قطرات العين قد تصبح بديلة عن الحِقَن لمعالجة مرض شائع في الشبكية

02 : 00

في الوقت الراهن، يصف الأطباء للمصابين بانسداد الوريد الشبكي حِقَناً من نوع مثبطات عامل النمو البطاني الوعائي في العين. لكن تكشف تجارب جديدة أجراها الباحثون على الفئران في جامعة كولومبيا و»معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشاف الطبي»، في الولايات المتحدة، أن قطرات العين قد تصبح يوماً بديلة عن هذا العلاج المزعج والمخيف بدرجة معينة.

يظهر انسداد الوريد الشبكي عندما ينسدّ أحد الأوردة في شبكية العين، ما يؤدي إلى تورم الشبكية، والتهابها، وتضررها، أو حتى فقدان البصر في بعض الحالات. يتوقف الوضع على حدّة المشكلة.

تبيّن أن حِقَن مثبطات عامل النمو البطاني الوعائي تُخفف التورم وتُحسّن النظر. لكن تتطلب هذه الحِقَن دسّ إبرة في العين كي تعطي مفعولها، وهي لا تعالج انسداد الوريد الشبكي في جميع الحالات.

يميل عدد كبير من الناس إلى تأجيل العلاج بسبب هذا الجانب المخيف من حِقَن العين، ما يعني أن المشكلة قد تتفاقم مع مرور الوقت.

خلال الفحوصات المخبرية، تبيّن أن قطرات العين التي تحتوي على دواء تجريبي كانت أكثر فاعلية بمرتَين لدى الفئران، مقارنةً بحِقَن مثبطات عامل النمو البطاني الوعائي، من حيث قدرتها على تخفيف تورم انسداد الوريد الشبكي وتحسين تدفق الدم نحو الشبكية. وعلى عكس الحِقَن، ساهمت قطرات العين في الوقاية من فقدان البصر عبر منع تدهور مستقبلات الضوء في العين.

تحتوي قطرات العين على عنصر Pen1-XBir3 المعروف سابقاً بقدرته على إعاقة أنزيم كاسباس-9. هذا الأنزيم يطلق عملية موت الخلايا، وهو ينشط بدرجة مفرطة في الأوعية الدموية التي يخرّبها انسداد الوريد الشبكي.

توضح خبيرة علم الأحياء العصبي الوعائي، ماريا أفروتسكي، من جامعة كولومبيا: «نظن أن قطرات العين تُحسّن صحة الأوعية الدموية في الشبكية، ثم تُخفّض الإشارات السامة التي تسيء إلى الخلايا العصبية في الشبكية وتُسبب فقدان البصر».

إنها نتيجة واعدة جداً، لكن لا بد من اختبارها على البشر الآن بعد تقييم فاعليتها لدى الفئران. يخطط الباحثون لإجراء تجارب عيادية بشرية، ويتوقعون تطوير علاجات أخرى عبر استعمال العنصر نفسه.

العين هي من أهم أعضاء الجسم وأكثرها حساسية، وقد يعطي أي ضرر فيها أثراً قوياً على نوعية حياة المريض. من الناحية الإيجابية، بدأت علاجات مشاكل العين تحرز تقدماً متواصلاً بفضل قطرات العين لمكافحة الشيخوخة أو عبر زراعة شبكيات جديدة بالكامل.

تعليقاً على النتائج، تقول خبيرة علم الأحياء الخلوي، كارول تروي: «ثمة فرصة حقيقية لمساعدة عدد إضافي من المصابين بهذا المرض الذي يُعتبر أول سبب لفقدان البصر في العالم. سيكون اكتشاف السبب الأصلي لانسداد الوريد الشبكي بالغ الأهمية. لكن إذا تمكّنا على الأقل من مساعدة المرضى على تخفيف أعراضهم، ستكون هذه البداية واعدة جداً».

نُشرت نتائج البحث في مجلة «الحدود في علم الأعصاب».


MISS 3