الخطيب في أولى عاشوراء: للإسراع بالتوافق على إنتخاب رئيس والخروج من حالة المراوحة

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

أحيا رئيس مجلس النواب نبيه بري الليلة الاولى من ليالي عاشوراء بمجلس عاشورائي أقيم في قاعة ادهم خنجر في دارته في المصيلح، حضره رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك والنواب: هاني قبيسي، ايوب حميد، ناصر جابر، وأشرف بيضون، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، المدير العام لوزاره الإعلام حسان فلحه، وقيادات حركية وكشفية، قيادات أمنية وعسكرية ولفيف من العلماء وحشود شعبية من مختلف المناطق غصت بهم القاعة والباحات المحيطة بها.


استهل المجلس بآي من الذكر الحكيم للمقرئ حسين موسى. ثم تقديم لعضو المكتب السياسي لحركة "امل" محمد غزال .

بعدها، القى الشيخ الخطيب كلمة تحدث في مستهلها عن معاني ذكرى عاشوراء، مشدداً على "وجوب تنقية الخطاب الديني من النعرات الطائفية والمذهبية وضرورة تقديم الخطاب العقلاني والإيماني، الذي يعكس المضامين الحقيقية والسامية لمدرسة عاشوراء بكل أهدافها الإنسانية والرسالية والإصلاحية كمدرسة للدفاع عن الكرامة والعدالة الإنسانية".


وتطرق للمستجدات السياسية فقال: "إن المطلوب أن يكون المنبر الحسيني منبراً للثقافة والمعرفة والفكر لتحديد الآفات الفكرية والاجتماعية والتأشير عليها وتنشيط الجهد لمعالجتها مستفيداً من معاني وأبعاد الثورة الحسينية المباركة، وخصوصاً في بعدها الروحي والاجتماعي والاخلاقي، فان الاخلاق هي حصن المجتمع من الفساد، فالفساد هو علة العلل المؤدي بالأمم الى الهاوية".


وأضاف الخطيب: "أيها الاخوة، لقد أصبحت الثورة الحسينية الملهم الدائم للمظلومين الطامحين للتحرر من قيود الظلم والإستعباد وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية ومواجهة الفساد، وأصبح الحسين شعاراً للمستضعفين يمدهم بالشجاعة والعزيمة ويدفعهم بالتضحية إنتقاماً لكرامتهم المهدورة وسعياً لتحقيق الاصلاح ودفاعاً عن القيم الاخلاقية والانسانية التي تتعرض اليوم الى التشويه والإفساد بالترويج لثقافة الشذوذ والمساهمة في الفساد السياسي والمالي والإداري، مستهدفة معها مجتمعاتنا وأبنائنا في حرب تسخر لها الوسائل والامكانات الهائلة لاغراء الأجيال الناشئة، وتمارس فيها الضغوط الإقتصادية والسياسية على الدول الضعيفة لتشريع الشذوذ والتحلل الإخلاقي والتفكك الأسري وتأمين الحماية القانونية لها في عملية ضرب للقيم الأخلاقية بدوافع شيطانية، مما يجعل إحياء مجالس عاشوراء والإستفادة من دروسها المعنوية تحصيناً لبيئتنا الإجتماعية والوطنية من المخاطر المحدقة بها".


وتابع: "إن عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي وسقوط العملة الوطنية تشكل الأرضية المناسبة لإنعدام الامن الاجتماعي وتسرع بسقوط المجتمع ونهايته".


وختم الخطيب: "ان لبنان للأسف تتوافر فيه كل هذه العوامل، ولأن الاستقرار السياسي يشكل المدخل الإجباري للإصلاح والإستقرار السياسي منوط بالتوافق بين القوى السياسية، فهي مطالبة بالإسراع بالتوافق فيما بينها على إنتخاب رئيس للجمهورية والخروج من حالة المراوحة السائدة بتقديم المصالح الوطنية على الفئوية والشخصية. ان الإستمرار في هذه المراوحة مع ما يعانيه المواطنون وما تتعرض له المؤسسات ليس الا تعبيراً عن عدم المسؤولية الوطنية والسقوط الاخلاقي، ان الغالبية العظمى من الشعب اللبناني يا دولة الرئيس على يقين انكم لم تألوا جهداً لجمع كلمة اللبنانيين على كلمة سواء لإنقاذ الوطن من مآزقه التي يتخبط بها، نأمل ان تلاقي جهودكم في نهاية المطاف موقفاً ايجابياً قبل ان تضيع الفرصة ونبحث عن وطننا في مزابل التاريخ كما حذر إمام الوطن والمقاومة الامام الصدر لانقاذ لبنان وانقاذ القوى المغامره ذاتها من نفسها".