جنى جبّور

"بنك الغذاء اللبناني" يحارب الجوع بزمن الكورونا

8 نيسان 2020

10 : 10

تجتهد حكومات الدول المتطورة التي تحترم قيمة الانسان، في تقديم المساعدات ورواتب العمال لتُمكن مواطنيها من مواجهة وباء كورونا والتزامهم بالحجر المنزلي. في وقت، تتخبط دولتنا العتيدة بوضعها الاقتصادي الصعب، وتتكل على المبادرات الفردية ومساعدات المنظمات غير الحكومية والجمعيات لتقديم العون للمواطنين الأكثر حاجة. فكيف ستكمل هذه الأعمال الخيرية و"الفردية" مسارها، مع توقع معاناة 50 في المئة من الشعب اللبناني من مشكلة الفقر في العام 2020، بحسب البنك الدولي؟

تتسارع الأحداث الاقتصادية نحو الأسوأ، منذ انطلاق ثورة "17 تشرين" وصولاً الى "الكورونا"... جوع، فقر، بطالة، احتباس الأموال في المصارف، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني... مصيبة تلو أخرى تعصف بالمواطن اللبناني، حتّى أصبح بعضنا غير قادر على تأمين "قوته اليومي". في ظلّ هذا الواقع المرير، أثبت اللبنانيون قدرتهم على التعاون وتقاسم رغيف الخبز في حالات الخطر، متجاوزين انقساماتهم السياسية، الطائفية والمناطقية. مساعدات بالجملة "بتكبر القلب"، من الأفراد والجمعيات والمنظمات غير الحكومية ولا سيما "بنك الغذاء اللبناني" الذي يهدف الى القضاء على الجوع وهدر النعمة على الموائد اللبنانية، "لما يضلّ حدا جوعان".

طريقة العمل

أكثر من 10 آلاف حصة غذائية حتّى اليوم وزّعها "بنك الغذاء اللبناني" على الأسر الأكثر فقراً في لبنان، منذ تأسيسه في العام 2012 من مجموعة رجال أعمال برئاسة كمال سنّو. تقوم فكرة المنظمة على تأمين المساعدات الغذائية للمحتاجين في كل المناطق اللبنانية من دون أي استثناء وإرسالها الى الجمعيات (90 جمعية تقريباً) المساعدة لعمل "بنك الغذاء"، لتوزّعها بدورها على المحتاجين في كل منطقة. يشير عضو مجلس الادارة في بنك الغذاء اللبناني محمد سنّو الى أنّه يتم التأكد من مصداقية الجمعية قبل التعاون معها. يعلّق شارحاً: "نتابع عملية توزيعها للحصص الغذائية عبر التقارير المرسلة إلينا والتي تهتم شركة "ديلويت" بتدقيق كل تفاصيلها".

تقسم خطة عمل جمع تبرعات "بنك الغذاء اللبناني" الى طريقتين، يفصّلها سنّو قائلاً: "ترتكز الطريقة الأولى على جمع الطعام الفائض السليم وغير المستهلك من بعض المطاعم والفنادق، ليوضّب بطريقة مناسبة ويرسل الى الجمعيات التي تأخذ على عاتقها مسؤولية توزيعه على المحتاجين. أمّا الطريقة الثانية، فترتكز على جمع التبرّعات المالية والمواد الغذائية الضرورية على حدّ سواء. ويمكن للمتبرّع المساعدة بمبلغٍ من المال مهما كانت قيمته، أو بشراء بعض المواد الغذائية الأساسية كالأرز والمعلّبات، والسكر... ويتم توضيبها وارسالها للجمعيات أيضاً".

مساعدات غذائية... معقّمة

مع انتشار وباء كورونا في لبنان، وبعد اعلان التعبئة العامة في البلاد، فَقَد "بنك الغذاء اللبناني" إحدى طرقه في جمع التبرعات التي ترتكز على الاستفادة من الأكل الفائض في الحفلات. ورغم ذلك، لم يكف عن تقديم المساعدات، وهو مستمر بتوزيع نحو 3 آلاف حصة غذائية معقّمة شهرياً (تكفي الحصة عائلة مؤلفة من 4 أشخاص لمدّة اسبوعين) بفضل مساعدات اللبنانيين المقيمين والمغتربين الذين لم يتأخروا أبداً عن تقديم المساعدة، قدر امكانهم، منذ ثورة "17 تشرين" وصولاً الى زمن "الكورونا". ولا يخفي سنّو "الارتفاع المستمرّ لنسبة الاشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في لبنان، والتخوف من ملامسة نسبتهم الـ50 في المئة في العام الحالي، بحسب توقعات البنك الدولي. وهذا مؤشر خطير جدّاً، يفوق قدرتنا وامكاناتنا كمنظمة على تلبية جميع الاحتياجات، ما يحتّم تحمل الدولة مسؤوليتها في هذا الاطار، وتكثيف جهودها للوصــــول الى جميع المحتاجين".


تبرّعوا... من أجل فقرائنا

تبرّع كلّ فرد فينا بفلس الأرملة، بمثابة وضع حجر لبناء جسر أملٍ متين لعبور هذه المرحلة الدقيقة بأقلّ ضرر ممكن، ويشكر سنّو "كل متبرع"، داعياً "من يرغب بالتبرع بالمواد الغذائية الضرورية للبقاء على قيد الحياة (سكر، أرز، حليب، زيت، معلبات، معكرونة...)، أو بمبلغ من المال مهما كانت قيمته، الاتصــــال على الــرقم 03714401، أو عبر زيارة موقعنا الالكــتـرونــي«www.lebanesefoodbank.org»(لتقديم المساعدة Online وخصوصاً خارج لبنان)".


MISS 3