جورج بوعبدو

تشارك بأمسيةٍ في "مهرجانات بيت الدين" اليوم

الفنانة ميسا قرعة: بيروت تسكن بداخلي

27 تموز 2023

02 : 05

جمهور بيت الدين اليوم على موعدٍ مع أمسيةٍ استثنائية لمغنية لبنانية أميركية ذائعة الصيت. ولدت ميسا قرعة في بيروت وأحبت الغناء منذ نعومة اظفارها. انتقلت إلى الولايات المتحدة في العام 2007 لمتابعة دراستها في الموسيقى والإعلام بجامعة بيركلي في بوسطن. حصدت شهرةً واسعة بأدائها لأغنية «White Rabbit» في فيلم American Hustle عام 2013، فترشحت لجائزة غرامي لأفضل أغنية. كتبت ولحّنت أغنياتها الخاصة متحوّلةً الى جسر عبور بين الثقافة العربية والغربية. «نداء الوطن» التقت قرعة على هامش «مهرجانات بيت الدين» حيث تقدم أمسيةً هي مزيجٌ بين الموسيقى المعاصرة والموسيقى العربية الكلاسيكية. تطرّق اللقاء الى حديث مشوّق حول الجذور والوطن والمشاركة في مهرجانات «بيت الدين» التي تحتفل بعيدها الأربعين.



أخبرينا أكثر عن مسيرتك وعن الظروف التي أدت الى مشاركتك في «مهرجانات بيت الدين» هذا العام!

مكثت لفترة طويلة في الولايات المتحدة وكنت أعمل خلالها على تنظيم الرحلات الى لبنان والدول العربية، فلم أغب يوماً عن الثقافة العربية واللبنانية وكنت متمسّكة بها كثيراً ويبدو ذلك واضحاً في الأغنيات التي أدّيتها، فكانت تعبّر بمجملها عن الثقافة العربية من حيث الكلام واللحن والتوزيع الموسيقي. شاركت أيضاً في «مهرجانات أبو ظبي الدولية» و»مهرجانات الزوق» في لبنان وجلت في كافة أرجاء المنطقة العربية. وبعد ثمانية عشر عاماً في أميركا عدت الى الإمارات العربية المتحدة منذ ثلاثة أعوام وساهمت في إفتتاح جامعة بيركلي كوني المديرة الفنية للجامعة، كما شاركت في افتتاح «إكسبو دبي» 2020 مع الفنان حسين الجسمي.

شكّلت أعمالي طيلة هذه الفترة جسر عبور بين الشرق والغرب، كونها تحكي الوطن والوجدان فقرّبتني أكثر من هويتي العربية، وبات التواصل سهلاً مع أبناء بيئتي العربية. وإنطلاقاً من هذا الأمر وقع عليّ اختيار القيمين على «مهرجانات بيت الدين» فطلبوا مني المشاركة في المهرجان، وأعدّ ذلك شرفاً كبيراً لي إذ طالما حلمت باعتلاء مسرح هذا المهرجان العريق الذي استضاف أهم الفنانين العالميين.


ما الذي يميّز ظهورك لأول مرّة في بيت الدين؟

للأمسية طابع فريد، غنيّ بالأصالة؛ إذ سأقدم مزيجاً من أغنياتي العربية والإنكليزية، بالإضافة إلى موشّحات من تاريخنا العربي العريق؛ مكرّمة بذلك عمالقة الفن بدءاً من وديع الصافي، وزكي ناصيف، وفيروز، وصولاً إلى داليدا؛ ولكن بتوزيع موسيقي جديد خارج عن المألوف يمزج بين موسيقى «البوب»، و «الروك»، والموسيقى الإلكترونية، والعربية في آن، ويكرّم الكبار ويعرّف الجيل الجديد على هذه الألحان الخالدة بقالب عصري. أما الفرقة الموسيقية فقوامها ستة عشر عازفاً لبنانياً وعربياً بإدارة عازف الكمان والملحن الأردني يُعرُف سميرات وبالاشتراك مع الموسيقي اللبناني شربل روحانا الذي سيحلّ ضيف شرف على الأمسية.


لماذا اخترت المزج بين هذه الأنواع الموسيقية تحديداً؟

عملت خلال مسيرتي مع موسيقيين موهوبين وتعلّمت منهم الكثير، حيث شكّلتُ وزملائي في جامعة بيركلي فريقاً متجانساً، فقد خضنا تجارب كثيرة معاً من كتابة الكلمات وصناعة الألحان وتنفيذ الأغنيات، وصولاً الى إعتلاء المسارح والمشاركة في الحفلات. ولّد هذا النوع من التعاون أعمالاً فنيّة بأنماط موسيقية جديدة ومتنوعة أدّت دوراً أساسياً في تكوين شخصيّتي الفنية وساهمت في ترجمة أفكاري بشكل سامٍ وهادف.


كأن لبنان لم يغب عنك يوماً رغم الغربة؟

عشت الغربة لوقت طويل وقاسيت البعد عن الوطن، فكلما طال بي الوقت تعلّقت أكثر بالجذور. أنا شديدة التأثر بكل ما له علاقة بلبنان. حين وقعت فاجعة إنفجار المرفأ مثلاً كنت في عطلة قصيرة الأمد في لبنان. صُعقت عندما رأيت بيروت مدمّرة ومقطّعة الأوصال. تواصلت مع الشاعر الكبير هنري زغيب وقررنا معاً تقديم أغنية للوطن نابعة من الوجدان بعنوان «تعا». كانت الأغنية عبارة عن دعوة إلى الجالية اللبنانية في الخارج الى عدم التخلّي عن الوطن. كانت الدعوة تلك لافتة في الفيديو المصوّر بعباراتٍ كتبت على الجدران من نوع «حتى لو كسّرتوا بيوتنا رح تضلّ الحيطان عم تغنّي» وغيرها من الرسائل التي سعت لبثّ الأمل في النفوس بعد الفاجعة الكبرى. بيروت تسكن بداخلي ولا أقوى على فراقها أبداً.






من اليسار: المغنية ألماس والفنان حسين الجسمي والفنانة ميسا قرعة في إكسبو دبي 2020


ملصق الألبوم الأخير «نتلاقى ببيروت»



أخبرينا عن شعورك لحظة ترشّحت أغنيتك لجائزة غرامي.

تعود أغنية White Rabbit الى مقطع من فيلم American Hustle وقد تمّ إختياري للمشاركة بعد إرسالي الأغنية في مقطع صوتي عن طريق الهاتف، سافرت بعدها الى أميركا والتقيت كبار نجوم هوليوود وكنت أول مغنية عربية تترشّح لجائزة غرامي. لم أصدق ما حدث لي فعلاً وشعرت بالفخر وبسعادةٍ لا توصف.


لديك أعمال كثيرة ولكن ما هو الأحب الى قلبك منها؟

تتطلّب أعمالي وقتاً وجهداً كبيرين فأنا أبذل ما في وسعي في سبيل إنجاح الأغنية لأنها نابعة من القلب والوجدان. لكل أغنية ميزتها ورسالتها فمنها ما هو للمرأة والوطن وأخرى للمجتمع، فضلاً عن أغنيات تدعو الى التفاؤل كأغنية «القدر بيختار»، أو «منتلاقى ببيروت». لا أستطيع التفريق بين واحدة وأخرى فأنا لا أسعى إلى الأعمال التجارية وتسجيل الأرقام فما يهمني فعلاً هو الوصول الى قلوب الناس.

ما هي رسالتك الى الجمهور الذي سيحضر الأمسية؟

لقد بذلت جهداً حثيثاً كي ينال العرض الذي سأقدمه في المهرجانات محبّة الجمهور وأشعر بحماسة كبرى لمشاركته موسيقاي وأعمالي، وبالتالي أعدهم بأمسيةٍ إستثنائية.


MISS 3