شيخ العقل في خطبة الأضحى: كفى تحدّياً وارتكاباً لجرائم تهديم الوطن

11 : 34

رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى انه "آن الأوانُ لنا في لبنان أن نعقدَ العزمَ على إنقاذ المركب من سوء المصير، وإنقاذه لا يتحقَّق إلَّا بشدّ أشرعة الدولة، وباحترامِ الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيسٍ توافقيٍّ قادر على قيادة مركب الوطن نحو شطّ الأمان"، معتبراً انه "اذا لم يبادرِ اللبنانيُّون أنفسُهم للمساعدة في عملية الإنقاذ فلا جدوى من تدخُّل الخارج منفرداً".



كلام الشيخ أبي المنى جاء في خطبة عيد الأضحى المبارك في بلدة شانيه، بمشاركة عدد كبير من المشايخ والفاعليات الروحية والاجتماعية والثقافية والأهلية ومن أعضاء المجلس المذهبي وإدارتي المجلس ومشيخة العقل.



اضاف: "نداؤنا إلى القادة وأولي الأمر أن يرأفوا بأنفسهم وعائلاتهم أولاً، وبمجتمعاتهم وبالعالَم من حولهم ثانياً، فالرابحُ في المواجهة خاسرٌ في المحصِّلة العامة، والخاسرُ خاسرٌ أساساً، ونداؤنا إلى المسؤولين في وطننا أن يستفيقوا من سُبات المناكفات والمناورات، إن لم نقل من عَجاج المصادمات والمواجهات، وأن يتحمَّلوا مسؤوليتَهم تجاه الشعب والدولة، فالوطنُ كابٍ جريح والشعبُ كبشٌ ذبيح، يكاد يلفظُ أنفاسَه الأخيرةَ لولا لبنانُ الانتشارُ والاغتراب ومنظمّاتُ الإغاثة، ولولا قناعةُ العديد من اللبنانيين المكتفين بقوت يومهم، والصابرين على مَضض، وكيف للناس أن يَصبروا أكثرَ ممَّا صبروا؟ وأن يتحمَّلوا أكثرَ ممّا تحمّلوا، وقد تبخَّرت أموالُهم وخابت ظنونُهم وطُويَت أحلامُهم، سوى قلَّةٍ قليلة ممَّن قرأوا باكراً مجريات الأمور وفقدوا الثقةَ بدولتهم قبل غيرهم فحيَّدوا أنفسَهم وخرجوا قبل أن يُحرَجوا، وهاجروا قبل أن يُهجَّروا، بينما بقيت غالبيةُ الشعب في النفق المظلم، ولم يُرَ لهذا النفقِ من آخر".




تابع شيخ العقل: "إخواني المسلمين، أيُّها اللبنانيُّون، أيُّها المسؤولون، جميعُنا في مركبٍ واحدٍ تتقاذفُه رياحُ الشرق والغرب، وتتخطّفُه الأنواء والأهواء من هنا وهناك، وقد آن الأوانُ لنا في لبنان أن نعقدَ العزمَ على إنقاذ المركب من سوء المصير، وإنقاذُه لا يتحقَّق إلَّا بشدّ أشرعة الدولة، وباحترامِ الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيسٍ توافقيٍّ قادر على قيادة مركب الوطن نحو شطّ الأمان، وإعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة وإداراتها، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنانَ وقدرة أبنائه على النهوض به، وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار فيه وخلق فرص العمل للشباب للحدّ من هجرتهم. وذلك كلُّه يحتاجُ إلى التفاهم والتوافق على خطة استراتيجية واضحة لا تثير هواجسَ أية جهة داخلية، وتؤكّد على متانة علاقات لبنان العربية والدولية، وتساعد في تعزيز قدرته على الصمود ومواجهة أي عدوانٍ بوحدة الصف والموقف والولاء الوطني وبتضامن جميع أبنائه على مختلف مودَّاتِهم ومذاهبهم ومشاربِهم".


وقال: "إن لبنانَ التنوُّعَ في الوحدة، لبنانَ العيشَ الواحدَ الموحَّد، لبنانَ التاريخَ والتراثَ والحضارةَ المشرقيّةَ والعروبة، لبنانَ الانفتاحَ والجدارة، هذا الـ "لبنانُ" جديرٌ بالوفاء ويستحقُّ التضحيةَ لإنقاذه مما يتهدَّدُه من أخطارٍ تكادُ تقضي على المؤسسات، كما على القيَم الأخلاقية والوطنيَّة والاجتماعية، وإن لم يبادرِ اللبنانيُّون أنفسُهم للمساعدة في عملية الإنقاذ فلا جدوى من تدخُّل الخارج منفرداً".


ختم: "كفى استهتاراً وتحديّاً، كفى ارتكاباً لجرائمِ تهديم الوطن، اسلكوا سبيل الاعتدال والوسطية، واسعَوا بإخلاصٍ للتوافق والتراضي، أو على الأقلِّ للمواجهة الديمقراطية في أي استحقاق، وليكُنِ التنافسُ قائماً لأجل خدمة الوطن وإنقاذه لا لهدم ما تبقَّى من مؤسساتِه ومن اقتصادِه وهيبتِه". 

MISS 3