روي أبو زيد

هاني نصار: نواكب مريض السرطان رغم العثرات

14 نيسان 2020

05 : 10

عزيمتهما لم تنكسر رغم اصابة الزوجة بالسرطان. بقي هاني نصّار وزوجته بربارة، متسلّحين بالإيمان والشجاعة رغم كل المشقات وحتى لحظة وفاة الزوجة. واليوم جمعيّة "بربارة نصار لدعم مرضى السرطان" تتابع رسالتها بكلّ زخم وحبّ محوّلة ألم المرض الى أمل حياة.
لكن كيف تدعم الجمعية مرضى السرطان عادةً وخصوصاً في ظلّ انتشار الـCOVID-19؟



كيف ولدت جمعيّة بربارة نصار؟

ولدت جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان من خلال خبرة زوجتي بربارة ومعاناتها مع السرطان إذ أصيبت بالسرطان عام 2009 وحينها أبلغنا الأطباء أنها ستعيش عاماً واحداً كحدّ أقصى. لكننا قرّرنا التحدي ومتابعة مشوارنا سويّاً فتابعت علاجها لمدّة خمس سنوات وليس لسنة واحدة. وفي صيف 2010 أردنا متابعة التحدّي فزرنا 1655 قرية في لبنان وقمنا برحلة العلم اللبناني مع ولدينا ليوني وليونار. والهدف الرئيس كان تشجيع مرضى السرطان على تخطّي خوفهم، وبفضل التغطيات الإعلامية تواصل معنا مرضى عدّة شاكرين بربارة على جرعات الدعم التي تمدّهم بها. في 16 آب 2012 انتشر السرطان في رأس بربارة لكننا تابعنا المسيرة متّكلين على الله وقوّة الإرادة. كانت بربارة تتناول المورفين بنسب عالية يومياً ولكنها توفيت في نهاية المطاف بعد خوضها معارك ضارية مع المرض ببطولة وإيمان وفرح. قبل وفاتها اكتشفنا أنّ مرضى السرطان في لبنان يعانون من ارتفاع تكلفة العلاج في لبنان وليس هناك من جمعيّة تدعم هذا الموضوع. لذا وقبل مغادرتها هذا العالم، تمنّت بربارة من وزير الداخلية حينها مروان شربل أن يوقّع العلم والخبر لتأسيس جمعيّة تدعم مرضى السرطان وهكذا حصل. وبعد عام من مغادرتها هذا العالم أطلقنا الجمعية في شباط 2015 لتكون رسالة دعم وأمل وشجاعة لمرضى السرطان.





كيف تمكّنتَ من تحويل الألم بمعاناة بربارة ووفاتها الى أمل لمرضى السرطان وأهاليهم؟

حين كنّا نتألّم مع بربارة أدركنا أننا لن ندع بربارة تغادر كشخص مرّ في هذه الحياة مرور الكرام. نحن واجهنا مصاعب عدّة على الصعد كافة في مواجهة هذا المرض. طلبتُ مساعدة أشخاص عدّة لدعمي ماديّاً في مرحلة مرض بربارة ولم يقفوا الى جانبي كما يجب. لذلك هذا الذلّ الذي عشناه دفعنا الى متابعة رسالتنا هي من فوق وأنا من على هذه الأرض، كي نحوّل الألم الذي عشناه الى أمل عبر تأمين الأدوية للمرضى التي قد تفوق أسعارها العشرة ملايين ليرة لبنانية. الجمعية تقف قرب المرضى معنوياً ومادياً لبثّ الزخم في نفوسهم ويتخطّوا المرض بشجاعة وفرح.

ما هي التحديات التي تواجهونها في هذه الظروف الصعبة؟التحدي الرئيس هو إثبات أنفسنا كجمعية حقيقية وليست وهمية وهدفها العمل مع الإنسان وليس المتاجرة به كما غالبية الجمعيات الوهمية. وأثبتنا خلال هذه السنوات هذا الموضوع بفضل الإنجازات التي حققناها ودعمنا أكثر من 225 مريضاً وأخذناهم على عاتقنا. فضلاً عن المساعدات بالأدوية التي تتخطى 879000 دولار ومساعدات مادية 408 ملايين ليرة كفرق ضمان في المستشفى. بتنا اليوم في موقع الصدقية أمام مرضى السرطان، أهاليهم والجهات المعنية كافة في البلاد.

كيف تؤمّنون الحلول بالنسبة للضمان والأدوية والعلاجات؟نحن نواكب مريض السرطان بدءاً من مرحلة التشخيص الى نهاية العلاج. نبدأ بالتوجيه الصحي ونجعله يتواصل مع الأطباء، فضلاً عن إنجاز المعاملات الطبية كافة ناهيك عن موضوع التوعية الذي أنجزناه في نهاية شباط الفائت قبل الحجر. إنّ الوضع الإقتصادي أثّر سلباً على حملات التبرعات التي نقوم بها عادةً في الجمعية لاستكمال رسالتنا كما يجب. لذا ما نحاول القيام به هو إطلاق صرخة في الخارج كي نلقى دعم المغتربين. وفي السياق نفسه، يمكننا إنجاز الأمور اللوجستية كتسليم الأدوية من مريض الى آخر، نتواصل مع بعض المختبرات لتقديم بعض الحسومات والتسهيلات لمرضانا... حالياً نخطط لإنجاز حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لحثّ الناس على الانتباه لمرضى السرطان خصوصاً في ظلّ أزمة الكورونا، وجود المريض في بيته بدون عمل ونقص بعض الأدوية السرطانية والمستلزمات الطبية. نحاول جاهدين تأمينها كما أننا تواصلنا مع الضمان الاجتماعي الذي أصدر مذكّرة تلو الأخرى تضمن تأمين الشيكات القديمة للمرضى بأسرع وقت ممكن.


هل يؤثّر الكورونا سلباً على مرضى السرطان وما التدابير التي يجب اتّخاذها؟

مريض السرطان معرّض للإصابة بالكورونا اكثر من غيره لأنّ جهاز مناعته ضعيف نسبياً. لكن يجب عليه اتّباع الإجراءات الاحترازية كافة التي عمّمتها وزارة الصحة كالبقاء في البيت، عدم الاحتكاك بالأشخاص، غسل اليدين وغيرها.لكنّ يضطرّ بعض المرضى الى زيارة المستشفى يومياً لاستكمال علاجهم، ما يتطلّب تكثيفـاً لهذه الإجراءات.


كيف تتواصلون مع مرضى السرطان في ظلّ الحجر المنزلي وتفشّي الكورونا؟

نتواصل مع المرضى وأهلهم عبر الواتساب وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت. نوجّههم دوماً، نرشدهم ونحاول تأمين احتياجاتهم كافة عبر التواصل مع الضمان، الجهات الصحية وشركات الأدوية والمستلزمات الطبية.





إن أصيب مريض السرطان بالكورونا ماذا يجب عليه أن يفعل؟


أنا لستُ طبيباً لأجيب عن هذا السؤال، ولكن كما يؤكّد بعض الأطباء على أنّ مريض السرطان قد يتأثّر بإصابته بالكورونا أكثر من غيره، خصوصاً وأنه قد يحتاج الى الإنعاش بشكل أكبر.


60 بالمئة من مرضى السرطان خائفون من الـ”Covid-19” أكثر من سرطانهم. لكن يمكن وضع مرضى السرطان في ثلاث خانات:

الأولى: المرضى الذين ينهون مرحلة علاجهم، لذا هم مدعوّون الى التواصل مع طبيبهم عبر الهاتف لإرجاء فحوصاتهم الطبية.

الثانية: المرضى المتقدّمون في العلاج والذين يقتربون من مرحلة الشفاء، لذا من الواجب أن نطبّبهم وقد نستعين بحقن المناعة لتعزيز مناعتهم.

الثالثة: المرضى المصابون بأمراض سرطانية منتشرة ووضعهم الصحي حرج جداً. ومن هذا المنطلق يتواصل الأطباء مع عائلاتهم من أجل إيقاف العلاج أو تغييره، أو وضعهم في العناية الفائقة.

يجب على كلّ مريض التواصل مع طبيبه لتخطّي هذه المرحلة بأقلّ أضرار ممكنة.


ما هي توصياتك لمرضى السرطان والقرّاء؟


"بدّك تنتصر عالمرض لازم تسمّي بإسمو" هذا شعار من شعاراتنا حيث نحثّ كلّ مريض بالسرطان على مواجهة مرضه بفخر وشجاعة. على كلّ إنسان أن يقوم بالفحوصات العامة ومتابعة وضعه الصحي لأنّ مرض السرطان قد يصيبنا من دون أن ندرك ذلك. ومن يكتشف المرض بمراحله الأولى قد يتخطّاه ويكمل حياته بشكل طبيعي خصوصاً في ظلّ العلاجات المتطوّرة الموجودة حالياً.


للإستعلام أو التبرّع

هاتف: 03691624 - 70666933

"فايسبوك" و"إنستغرام":Barbara Nassar Association

Barbara Nassar Bank Account:Audi Bank

AUDBLBBX

Account Name:

Barbara Nassar for Cancer Patient Support

IBAN LL: LB10005600000000001738020003

IBAN USD: LB80005600000000001738020004


MISS 3