كثّفت السلطات الإيرانية في الأشهر الماضية قمع مخالفات إلزامية وضع الحجاب والقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية، وفق ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية أمس. وأفادت المنظمة بأن «السلطات الإيرانية تضاعف وسائلها الاستبدادية لمعاقبة النساء والفتيات لقمع التحدّي الواسع النطاق لقوانين الحجاب المهينة والتمييزية».
وكشفت العفو الدولية أن السلطات الإيرانية عمدت إلى التشدّد مجدّداً خصوصاً منذ نيسان. وحذّرت من وجود «حملة قمع تزداد شدّة على النطاق الوطني»، مشيرةً إلى أن أكثر من مليون إمرأة تلقّينَ عبر رسائل نصيّة قصيرة تحذيرات من مصادرة سياراتهنَّ في حال رُصدنَ على متنها بلا حجاب.
وفي السياق نفسه، أكدت الأمينة العامة للمنظمة آنييس كالامار أن «شرطة الأخلاق عادت في إيران»، مشيرةً إلى أن الرقابة تجري أيضاً عبر «تقنيات قادرة على تحديد النساء غير الملتزمات بالحجاب في سياراتهنَ والمساحات المخصّصة للمشاة». وحضّت على ضرورة «ألّا يقف المجتمع الدولي مكتوف اليدين بينما تقوم السلطات الإيرانية بتكثيف قمعها للنساء والفتيات».
واستؤنفت هذا الشهر دوريات «شرطة الأخلاق» لمعاقبة النساء اللواتي لا يرتدينَ الحجاب، وعمدت السلطات إلى إغلاق مطاعم أو مقاهٍ أو مراكز تسوّق، بعد رصد نساء غير محجبات فيها. وخلال ثورة «إمرأة، حياة، حرّية» التي اندلعت العام الماضي، قامت العديد من النساء بخلع حجابهنَّ في الشارع وإحراقه أو رميه أرضاً، وطالبنَ بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
