لوكاشينكو لبوتين: عناصر "فاغنر" يرغبون في زيارة بولندا!

02 : 00

من آثار الدمار الذي لحق بكاتدرائية التجلّي الواقعة في الوسط التاريخي لأوديسا (أ ف ب)

إدّعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام نظيره البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو في مدينة سان بطرسبرغ أمس أن الهجوم الأوكراني المضاد ضدّ القوات الروسية «مُني بالفشل»، بينما وجّه لوكاشينكو تهديداً مبطّناً إلى وارسو بقوله إنّ مقاتلي «فاغنر» يرغبون في زيارة بولندا، إلّا أنه يحول دون ذلك.

وإذ زعم لوكاشينكو أن عناصر المجموعة «يطلبون الاتجاه غرباً، يطلبون منّي الإذن للذهاب في رحلة إلى وارسو، إلى جيشوف (في بولندا)»، أردف: «لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا»، في وقت ارتسمت فيه ابتسامة ساخرة على وجه بوتين، وفق ما أظهر شريط فيديو للقاء. كما أكد لوكاشينكو أنّه يُسيطر «على ما يجري» مع «فاغنر»، لافتاً إلى أن «مزاجهم سيّئ».

وأفادت وكالة «تاس» بأنّ لوكاشينكو توجّه إلى بوتين بالقول: «لا يوجد هجوم مضاد»، ليردّ عليه الأخير: «ثمّة هجوم، لكنّه مُني بالفشل»، وذلك في بداية مباحثات من المقرّر أن تمتدّ يومَين في قصر كونستانتينوفسكي في سان بطرسبرغ. وهذا اللقاء هو الأوّل بينهما منذ توسّط لوكاشينكو الشهر الماضي لإنهاء تمرّد «فاغنر».

وكشف بوتين أنّه غيّر بعض خططه ليُتاح له الوقت للقاء لوكاشينكو الأحد والإثنين، مشيراً إلى أن الاجتماع سيبحث في مسألة «الأمن في منطقتنا». كما شكر لوكاشينكو بوتين لتعهّده حماية بيلاروسيا في حال تعرّضها لاعتداء، متّهماً بولندا بمحاولة «انتزاع جزء من غرب» أوكرانيا، وبإحضار المرتزقة إلى الحدود.

في المقابل، أعلنت وارسو أنّها ستُعزّز حدودها الشرقية بعد وصول مقاتلي «فاغنر» إلى بيلاروسيا. وكشف وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك أن كتيبة جديدة من خبراء المتفجّرات ستتشكّل في شمال شرق البلاد أثناء زيارته إلى مدينة أوغوستو، مشيراً إلى أن جنوداً بولنديين وأميركيين وبريطانيين ورومانيين وكرواتيين يتدرّبون «كتفاً على كتف».

وكانت وزارة الخارجية البولندية قد استدعت السفير الروسي في وارسو السبت بعد مواقف أدلى بها بوتين وصفتها بولندا بأنها «استفزازية»، فيما كان الرئيس الروسي قد اتهم بولندا بإعداد «خطط انتقامية»، وبالرغبة في السيطرة على أراضٍ في غرب أوكرانيا، وهو اتهام سبق للسلطات الروسية أن وجّهته غير مرّة. كذلك، زعم بوتين أن المناطق الغربية في بولندا الحالية كانت «هدية من ستالين» للبولنديين في نهاية الحرب العالمية الثانية.

توازياً، كشف وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أنه على الرغم من صعوبة الهجوم الأوكراني المضاد الذي سيستمرّ لأشهر عدّة، فإنّ كييف استعادت نصف الأراضي التي احتلّتها موسكو.

في الموازاة، توعّدت كييف بـ»الردّ» على موسكو بعد شنّها هجوماً ليليّاً عنيفاً بالصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية، أدّى إلى مقتل شخصَين وإصابة 22 آخرين، بينهم 4 أطفال، وتضرّر كاتدرائية تاريخية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ الضربات جاءت «ضدّ مدن مسالمة وضدّ مبانٍ سكنية وكاتدرائية»، مضيفاً: «سيكون هناك بالتأكيد ردّ انتقامي ضدّ الإرهابيين الروس من أجل أوديسا».

وذكرت القوات المسلّحة الأوكرانية أن روسيا أطلقت «19 صاروخاً من أنواع مختلفة» منها «اسكندر» و»أونيكس» و»كاليبير»، بينما اعترضت كييف 9 منها، مشيرةً إلى أن الصواريخ التي لم تتمكّن من التعامل معها تسبّبت في أضرار في البنى التحتية المرفئية، وأصابت 6 أماكن سكن على الأقلّ، بينها مبانٍ لشقق، وأدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وتحدّثت وزارة الخارجية الأوكرانية عن أن موسكو «دمّرت كاتدرائية التجلّي الواقعة في الوسط التاريخي لأوديسا، الخاضعة لحماية اليونسكو»، معتبرةً أنّها «جريمة حرب لن تنسى ولن تغفر».


MISS 3