خلال محطّة روحيّة ثقافيّة حول البطريرك الدويهي في الديمان..

الرّاعي: أتمنّى أن يترفّع السياسيّون عن مصالحهم الشّخصيّة

19 : 15

نظمت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، مواكبة لمسيرة تطويب وتقديس البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، محطة روحية ثقافية في باحة مكتبة الوادي المقدس في الكرسي البطريركي في الديمان، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة النائبين جورج عطالله ووليام طوق، النائب البطريركي على منطقة الجبّة واهدن-زغرتا المطران جوزف نفاع، نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي المونسنيور اسطفان فرنجية وأعضاء المؤسسة، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، رئيسة جامعة A.U.T غادة حنين، المحامي روي عيسى الخوري ممثلا بالأستاذ جوزيف جبور، رئيس رابطة الجامعيين في الشمال الأستاذ غسان الحسامي، الفنانين السي فرنيني وجورج شلهوب، الشاعر نزار فرنسيس، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وأعضاء مجلس أمناء الرابطة، وحشد من أبناء رعية زغرتا - اهدن والديمان والجوار.


وكانت كلمة البطريرك الراعي وقال فيها: "بدايةً أشكر جميع المُتكلّمين الذين أسمعونا كلماتهم واناشيد الى العالي، وانا اعتبر خلال هذا اللقاء أن الكنيسة أعلنت البطريرك الدويهي مكرما بسبب عيشه الفضائل الالهية بإيمان ورجاء ومحبة وبالفضائل الإنسانية والأخلاقية، وبحسب القوانين يجب حصول أعجوبة كي يتم إعلانه طوباوياً، ومن ثم قديساً، والمهم أنّه مكرّم، وأنتم تكرمون اليوم بالكلمات الأناشيد، وانا اتخيله بين الأبرار كما يقول الإنجيل يتلألأون كالشمس، والدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. والسيد المسيح في يوم التجلي يقول الإنجيل كان وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالثلج ظهرا الحالة الالهية المختبئة في إنسانيّته الضعيفة كما العذراء مريم عندما دعاها الملاك جبرائيل بالممتلئة نعمة، فكانت تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، مخفية من خلال الجسد البشري".


وتابع: "البطريرك الدويهي رفعنا جميعاً إلى فوق، رفع الكنيسة ولبنان وهذه المنطقة الى فوق، ويدعونا لنرتفع بالقيم التي وصلها مع القديس شربل بداية في العام 1965 ومن ثم مع رفقا والحرديني والأخ يعقوب والشّهداء ليوناردو توما وجمهور كبير من القديسين والطوباويين. ولذلك، نعتبر أنّ الرّب يُخاطبنا من السماء، ويقول لنا أنا معكم لا تخافوا، وقديسو لبنان يشفعون بلبنان وشعبه، لذا، علينا من هذه المنطقة ان نعرف كيف نرتفع ونسمو لنتطلع على وادي القديسين وعلى هذه الجبال ووادي قنوبين، ونخرج من بين الجدران الدنيوية، وهذا ما اتمناه لجميع السياسيين، بأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية وحساباتهم الضيقة ليتمكنوا من رؤية الواقع، وطالما هم غارقون في وحول المصالح الشخصيّة والمصالح الفئويّة، فلبنان يتخبط من يوم الى يوم".


أضاف: "القدّيسون والطوباويون، وعلى رأسهم المكرم اسطفان الدويهي، يدعونا لأن نرتفع إلى فوق بالفكر والأعمال، ونحن نعتبر الدويهي أكبر من جميع البطاركة في الكنيسة المارونية، أولاً بقداسته والأب بولس قزي مشكور لمتابعته القضية الى المرحلة الاخيرة، البطريرك الدويهي أكبر منّا جميعاً بروحانيته العميقة الرفيعة وبثقافته الّتي جعلته يتطرق إلى كلّ المواضيع الثقافية والتاريخية والكنسية والليتورجية، ولا يُمكن لأي إنسان الاطلاع عليها جميعها إلّا بأعجوبة! أتساءل كيف تمكن من إنجاز كلّ الكتابات رغم انشغاله ببناء الكنائس وتفقد الرعايا في كل المناطق، رغم عدم توافر وسائل النقل يومها، ورغم طول المسافات. قبله ما من تاريخ ولولاه لما عرفنا تاريخ لبنان، وكتابه "تاريخ الأزمنة" هو تاريخ لبنان، وقد تمكّن من جمعه رغم احراق الغزاة مكاتب البطريركيات من قنوبين إلى إيليج وغيرهما. بدونه ما من تاريخ، هو رجل الروحانيّة الرفيعة، رجل الثّقافة الرّفيعة والعلم والكتابة والراعي الصالح وكما قال الأب قزّي في كلمته "مستحق، مستحق، مستحق" لأن يرفع على المذابح".


وتابع: "اريد ان أهنئكم جميعاً وخصوصاً سيادة أخينا المطران جوزيف النفاع حامل القضية بقلبه وفكره مع معاونيه ومؤسسة البطريرك، ومن المؤكد انه ما من تعب من دون نتيجة، ونحن وإياكم والمنطقة نستعد للفرح الكبير بإعلان قداسة كوكب البرية وكوكب الجبل الدويهي، كما أشكر جميع العاملين في المجال الأنثروبولوجي للحصول على الحمض النووي لتحديد رفاته لاعتمادها ذخائر".


وختم الراعي: "البطريرك كان وقاداً بمعرفته وذكائه. ونظره فقده بسبب الدراسة والأبحاث التي كان يقوم بها، لكن العذراء أعادت له بصره وبات شامخاً في العلم والمعرفة وطلبوا منه البقاء في روما، وقدّموا له الإغراءات، لكنّه أصرّ على العودة إلى لبنان قائلاً: "رايح علم تعليم مسيحي تحت سنديانة اهدن" فهل هناك من رفعة في العلم والفكر والتواضع أكبر من ذلك؟".


كما شكر "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" والجامعة الأميركية للتكنولوجيا "لتعاونهما في إحياء هذا اللقاء، وأشكر جميع الذين تكلّموا وأنشدوا ولن ننسى ان المكرم الدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، ونطلب من الله أن نعيش تحت نور معرفته ثقافته وتواضعه، وأؤكد أن ما من خوف على لبنان، طالما لدينا قديسون يتلألأون كالشمس ومنهم البطريرك المكرم. عشتم وعاش لبنان ليبقى لبنان منارة للشرق".


بعدها، وقّع فرنسيس كتابه في قاعة مكتبة الوادي المقدس، وهو أوّل كتاب يوقّع فيها بعد تأهيلها وتجميل محيطها المتصل بمطل صخرة الدبس ودرب البطريرك الراعي للمشاة على كتف الوادي.

MISS 3