ليس الإنتصاران الودّيان اللذان حقّقهما منتخب لبنان للرجال بكرة السلة الأسبوع الماضي على ضيفه الإيراني الذي يسبقه بواحد وعشرين مركزاً في التصنيف الدولي الأخير الصادر عن «الفيبا»، معياراً بالتأكيد على أنّ الأمور ستكون جيّدة وميسّرة، وأن مسيرة الأبطال اللبنانيين ستكون مكلّلة بالورود خلال بطولة كأس العالم التي ستنطلق الشهر المقبل، لكنهما يعطيان إشارات إيجابية وبوادر مشجّعة على أنّ قطار المنتخب أقلع بشكل صحيح بعدما وُضع على السكة السليمة، وما على أفراده سوى شدّ الأحزمة والإستعداد الجدّي للمحطات المقبلة في الطريق الى إندونيسيا، والتي سيتخلّلها معسكراتٌ خارجية ومبارياتٌ تحضيرية قريبة جداً ضدّ منتخبات تتمتّع بمستوى فنّي عالٍ، وذلك في سبيل الوصول الى أقصى درجات الإستنفار وأعلى جهوزية فنّية وبدنية وذهنية لخوض غمار المونديال المرتقب بروح جماعية قتالية ومعنويات مرتفعة قد تكون قادرة على تحقيق المفاجآت.
حان الوقت لمنتخب لبنان الذي تُعقد عليه آمالٌ كبيرة، أن يرفع لواء المواجهة والتحدّي عالياً، وأن يبرهن للرأي العام الرياضي المحلّي والخارجي أنّ حجز بطاقته الى «العرس» السلوي العالميّ للمرّة الرابعة في تاريخه لم يكن مجرّد صدفة، خصوصاً أنّ مشواره الطويل في التصفيات كان رائعاً وناجحاً بكلّ المقاييس وقد حقّق نتائج مبهرة، وبالتالي لا بدّ من أن يستكمل اليوم ما بدأه منذ سنوات، بغضّ النظر عن أداء المنتخبات الثلاثة العريقة التي سيواجهها في الدور الأول وتصنيفها الدوليّ المتقدّم، وهي فرنسا (خامسة العالم) وكندا (15) ولاتفيا (29)، فالمهمّ أن يقدّم عروضاً قوية تليق بصورة وطن الأرز وسمعته، وتعكس مدى التطوّر اللاحق بكرة السلة اللبنانية التي وصلت الى القمّة على الخريطة الآسيوية في مختلف فئاتها لدى الرجال والسيدات.
