يلين تختتم زيارتها إلى بكين بتفاؤل

02 : 00

يلين خلال مؤتمرها الصحافي في بكين أمس (أ ف ب)

في ختام زيارتها إلى بكين الهادفة لتخفيف التوترات الجيوستراتيجية بين أكبر قوّتَين في العالم، أعربت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أمس عن تفاؤلها في شأن أُسس العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وقالت يلين خلال مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية: «بشكل عام، أعتقد أن اجتماعاتي الثنائية التي استغرقت نحو 10 ساعات على مدى يومَين شكّلت خطوة إلى الأمام في جهودنا لوضع العلاقة بين الولايات المتحدة والصين على أُسس أكثر صلابة».

وفيما تُجسّد زيارتها رغبة إدارة جو بايدن في تهدئة العلاقات الثنائية المتوترة، شدّدت يلين على ضرورة «التزام البلدَين إدارة هذه العلاقات بمسؤولية وإيجاد طريقة للعيش معاً وتشارك الرخاء العالمي»، مؤكّدةً الأهمية «الحيوية» للاتصالات الرفيعة المستوى.

وأبدت اعتقادها أن «العالم كبير بما يكفي كي يستطيع بلدانا الازدهار»، مشيرةً إلى أن المناقشات في بكين كانت «مباشرة وجوهرية ومثمرة». لكنّها أقرّت بوجود «خلافات كبيرة» بين البلدَين. وتتمثل النقطة الشائكة الرئيسية في أشباه الموصلات، إذ فُرضت في الأشهر الأخيرة قيود أميركية من أجل قطع إمداد الشركات الصينية بالتكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك الرقائق.

وفي هذا الصدد، حذّرت يلين من أنّ الولايات المتحدة ستواصل اتّخاذ «إجراءات موَجَّهة» من أجل الحفاظ على أمنها القومي، موضحةً أن «هذه الإجراءات مدفوعة باعتبارات الأمن القومي. نحن لا نستخدمها لكسب ميزة اقتصادية».

وفي حين تعتزم الولايات المتحدة اتّخاذ إجراءات جديدة قد تؤدّي إلى فرض قيود كبرى على الاستثمارات الأميركية في الصين، شدّدت وزيرة الخزانة على أن هذه الخطوات ستحصل بـ»طريقة شفافة». ولفتت إلى أنها طمأنت المسؤولين الصينيين إلى أن هذه الإجراءات «ستكون ذات أهداف واضحة وستوجه إلى بعض القطاعات حيث لدينا مخاوف في شأن الأمن القومي».

وأكدت أنها رغبت في «تهدئة مخاوفهم من إقدامنا على أمر ستكون له تداعيات واسعة النطاق على الاقتصاد الصيني. الأمر ليس كذلك، وهذه ليست النية». كما أعربت عن «مخاوف جدّية» لدى واشنطن في ما يتعلّق بـ»الممارسات التجارية غير العادلة» لبكين.

ويتعلّق الأمر خصوصاً بعوائق أمام دخول الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية وبقضايا مرتبطة بحماية الملكية الفكرية. وقالت يلين: «عبّرتُ أيضاً عن مخاوفي حيال الزيادة الأخيرة في الإجراءات القسرية ضدّ الشركات الأميركية»، في إشارة إلى عمليات تفتيش وتحقيقات تستهدف في الأشهر الأخيرة شركات في الصين.

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أي إجراء ملموس، ذكرت وكالة «شينخوا» أن الاجتماع الذي عُقد السبت بين يلين ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ أتاح الاتفاق على «تعزيز التواصل والتعاون لمواجهة التحدّيات العالمية»، بينما يبقى تحقيق أي تقدّم ملموس مرتبطاً بالتواصل المباشر بين الرئيسَين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ.


MISS 3