انطلقت المبادرة مع بداية صيف 2021. كيف ظهرت الفكرة قبل أن تتطوّر وتصبح اليوم مشروعاً سياحياً مميّزاً؟
صحيح، القصّة بدأت منذ سنتين مع فان فولز أزرق قديم. كنتُ أحاول حينها أن أطلق استثماراً صغيراً هُنا كي لا أغادر لبنان. فأخذتُ هذا الفان الأزرق وبدأتُ تطوير الفكرة. العام الماضي نقلتُه الى منطقة غدراس واهتممتُ بالمكان الذي يحيط به، مع جلسة هادئة على ألواح خشب وضعناها أمامه مقابل مناظر طبيعية جميلة. لاحقاً بدأنا زيادة عدد الفانات. ثمّ تطوّر الأمر شيئاً فشيئاً وانطلق المشروع.
الى جانب لوحات الخشب أو ما يُعرف بـ»الباليت»، ما سبب اختيارك فانات الفولز القديمة بالتحديد كعناصر أساسية في هذا المشروع؟
اخترتُها بسبب شكلها الجميل أولاً، كما أنّ الفكرة مبتكرة وغير مستهلكة بكثرة هُنا. فهناك عدد محدود للأشخاص الذين يمتلكون هذه الكمية من فانات الفولز في لبنان. إضافةً الى أنّ شكل الفانات التي نستعين بها قديم، ويعود الى ما قبل الثمانينات، وبالتالي سيكون الأمر مميّزاً. كذلك، كان الناس يميلون الى استعمال فانات الفولز لنقل الأمتعة والأغراض أثناء التخييم، بسبب متانة الحديد فيها.
ماذا يتضمّن مشروع الـVan Life Experience الذي أطلقته؟ وهل من نشاطات بتواريخ معيّنة؟
المشروع في منطقة غدراس، حيث تتواجد الفانات. يمكن لمن يرغب في أن يستأجرها لمختلف المناسبات: أعياد ميلاد، تخييم، حفلات عروض الزواج (Proposal)، أو لمجرّد تمضية نهار جميل في الطبيعة... ويمكنهم أن يختاروا الفان الذي يريدون مع المساحة المحيطة به. فهي متنوّعة، ولكلّ منها اسم خاص وشكل ولون مختلفان. يمكن القول إنّ لكلّ فان هويّته الخاصة، وبالتالي يستطيع الزبون أن يختار منها ما يشبهه. مثلاً الفان الأزرق الذي رافق بداية المشروع، بات اسمه اليوم Blue Haven. أمامه مسبح صغير خاص مع مقاعد مريحة على الأعشاب الخضراء (غازون). هناك فان آخر لونه أحمر، أطلقنا عليه اسم Passion، ورُسمت عليه أرزة لبنان. فان آخر مزيّن بالورود. والأهمّ أنّ الفانات بعيدة عن بعضها، بحيث يشعر من يستأجرها بأنه يجلس ضمن مساحته الخاصة، وأمامه المناظر الطبيعية الخلابة.
لاحظنا لمسات فنية مميزة على الفانات. كيف يمكن للرسم المحترف أن يعطي حياة أكثر للمشروع؟
هذه اللمسات الفنية هي التي أعطت هوية خاصة لكلّ فان، كي يكون مختلفاً عن غيره. وقد نفّذت على أيدي شبان وشابات حاولوا تجسيد أحاسيسهم والتعبير عمّا يشبههم من خلال الرسم على الفانات.
ماذا عن النشاط الذي تقيمونه مع انطلاق موسم الصيف وما الهدف منه؟
حاولنا قدر الإمكان أن يكون الحفل واسعاً ومترافقاً مع حضور حاشد، مع عدد كبير من الذين رغبوا في مشاركتنا فيه. هم ليسوا شركاء بقدر ما هم أشخاص يشبهوننا في حبّهم هذه النشاطات وهذه الفانات. حيث إنهم يمتلكون أفكاراً مميزة نابعة من عناصر بسيطة، ويحاولون تجسيدها في مبادرات لافتة. من هُنا يشاركون معنا اليوم في هذا الإحتفال، ويعرضون ما لديهم من منتجات وخدمات.
مثلاً هناك فانات مختصة بالصور الفوتوغرافية، وفان لبيع الكحول أو الفشار أو المأكولات أو حتى المونة البلدية. وهناك فانات لإجراء الوشوم أو الحنّة، مع نشاطات خاصة بالأطفال، بحيث يمكن للجميع أن يجد هُنا ما يشبهه وما يناسبه. يمكن أن نصف هذا النشاط بأنّه تجمّع لمجموعة تتشابه في رغبتها في الاحتفال بقدوم فصل الصيف والموسم السياحي.
أنت شاب لبناني ابتكرت مبادرة لتدعم السياحة من جهة، ولتتجنّب الهجرة من جهة أخرى. ما الذي يعطيك الدافع للاستثمار هُنا، رغم أنّ الوضع الإقتصادي والمعيشي لا يزال صعباً؟
أهلنا عانوا أزمات كثيرة وصمدوا، خصوصاً في فترة الحرب. فنحن كلبنانيين نتميّز بالشجاعة وبالقدرة على المواجهة لتخطّي الصعوبات. أنا أرغب في البقاء في لبنان. فقد ولدتُ ونشأتُ هُنا وأحبّ هذا الوطن. لم عليّ أن أطلق أفكاري ومبادراتي في الخارج؟ لم لا أطلقها في وطني كي تعود بالإفادة عليه؟ وأودّ أن أشير في هذا الإطار الى أنّني أطلقتُ أيضاً مبادرة Farm life Experience، وهي مزرعة جميلة جداً أهتمّ فيها بتربية دواجن وطيور غريبة. حتى أنّ بعضها غير موجود في الشرق الأوسط، وقد استحضرناها من الخارج الى لبنان، عوضاً عن أن نرحل نحن الى الخارج.
