الخطيب في الليلة العاشورائية الاولى: لعدم الاستغراق في المصالح الضيقة وتطبيق الطائف

12 : 13

يحيي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ليالي عاشوراء لهذا العام في مقره برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، وقد حضر احياء ليلة امس وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس الحاج حسن، رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك على رأس وفد من الحركة، الوزير السابق عدنان منصور، المدعي العام السابق عوني رمضان وشخصيات تربوية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين، وتلا المقرئ احمد المقداد ايات من الذكر الحكيم، وقدم الحفل غازي قانصو الذي اكد ان "سيرة الإمام الحسين تجسد رمزية مواجهة الظالمين، والعمل من اجل العدالة الاجتماعية، وقراره بالوقوف في وجه الظلم والاستبداد لم يكن لمصلحته الشخصية، بل كان لأجل رفعة الإسلام والحفاظ على قيمه العالية. وتظل روح الإمام الحسين حية في قلوب المؤمنين وأحرار العالمين".


من جهته ألقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: "في بداية شهر محرم تترافق مناسبتان وتتوافقان رأس السنة الهجرية وذكرى شهادة أبي عبدالله الحسين تترافقان من حيث زمان الوقوع وتترافقان من حيث الغايات والاهداف".


وأضاف: "ان ما نشهده اليوم من فصول المواجهات السياسية الداخلية ليست سوى تعبير عن سياسة الاثرة والاستئثار بالحكم والسلطة ومغانمها وهي سياسة لم تزل مستمرة كنهج في الأمة، ولبنان جزء من هذه المعادلة من العجز عن إنتاج المشروع الحياتي المشترك مشروع الدولة الوطنية من النزوع إلى إنتاج المشاريع الطائفية والحزبية التي هي في الأغلب مشاريع زعامات شخصية وفئوية والتي تهدد وحدة الكيان وبقائه. إن من الملاحظ أن الاهتمام في النزاعات السياسية الحاصلة في لبنان يتوجه دائما عند الغالبية السياسية إلى مصالحها الخاصة مع وجود الأخطار الاستراتيجية التي تهدد الكيان من انحلال المؤسسات الدستورية والانحلال الاخلاقي والمجتمعي والتهديد الوجودي لبقاء الكيان والتهديد الإسرائيلي ومع ذلك يختار هذا البعض ان يساهم في التحريض على حصار شعبه ويدعو الى إسقاط المؤسسات. كما لا يتردد في التحالف مع العدو الاسرائيلي او التماهي معه في مواجهة القوى الاخرى من ابناء وطنه أو إلى إظهار العداء والاستعداد للمواجهة العسكرية معها ولا يتورع عن المجاهرة بإرادة التطبيع مع العدو الذي لا يزال يحتل جزءا من تراب وطنه ويتوعد بشن حرب جديدة عليه، إنني ادعو هؤلاء إلى التعقل واعادة النظر في هذه السياسة المخجلة التي لا يقرها عقل أو منطق فضلا عن دين والخروج من سياسة النكد إلى الانتصار للوطن لنواجه معا الأخطار التي تهدد بقاء الكيان وتقديمها على المصالح الخاصة الطائفية أو الفئوية".



وختم الخطيب: "المطلوب تصحيح الرؤية وعدم الاستغراق في المصالح الضيقة التي تأخذ بنا الى المتاهات، فلندخل إلى الحل من الطريق الاقصر وهو تطبيق اتفاق الطائف مع الاخذ بعين الاعتبار الخطر الذي يمثله العدو الاسرائيلي على الكيان اللبناني والصيغة اللبنانية. (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)".

MISS 3