وادٍ باكستاني شاسع يستعيد عزلته التاريخية

15 : 08

لآلاف السنين، كانت الثلوج تعزل وادي شيترال لستة أشهر، قبل إنشاء نفق في هذه المنطقة في شمال باكستان... أما اليوم فقد عزلت مرة أخرى عن العالم لمنع انتشار فيروس كورونا.

ويؤكد إقبال شاهيم وهو رئيس وحدة شبه عسكرية عند حدود مقاطعة شيترال أنه منذ شهر "يمنع دخول أي مركبة أو خروجها إلا في حال كانت تنقل المواد الغذائية" أو سلعاً أساسية أخرى. ويقوم خلفه عناصر إطفاء بتعقيم مدخل نفق لواري الممتد على عشرة كيلومترات والذي يربط منذ اثني عشر عاماً هذه المنطقة بباقي البلاد. ويسود صمت غريب في المكان إذ لا وجود للشاحنات المعتادة المحملة فوق قدرتها الاستيعابية تحاول بصعوبة أن تنزل هذه الطريق الوعرة. كذلك تغيب عن المشهد سحب الديزل التي تشوه المنظر الطبيعي الزاخر بالجبال المكللة بالأبيض. ويقول إقبال شاهيم: "هذا الحجر المنزلي هو طريقتنا في حماية أنفسنا".

وفي 22 آذار، أعلنت السلطات إغلاق هذه المنطقة الجبلية الرابضة على علو يقارب ثمانية آلاف متر. وقد قطع الطريقان الوحيدان المؤديان إلى المقاطعة وأحدهما يمر بلواري كما الحال مع المعبرين عند الحدود الأفغانية.

غير أن شيترال أحصت الاثنين إصاباتها الأربع الأولى. وكان ثلاثة من المصابين الأربعة في الحجر الصحي ما جنّب المنطقة مزيداً من التفشي المحتمل. أما الحالة الأخيرة وهي لشخص "دخل خلسة" إلى المنطقة. وعزلت السلطات كامل سكان المنطقة الزراعية التي أقام فيها المصاب. ويثير هذا الوضع قلقاً خصوصاً في ظل هشاشة النظام الصحي في منطقة شيترال التي تفتقر للأطباء والطواقم العلاجية. ويتعذّر إجراء فحوص على نطاق واسع للسكان بفعل قلة المختبرات وبعدها الجغرافي عن السكان. كذلك لا تضم المقاطعة سوى أربعة أجهزة للتنفس الاصطناعي وكلها خارج الخدمة حالياً.