رمال جوني -

صاروخان "مجهولان" يوتّران الوضع جنوباً

7 تموز 2023

02 : 00

المدفعية الإسرائيلية خلال قصفها الأراضي اللبنانية أمس (أ ف ب )

تدحرج الوضع الأمني عند الشريط الحدودي، بعدما أُطلق صاروخان مشفّران، مجهولا الهويَّة، في الثامنة والنصف صباح الخميس في اتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في منطقة الغجر، في وقت أعلن «حزب الله» أنّ «الغجر» بلدة تحتلها إسرائيل.

وكان الوضع توتر في منطقة الوزّاني وكفرشوبا ومزرعة بسطرة، إثر إطلاق إسرائيل حوالى 25 قذيفة من عيار 155 ملم سقط معظمها في المنطقة الواقعة بين خلّة شباط وظهر الشقيف في تلال كفرشوبا، وتسبّبت بحريق في أحراج السنديان في المنطقة، ما لبث أن أُخمد. واستنفر الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» على طول الخط الأزرق ضمن منطقة الحدث الأمني.

لم يتبنّ أحد إطلاق الصاروخين حيث عثر الجيش اللبناني على المنصّة في بسطرة، وربط البعض العملية بالفلسطينيين ردّاً على ما يحصل في جنين، واعتبرها البعض الآخر رسائل مشفرة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لمعرفة من يقف خلف إطلاق الصاروخين.

كيف بدا المشهد الحدودي؟

في الرواية الأمنية، «قرابة الثامنة والنصف صباحاً أطلق صاروخان مجهولا المصدر، من خراج مزرعة بسطرة ـ كفرشوبا، فسقط أحدهما في منطقة الوزاني غرب منطقة الغجر داخل فلسطين المحتلة، في حين سقط الصاروخ الثاني في منطقة المجيدية ضمن منطقة راشيا الفخار، وهي منطقة زراعية، من دون أن يحدث أية أضرار».

تأخرّ الردّ قرابة ساعتين، إذ ظنّ الجيش الإسرائيلي أنّ الانفجار بسبب لغم أرضي، قبل أن يكتشف أنه صاروخ، فعمد إلى قصف تلال كفرشوبا من مرابض السمّاقة ورويسة العلم بأكثر من 22 قذيفة عيار 155 ملم سقطت في منطقة قريبة من منطقة إطلاق الصاروخين.

وأصدر»حزب الله» بياناً جاء فيه «انّ قوات الاحتلال الصهيوني أقدمت في الآونة الأخيرة على اتخاذ إجراءات خطيرة في القسم الشمالي ‏من بلدة الغجر الحدودية وهو القسم اللبناني الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءاً من ‏الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله، تمثلت بإنشاء سياج شائك وبناء ‏جدار اسمنتي حول كامل البلدة شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، مما ‏فصل هذه القرية عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية، وفرضت قوات الاحتلال ‏سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة واخضعتهما لادارتها بالتوازي مع فتح ‏القرية أمام السيّاح القادمين من داخل الكيان الصهيوني‎. إنّ هذه الاجراءات الخطيرة هي احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر».

ودعا البيان الدولة اللبنانية «بكل مؤسساتها، ولا سيما الحكومة اللبنانية، ‏إلى التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال ‏وإلغاء الاجراءات العدوانية التي أقدم عليها والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا واعادته إلى ‏الوطن».

ردّ اليونيفيل

وأوضحت قوات «اليونيفيل» في بيان أنّها لم تتمكن من تأكيد مصدر الانفجارات أو سببها في ذلك الوقت، «لكننا أرسلنا جنود حفظ السلام للتحقيق، حيث أنّ الأصوات كانت متوافقة مع احتمال إطلاق صاروخ. وقرابة الظهر، رصدنا قذائف من إسرائيل على منطقة كفرشوبا في لبنان». وأشارت إلى أنّ رئيس البعثة وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، على اتصال بالسلطات في لبنان وإسرائيل، وآليات الارتباط التي نضطلع بها تعمل بشكل كامل لمنع المزيد من التصعيد». ولفتت الى أنّ «هذا الحادث يأتي في وقت حساس وفي منطقة شهدت توترات في وقت سابق من هذا الأسبوع»، وحضّت الجميع «على ممارسة ضبط النفس وتجنب أي إجراء قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد».

وفي السياق، لفت رئيس بلديه كفرشوبا قاسم القادري إلى أنّ «الاعتداء على خراج تلال كفرشوبا ضمن الأراضي اللبنانية، وسقوط عدد من القذائف في أحراج سنديان خلّة شباط وظهر الشقيف، لا يعدو كونه رسائل متبادلة»، من دون أن يستبعد «أن من يقف خلف إطلاق الصواريخ جهات فلسطينية كردّ على أحداث جنين»، إلا أنه قال: «من الصعب تحديد الجهة التي أطلقت ما لم تُعلن الأمر».

وأضاف «إنّ الإسرائيلي لا يسمح للبنانيين بالذَّهاب إلى منطقة الغجر مع أنّها منطقة لبنانية غير محتلة، وتقع ضمن الخط الأزرق». وللإشارة، منطقة الغجر تقسم إلى قسمين، قسم داخل الأراضي السورية المحتلة، وقسم داخل الأراضي اللبنانية، داخل خط الانسحاب ضمن منطقة بسطرة، غير أنّ الإسرائيلي منع اللبنانيين من الوصول إلى أرضهم.

في المحصلة، يطرح السؤال: هل ما يحصل رسائل موجّهة او متبادلة، أو نوع من تحديد ميزان القِوَى في ظل ارتفاع منسوب التوتر الحاصل على الحدود مع فلسطين المحتلة؟


MISS 3