من الشيّاح إلى بنت جبيل... الأمن الفالت والدولة الغائبة

02 : 00

لم تمض 48 ساعة على الإنفلات الأمني مساء السبت الماضي في الشياح ضمن نطاق بلدية الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، حتى تكرّر المشهد أمس في مدينة بنت جبيل الجنوبية الحدودية. وقبل ذلك، كانت بلدة مشغرة في البقاع الغربي مسرحاً لاشتباكات عائلية أسفرت عن سقوط 5 قتلى. وفي نهاية الأسبوع الماضي كانت بلدة لاسا في جرود جبيل مسرحاً لاشتباكات مسلحة.



ما يربط بين هذه الحوادث على رقعة واسعة من لبنان، أنها تحصل في بيئة شيعية. بإستثناء لاسا، لم يرد أي نبأ عن تدخل الجيش وسائر القوى الأمنية للقيام بواجباتها. وما يزيد الأمور غرابة أنّ «الوكالة الوطنية للاعلام» التي تظهر نشاطاً في تغطية الحوادث في كل أنحاء الجمهورية، غابت عن السمع كلياً عن الحوادث التي وقعت في مناطق نفوذ حركة «أمل» و»حزب الله». وفي غياب أي معلومات رسمية، ظهرت المعلومات الخاصة حول مسلسل هذه الحوادث. ففي بنت جبيل وقع إشتباك بين عناصر من حركة «أمل» أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.



أما في الشياح، فوقعت مساء السبت الماضي إشتباكات وصفها رئيس بلدية الغبيري معن الخليل بـ»إطلاق نار أرعب الأطفال والكبار وأعادنا إلى مشهد الأمن المتفلت وزعامات الاحياء والزواريب». وقال في بيان: «إن من يتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل هي القوى الأمنية التي لم تعمل لنزع مظاهر الآفات الاجتماعية والميليشيوية من الاحياء في الغبيري، بالرغم من المتابعة والتحذير الدائم من هذه الظواهر». واعتبر الخليل أنّ «الأمن بالتراضي والأمن غبّ الطلب لن يصلح هذا الواقع». وأفادت وسائل إعلامية تابعة لـ»حزب الله» أنّ «معركة السبت على إمرة الأحياء بين افراد من آل نمر الخليل وآخرين من آل يوسف دمشق، وكلا الفريقين محسوبان على حركة «أمل». ووصفت الحوادث الأخيرة في لاسا بأنها وقعت «بين آل المقداد على خلفية خلافات شخصية، ما استدعى تدخل قوة كبيرة من الجيش طوقت البلدة في محاولة للسيطرة على الأوضاع ووقف إطلاق النار».



وأخيراً، في مشغرة أدت الخلافات بين عائلتي شرف والعمار إلى سقوط 5 قتلى. ولا تنفصل العائلتان عن «حزب الله» وحركة «أمل».

MISS 3