بشارة سماحة

خطّ وسط «الريدز» عقبة أمام كلوب؟

«البريميرليغ»: ليفربول يبدأ حملته معتمداً على «صغاره» أمام تشلسي

12 آب 2023

02 : 00

لاعبو ليفربول خلال التمارين أمس عشية إنطلاق الدوري
لا يزال فريق ليفربول يبحث عن لاعب وسط يعزّز به خطّه «المهزوز»، عشية مباراته الافتتاحية للدوري الإنكليزي لكرة القدم «البريميرليغ» للموسم الجديد، والمقرّرة غداً بمواجهة مضيفه تشلسي، في الجولة الأولى من البطولة.

كان ليفربول قد واجه معضلة كبيرة في خط وسطه، مع بدء تحضيراته لانطلاق الموسم الكروي الجديد في إنكلترا، تمثّلت برحيل ثلاثيه البرازيلي فابينيو والإنكليزي جوردان هندرسون، وربما الإسباني تياغو ألكانتارا. وتفادياً للنقص في خطّ وسطه، قرّر ليفربول التحرّك بسرعة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية «الميركاتو»، فأجرى تعاقدين مع المجري دومينيك سوبوسلاي والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، لكنه في المقابل خسر جهود فابينيو وهندرسون (انتقلا الى الدوري السعودي)، وتياغو الذي قد ينتقل الى برشلونة الإسباني.

وأمس، كان ليفربول قاب قوسين من التعاقد مع لاعب وسطه الدفاعي الإكوادوري مويزس كايسيدو، بصفقة قياسية بريطانية مقدّرة بـ110 ملايين جنيه استرليني (140 مليون دولار) من نادي برايتون، وهي صفقة تحتاج الى تأكيد رسمي. كما تقدّم ليفربول بعرض لضمّ البرازيلي أندري، نجم خط وسط فلوميننسي.

ربما كان المدرب الألماني يورغن كلوب يعتقد أنه في مأمن في هذا الوقت من التحضير للموسم المقبل. ومن خلال الخضوع لمعسكرات تدريبية وخوض مباريات ودية، كان من المفترض أن يطلق فريق ليفربول تحضيراته بأمان. لكن على كلوب الآن أن يواجه غائبين «كبيرين» وثالثاً تحوم الشكوك حول مستقبله مع الفريق.

الغائبان هما فابينيو، الذي انتقل الى الاتحاد السعودي، وجوردان هندرسون، الذي انتقل بدوره الى الاتفاق السعودي، الذي يشرف على تدريبه قائد ليفربول السابق ستيفن جيرارد.

أما المجهول فهو تياغو ألكانتارا، الذي ينتهي عقده في نهاية حزيران 2024، ويتم ربط اسمه بانتقال متوقّع الى برشلونة.

وفجأة، فإن «هندسة» منتصف ملعب ليفربول الموسم المقبل هي التي تطرح تساؤلات، إذ يبدو أن ماك أليستر هو الضمان الوحيد للفريق في أعلى مستوى. ولكن، مهما اختلفت الحالات، فإنها ترمز في النهاية إلى هذا التحوّل غير المتوقّع الذي اتّخذته فترة انتقالات ليفربول.

ركيزتان ثمينتان

ويعتبر فابينيو وهندرسون ركيزتين ثمينتين للغاية في خط وسط ليفربول، لكنهما الآن خارج أسوار الفريق.

كان فابينيو لاعب الوسط الأكثر مشاركة مع «الريدز» في الموسم الماضي، حيث خاض 49 مباراة. ودائماً ما كان البرازيلي يخوض أقلّه 39 مباراة مع فريقه في الموسم الواحد، منذ قدومه الى ليفربول. موضع ثقة لدى مدربه وزملائه، ومتعدّد الاستخدامات، كان جزءاً من كل «مغامرة»، وأحياناً «الحارس» بقراءة تكتيكية للملعب وللمباراة لا تشوبها شائبة، وأحياناً أخرى كان مدافعاً موقتاً عندما يستدعي الموقف. لذلك، فإن رحيله إلى السعودية أدى إلى حدوث «فجوة» حقيقية في خطط كلوب.

وهذه الصفات تنطبق أيضاً على هندرسون. مع 490 مباراة بقميص ليفربول، بعد سنوات من القيادة والعروض المثالية، لم يستطع الإنكليزي مقاومة العرض السعودي، خصوصاً مع وجود جيرارد كمدرّب، شريكه السابق و»معبوده». وبرحيل هندرسون، سيفقد كلوب أحد أكثر عناصره العادية والأكثر قدرة على تمرير رسائله. إن إحساسه بالضغط المضاد وجودة لعبه الطويل وقدرته على ضبط السرعة والبراعة الفنية، ستكون جميعها أسلحة ستختفي من وسط ليفربول.

مصلحة رياضية أم إقتصادية؟

أما تياغو ألكانتارا، فوجوده فعّال منذ وصوله الى «أنفيلد» في العام 2020. لم يكن لديه سبب للرحيل، لأن أهميته في ليفربول واضحة. لكن في الأيام الأخيرة، تمّت مناقشة وضعه التعاقدي من جانب ليفربول. التزم حتى العام 2024 مع النادي، لكنه في المقابل أحد الذين يرغب العديد من الفرق في ضمّه، خصوصاً برشلونة الإسباني أو الأندية السعودية.

ومع ذلك، فإن تياغو يعتمد على صديقيه في وسط الملعب. إذا غادر فابينيو وهندرسون، فمن المتوقع أن يلحق بهما تياغو، وبالتالي، لن يقف ليفربول حجر عثرة في طريق انتقاله، لأن نادي «الميرسيسايد» لن يفضل المصلحة الاقتصادية على الروح الرياضية والولاء للفريق، من أجل حفنة من الملايين ربما لا يحتاجها «الريدز». لذلك، سيكون النقص في وسط ملعب ليفربول فاضحاً، وسيكون اعتماده على ستيفان باجسيتيك (18 عاماً) وكيرتس جونز (22) وهارفي إليوت (20) لمرافقة أليكسيس ماك أليستر، الآتي من برايتون. وستغيب بالتالي أسماء أخرى معروفة في وسط ليفربول، بعد رحيل جيمس ميلنر ونابي كيتا وأليكس أوكسلايد تشامبرلين وآرتور ميلو.

غداً يبدأ ليفربول موسم استعادة اللقب بمواجهة تشلسي. ولكن مع وجود مثل هؤلاء اللاعبين في وسط الملعب، هل سينجح كلوب في الاعتماد على «صغاره» واستعادة لقب «البريميرليغ» من مانشستر سيتي؟ 


MISS 3