جورج الهاني

الكرة الطائرة تستحقّ...

22 تموز 2019

10 : 00

إذا تحدثتُ اليوم عن الكرة الطائرة، فهذا لا يعني بالتأكيد أنني أنتقصُ من دور وأهمية الرياضات الأخرى، وفي مقدّمها كرة القدم وكرة السلة الأكثر شعبية في لبنان من دون أدنى شكّ، ولكنني كلما تابعتُ نشاطاً يتعلّق بالكرة الطائرة تعود بي الذاكرة الى الزمن الجميل، حيث كانت هذه اللعبة الأكثر إنتشاراً ووهجاً، تضيء ليالي المهرجانات الصيفية المنتشرة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، وكانت مبارياتها أعراساً رياضية حقيقية لم نكن نجد مثلها في غيرها من الرياضات الجماعية أو الفردية، وكم ساهمت الكرة الطائرة خلال سنوات الحرب السوداء في إزالة خطوط التماس بين اللبنانيين، فكانت فرقها تبيح المحظورات وتذهب الى حيث لا يجرؤ الآخرون، ويُستقبل لاعبوها وإداريوها إستقبال أهل البيت.


لم يقصّر الرؤساء الذين تعاقبوا على إتحاد الكرة الطائرة في العقود الأخيرة في مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه لعبتهم، بدءاً من شحادة القاصوف "الآدمي" الذي إستلم مهام الرئاسة في العام 1991، مروراً بجان همّام "الرؤيويّ" الذي انتخب رئيساً في العام 2008، وانتهاءً بميشال أبي رميا "النشيط" والرئيس الحالي منذ العام 2017، وما بينهم الرئيسان المحاميان نصري لحود (2004) ووليد يونس (2005)، لكن تيّار كرة السلة الجارف الذي أوجده رئيس نادي الحكمة الراحل أنطوان الشويري في منتصف تسعينات القرن الماضي أغرق ما عداها من الألعاب، ومن الطبيعي أن تكون الكرة الطائرة إحدى هذه الضحايا.


هذه الرياضة تحاول في الآونة الأخيرة نفض غبار السنوات الصعبة والقاحلة التي مرّت عليها والوقوف مجدداً على قدمَيها في محاولة للتحليق من جديد، وعلى وسائل الإعلام والمعلنين والمعنيين أن يكونوا الى جانبها كما يقفون الى جانب كرة السلة وكرة القدم، كما على إتحاد اللعبة الحالي نفسه إحداث صدمة إيجابية في مكان ما تُعيد إنتاج اللعبة من جديد وتخلق جيلاً موهوباً وواعداً يُكمل مسيرة من سبقه، ويُعيد الى الأذهان تلك الصورة الجميلة المشرقة التي ظهرت بها الكرة الطائرة في تلك الحقبة الذهبية من تاريخ لبنان الرياضي.


MISS 3