتضاريس الوعرة: منحدرات شديدة تُسرّع من انتقال النيران، خصوصاً مع تدفق الرياح في منحدرات الوادي بشكل جنوني مع خطر تساقط الصخور.

- الوقود الجاهز للاحتراق ومعظمه كان مع أشجار الصنوبر البروتي والسنديان مع وجود كميات تشحيل كبيرة في أرضِ الغابة.

- الطقس: رطوبة منخفضة وحرارة مرتفعة، ورياح عاتية وصلت سرعتها اعلى المنحدر لأكثر من 60 كيلومتراً في السّاعة، فضلاً عن الرياح التي نشأت بفعل شدة النيران والتي كانت تقذف اكواز الصنوبر صعوداً وتساهم في تمدد النيران.

- طول جبهة الحريق المستعرة واتّساع محطيه لأكثر من 6 كيلومترات.

- عدم القدرة على الانطلاق من نقطة ارتكاز تؤمّن سلامةَ الآليات ونقاط انسحابها مع دوام تزويدها بالمياه.

- غياب غرفة العمليات الميدانية.

- قلّة العنصر البشري نسبة لحريق بهذه الشدة.

- بعض bambi bucket المزودة بها الطوفات كانت تتسرب منها كميات كبيرة من المياه قبل وصولها الى نقطة الاسقاط.

- صعوبة عمل الطوّافات بين منحدرات الوادي وعدم قدرتها على الاقتراب كثيراً بفعل شدة النيران.

- قفران النحل الهائجة وخطر التعرض للسعها.


بلغت المساحة التقريبية للأضرار نحو 95 هكتاراً، معظمها احترق في اليوم الثاني من الحريق، أغلبها من أشجار الصّنوبر والسنديان والبطم، والخسائر الكبيرة كانت في قفران النّحل الّتي احتُرِق عدد كبير منها ونفوق النّحل فيها، والقفران التي تمّ انقاذها وجلاؤها خسرت أعداداً كبيرةً من النحل بفعل النيران أو بسبب عدم قدرته على العودة إلى القفران بعد نقلها، هذا وتضرَّر عددٌ من المنازل واحترقت بعض الغرف الزراعية مع خسائر كبيرة في الممتلكات، وسجّلت بعض حالات الاختناق الّتي تمت معالجتها ميدانياً، من دون خسائر بشرية".


واعتبر فريق "درب عكار" أن "هذا الحريق الكارثي بداية لا تبشر بالخير لهذا الموسم، خصوصاً مع ضعف الامكانات ومحدوديّة الموارد، ويُعطينا هذا الحريق درساً لعدم إرخاء الجهوزيّة وضرورة التّدخّل السّريع والتكاتف بين الفرق جميعها لبلوغ أفضل نتيجة والحفاظ على غاباتنا"، منوهاً بـ"دور الدّفاع المدنيّ الّذي أثبتت عناصره كفاية استثنائيّة في هذا الحريق وأسهمت جهودهم في الذود عن الممتلكات، والشّكر موصول لقيادة الجيش وقيادة اللواء الثاني والقوات الجوية وبلدية عكار العتيقة وكلّ مَن شارك وساهم في اخماد هذا الحريق، وتحية من القلب لوزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ياسين لمتابعته الدّائمة لكلّ خطواتنا. ونشكر جميع الأصدقاء الذين دعمونا للنّهوض مجدداً بعد النّقص الكارثي الذي واجهناه في الموارد، لتغطية تكاليف التّشغيل والصيانة والاستمرار".


MISS 3