يريفان تُطالب أنقرة بالإعتراف بالإبادة

04 : 15

الورود تُزيّن نصب "تسيتسيرناكابيرد" قرب يريفان أمس (أ ف ب)

طالب رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بالأمس خلال احياء الذكرى الـ105 للإبادة الأرمنيّة، تركيا، باعتراف رسمي بالمجازر على أنّها "إبادة"، فيما حلّت هذه الذكرى بشكل متواضع هذه السنة في أرمينيا، ولم تُنظّم المسيرات التقليديّة بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجدّ". كما أن نصب "تسيتسيرناكابيرد" الذي يتوجّه إليه الأرمن عادةً قرب العاصمة يريفان، أُغلق أمام العموم ولم يُسمح إلّا لقليلين الدخول إليه وبطريقة منظّمة.

وفي كلمة مقتضبة عبر الفيديو، رأى باشينيان أنّه بعد أكثر من قرن على هذه الأحداث "لا تزال تداعيات الإبادة قائمة". وبعدما وضع إكليلاً من الزهر أمام النصب، ندّد "بجريمة ليس فقط ضدّ هويّتنا الإتنيّة وإنّما ضدّ الحضارة الإنسانيّة". ولفت إلى أن "تركيا لم تُقدّم أبداً اعتذارات لما ارتكبته"، مشدّداً على أن يريفان تُطالب باعتراف رسمي بالمجازر في تلك الفترة على أنّها إبادة.

من ناحيته، قال الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان إنّ "إحياء الذكرى الخامسة بعد المئة لهذه المأساة يحصل بمراسم فرضها علينا الوباء"، مضيفاً: "نتذكّر الضحايا كلّ الوقت وفي كلّ مكان، ولا يهمّ أين نكون في العالم". وأكد أن "الإعتراف بالإبادة من قبل تركيا والقضاء على تبعاتها يُعدّ قضيّة أمنيّة لأرمينيا والأمّة الأرمنيّة والمنطقة".

وبدلاً من المراسم الاعتياديّة، أُطفئت الأنوار العامة ودقّت أجراس الكنائس في البلاد. وغرقت يريفان في ظلام مع إطفاء سكّانها أضواء منازلهم أيضاً، في حين أضاء كثيرون الشموع أو هواتفهم النقّالة ووضعوها على أطراف نوافذهم، إذ أُلغيت هذا العام مسيرة المشاعل التي تُنظّم عادة في العاصمة يريفان في 23 نيسان من كلّ سنة، كما أُغلقت الطرق المؤدية إلى نصب ضحايا الإبادة الذي يطلّ على المدينة.

وقتل الجيش العثماني أكثر من 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالميّة الأولى، في إبادة جماعيّة منظّمة ومدروسة. ويعترف حوالى ثلاثين بلداً وعدد كبير من المؤرّخين التاريخيين بأنّ المجازر الدمويّة التي طالت مئات الآلاف من الأرمن، وحتّى السريان والكلدان والآشوريين وغيرهم خلال تلك الحقبة، هي بالفعل "إبادة جماعيّة".


MISS 3