رمال جوني -

ممثّلو مجلس الأمن على طول الخط الأزرق

9 آب 2023

02 : 00

على بعد أيام من التجديد لقوّات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، كانت جولة على طول الخط الأزرق لممثلي الدول الأعضاء وسفراء وملحقين عسكريين للدول الخمس في مجلس الأمن الدولي، بمواكبة من مفوّض الحكومة اللبنانية لدى «اليونيفيل» العميد الركن منير شحادة، بدأت الجولة بالنقطة B1 في رأس الناقورة مروراً ببرج الناقورة الذي يبعد 500 متر عنه، وصولاً إلى بلدة الغجر التي احتلّ الإسرائيلي جزءاً منها أخيراً.

وتأتي الجولة التي نظّمتها قيادة الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، للتأكيد على أنّ الحدود اللبنانية موجودة، والخط الأزرق وخط الانسحاب والمناطق المتنازع عليها واضحة، كما أشار العميد شحادة، مؤكّداً أنّ الحدود البرّية مرسّمة، وأنّ كلمة ترسيم خاطئة. ولم تخلُ الجولة من خروقات إسرائيلية، فلدى الوصول إلى نقطة النفق بين لبنان وفلسطين المحتلة، شاهد الوفد بأمّ العين مركبين عسكريين إسرائيليين يخترقان المياه الإقليمية ويقتربان من المنطقة. وشرح عدد من ضباط الجيش اللبناني الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة، وأكّدوا أمام الوفد أنها ليست المرة الأولى التي تخرق فيها السيادة اللبنانية، بل مراراً وتكراراً.

بالطبع، للجولة أبعاد سياسية وأمنية، فهي التي ستحدّد مهمات قوات الطوارئ الدولية، وتهدف ربّما إلى إزالة كل الخلافات التي سادت خلال التجديد لها العام الماضي وتغيير مهماتها. ولفت شحادة الى أنه سيترأس الوفد اللبناني إلى الاجتماع الثلاثي بين لبنان وإسرائيل برعاية «اليونيفيل».

من نقطة B1 إلى برج الناقورة انتقل الوفد، وعند هذه النقطة من الناحية الإسرائيلية يوجد برج كبير للاتصالات مخصّص للتشويش والتنصّت ويؤثر على أجهزة الإرسال التابعة للدولة اللبنانية، أكانت للمواطنين أم للجيش اللبناني.

أراد الجيش من خلال جولته أن يقدّم أدلّة واضحة للوفد عن انتهاكات إسرائيل لسيادة الدولة اللبنانية يومياً، جوّاً أو برّاً أو بحراً، وفي أكثر من نقطة، فلبنان يتحفّظ عن 14 نقطة عند الحدود الجنوبية وهي مسجّلة منذ اعتماد الخط الأزرق، وهو خط انسحاب وليس ترسيماً للحدود. كان لافتاً في الجولة التأكيد على أنّ الحدود البرية مرسّمة، والحديث عن الترسيم هو خاطئ، وهذه الرسالة أراد الجيش توجيهها إلى الوفد، فالحدود البرّية جرى ترسيمها عام 1923 على زمن لجنة بوليه- نيوكامب، ومن ثم تكريسها في اتفاقية الهدنة عام 1949.

من منطقة الناقورة انتقل الوفد إلى منطقة العديسة وكفركلا وصولاً إلى بلدة الغجر، واطلع على الخروقات الإسرائيلية اليومية، سواء ببناء سواتر أم إزالة الأشجار داخل الحدود اللبنانية، وآخرها بناء جدار أسمنتي بعمق 300 متر داخل الأراضي اللبنانية في تلال كفرشوبا قرب بركة بعثائيل، وهذا يُعدّ خرقاً فاضحاً للسيادة اللبنانية. وفي الغجر، شاهد الوفد السياج الذي وضعته إسرائيل في احتلال جديد للبلدة، ما أعاق حركة مرور الأهالي نحو أراضيهم مجدّداً.

هذه الخروقات الموثّقة حرص ضباط الجيش على إبرازها أمام الوفد، مؤكّدين أنّ الحدود لبنانية وكل الحديث عن ترسيم هو غير وارد في قاموس الجيش والدولة اللبنانية وفق ما قال العميد شحادة أمام الإعلاميين، وأضاف: «لبنان لا يعنيه ما يحكى، نحن نتحدّث عن تثبيت للحدود وعن إظهار الحدود». وأشار إلى أنّه من اليوم وصاعداً لن يعتمد تعبير شمال الغجر، بل جنوب الماري، وهي بلدة لبنانية حدودية احتلّت إسرائيل جزءاً منها، لافتاً الى أنّ «كلمة ترسيم خاطئة ولن نتّهم من استعملها بالخيانة، «مش ظابطة»، إلّا أننا وجّهنا رسالة عبر وزارة الخارجية كي لا يستخدم مصطلح ترسيم الحدود بيننا وبين فلسطين المحتلة». أكّدت الجولة أن الحدود اللبنانية موجودة ومن يخرقها هو الإسرائيلي، فهل تغيّر نظرة مجلس الأمن تجاه لبنان وحدوده ويتّخذ موقفاً لصالح لبنان، أم سيغضّ النظر عمّا يحصل كما كل مرّة؟





MISS 3