مايز عبيد

هل يسلك الخلاف العقاري على القمّوعة سكّة المعالجة؟

10 تموز 2023

02 : 00

الرهان اليوم على «لجنة الصلح»

تحرَّك ملفّ الخلاف العقاري بين بلدتي فنيدق وعكار العتيقة على منطقة القموعة الجبلية مجدّداً، وذلك بعد مقتل أحمد درويش من عكار العتيقة قبل أيام، وقالت البلدية إنها عينته حارساً على الأحراج التي تتعرّض للقطع في هذه الفترة، لذلك كان مسلّحاً، كما أظهرت الصور التي التقطت له.

وفي انتظار تكشّف كل خيوط جريمة مقتله في المنطقة المتنازع عليها، نشطت «لجنة الصلح» على الخطّ مجدّداً، في مسعى لإيجاد حل للقضية الخلافية المزمنة من عقود. وتضمّ اللجنة عضو تكتل «الإعتدال الوطني» النائب محمد سليمان ورئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة ونقيب المحامين السابق محمد المراد وشخصيات أخرى.

فاعليات بلدة فنيدق تداعت إلى اجتماع في مركز البلدية حضره إلى رئيس البلدية الشيخ سميح عبد الحي، عضو تكتل «الإعتدال الوطني» النائب وليد البعريني ومفتي عكار زيد بكار زكريا وفاعليات مختلفة من أبناء البلدة، وتمّ خلاله عرض وثائق ومستندات لإثبات ملكية القموعة لصالح بلدة فنيدق، وتولاها كل من عبد الحي ورئيس البلدية السابق أحمد عبده البعريني. وبذلك تكون بلدة فنيدق قد أعدّت عدّتها لأي تطور محتمل في شأن الترسيم الحدودي بين البلدتين، وهو أمرٌ غير مستبعد بوجود «لجنة صلح» تنشط على الخط، وإمكان أن يتحرك الملف قضائياً في الفترة المقبلة في هذا الإتجاه.

وكان رئيس بلدية عكار العتيقة الدكتور محمد خليل أشار إلى أنّ الدولة تتحمّل المسؤولية كاملة في عدم بتّ الخلاف العقاري في القموعة، وبلدة عكار العتيقة تريد ترسيم الحدود مع فنيدق، والموضوع عند القاضي العقاري منذ العام 1990. إلى ذلك، ثمة من استبشر بإعادة إحياء اللجنة المكلفة حلّ أزمة الخلافات العقارية التي يرأسها وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، لكن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عاد وجمّد عمل هذه اللجنة بسبب الإعتراضات. إلا أنّ تأليف «لجنة صلح» تعمل على خط الأزمة يعني افتراضاً القيام بكل الجهود للوصول إلى حل، ولا سيما أنّ «لجنة الصلح» تنوي عرض الأمر مع الجهات المعنية في الدولة والقضاء لتسريع بتّ الخلاف بالأطر القانونية.

وفي السياق، دعا البعريني القضاء اللبناني إلى بتّ كل القضايا العقارية المختلف عليها على مساحة الوطن وإيجاد الحل لها، وقال: «ننظر إلى الملف من زاوية موضوعية بحتة ولا نريد إلا إحقاق الحق بما يريح المنطقة ويعيد الإستقرار إلى ربوعها».

يشار إلى أنّ الخلاف نفسه كان أسفر قبل نحو سنتين عن سقوط ضحيّتين هما رامي البعريني من فنيدق وعلي ميتا من عكار العتيقة.

وفي هذا الإطار، صدر أمس عن المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة، بيان جاء فيه: «بناءً على توجيهات المدير العام اللواء عماد عثمان بتكثيف الجهد الإستعلامي لكشف جريمة مقتل المغدور أحمد درويش تولّد 1986من بلدة عكار العتيقة، والتي وقعت في جرود القموعة بتاريخ 25-6-2023، وبعد المتابعة، انكشفت خيوط الجريمة وهناك موقوفان من بلدة الضحية نفسها لدى شعبة المعلومات، وستعلن تفاصيل الجريمة عند انتهاء التحقيقات الجارية بإشراف القضاء».


MISS 3