بالصور - بشرّي تودّع شهيدَيْها... الرّاعي: نعرف القاتل وحدودنا

02 : 00

في مأتم مهيب، شيّعت مدينة بشرّي شهيديها هيثم ومالك طوق أمس في كنيسة السيّدة، وسط حضور سياسي وشعبي وأمني كثيف. وترأس مراسم الجنازة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عاونه المطارنة جوزيف نفاع وأنطوان طربيه وحنا رحمة، بمشاركة العديد من رؤساء الأديرة في المنطقة وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات. الراعي دعا في كلمته إلى «ترسيم الحدود في منطقة القرنة السوداء وإنهاء الفتنة، كما دعا لكشف الفاعل أو الفاعلين في جريمة قتل هيثم ومالك طوق والاقتصاص منهم». ولفت إلى «أننا نؤمن بالدولة ونعرف حدودنا ونعرف القاتل وهذه ليست مجرد حادثة». وأوضح أن «شباب بشرّي يعلنون دائماً استعدادهم للحل، ونحن جميعاً تحت سلطة القانون العادل».

وشدّد الرّاعي على أنّه «لو قام القضاء بعمله لما كنا وصلنا اليوم إلى مأساة القرنة السوداء»، مشيراً إلى أن «الخوف أن يستمرّ القضاء بتخاذله فيفلت المجرمون من يد العدالة وسيشرّع ذلك الأبواب لشريعة الغاب». أضاف: «نطالب بالعدالة في ترسيم الحدود وإنهاء هذه المسألة الشائكة وبقيام الدولة، ولطالما دافعنا عن أرضنا وقدّمنا الشهداء ونحن من قاومنا كلّ محتلّ ونريد دولة تبسط سلطتها بشكل كامل وشامل».

قبل مراسم الجنازة، أدلت النائبة ستريدا جعجع بتصريح أشارت فيه إلى أن «منطقة بشرّي اليوم تواجه، ومتمسّكون بالسلم الأهلي وحريصون على القانون ويهمّنا معرفة الحقيقة وتسليم المجرمين بأسرع وقت». وقالت: «إتّصلت بقائد الجيش العماد جوزاف عون وأبلغني أنه لا يزال هناك حاجة لإبقاء الموقوفين من بشرّي لبعض الوقت الى حين اتّضاح الصورة».أضافت: «سنتابع الموضوع حتى النهاية للوصول إلى حقّنا في قضية القرنة السوداء بالقانون». كما شكرت جعجع «مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على اتصاله واستنكاره الحادث الكبير كما رئيس حكومة تصريف الأعمال والنوّاب ومَن جاء من مناطق بعيدة للوقوف إلى جانبنا اليوم وعلى رأسهم البطريرك الراعي».

بدوره، أكّد النائب وليم طوق أنّ «بشرّي لم تتعوّد في تاريخها على الغدر، تماماً كما لم نتعوّد نحن أن نغدر أحداً ودماؤهما باتت الخط الأحمر لرسم حدود أرضنا التاريخية». وقال: «لمن لا يعرفنا بعد نحن لا نفرّط بدم شهدائنا ولا نساوم على أرضنا وكرامة أهلنا و»ما تغلطوا» لأن دعوتنا لضبط النفس لا تعني أبداً التساهل وقرارنا واضح بأننا لن نرضى بأقل من توقيف مَن غدر بشهدائنا وحرّض على هذه الجريمة».

أما «رابطة آل طوق» فشدّدت في بيان على أنّ «بشرّي لم ولن تكون مكسر عصا، وذرائع الخلاف في الجرد هي خارج إطار التاريخ والجغرافيا لأن الحدود مرسمة منذ عهد المتصرفية». كما ذكّرت أن «بشرّي عبر كل تاريخها كانت ولا تزال إلى جانب الدولة وخاصةً الجيش اللبناني». وسألت: «لماذا لم يستعمل الجيش هذه القوّة والعتاد لضبط الوضع المتأزم في الجرد قبل الحادثة؟ لماذا سُحبت السيارة المصابة من قبل عناصره؟ وما هي مبرّراته جرّاء ذلك لا سيما أن هذه السيارة تشكّل دليلاً دامغاً على ما حدث؟» وأكّدت الرابطة أن «بشرّي لديها فائض من القوة تسخّره دائماً لحماية الحقوق ودعم الدولة إذ تحذّر من الإستمرار في هذا النهج لأنها ستضطر آسفةً لتعديل مسلكها». وطالبت قيادة الجيش والقضاء المختص «بكشف ملابسات القضيّة بأقرب فرصة لمعرفة من قتل الشهيدين كي ينال جزاءه المستحق». وحذّرت من أن «تقرع في الغد أجراس النفير».

وكان رئيس بلدية بقاعصفرين ـ الضنية بلال زود، قد أعلن في بيان، «الحداد عن روح الفقيدين هيثم ومالك طوق من أبناء جيراننا في بشرّي، في البلدة، وإغلاق المؤسسات الرسمية فيها، وتنكيس الأعلام على مبنى البلدية». وختم: «رحم الله الفقيدين، وحمى وطننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن».


MISS 3