تحطّمت طائرته في منطقة تفير... وبايدن: لست متفاجئاً!

بريغوجين يركب "رحلته الأخيرة" مغادراً موسكو... والعالم

02 : 00

حسم الكثير من المراقبين بأنّ التمرّد الفاشل الذي قاده زعيم مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين لن يمرّ مرور الكرام عند سيّد الكرملين فلاديمير بوتين، مؤكدين أن «ضمانة» الرئيس البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو لن تشفع ببريغوجين إلّا لفترة موَقتة قبل أن «تدق ساعته». واتجهت بالأمس كلّ أنظار العالم إلى منطقة تفير، حيث تحطّمت طائرة ركّاب خاصة أثناء رحلة داخلية من موسكو إلى سانت بطرسبرغ وقُتل جميع ركّابها، ومن بينهم بريغوجين ونائبه دميتري أوتكين، وفق هيئة الطيران المدني الروسية.

وبينما ذكرت هيئة الطيران المدني الروسية أن بريغوجين كان على لائحة ركاب الطائرة التي تحطّمت، أشار موقع «ريدوفكا» الروسي إلى أنه من المحتمل أن يكون بريغوجين قد سجّل اسمه فقط ضمن ركاب الطائرة لأسباب أمنية واستقلّ طائرة أخرى، ليعود الموقع ويؤكد مقتله، فيما هبطت طائرة ثانية تابعة لبريغوجين في مطار خاص قرب موسكو.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (آر أي أيه) عن وزارة الطوارئ أنها عثرت على 8 جثث في موقع سقوط الطائرة، مشيرةً إلى أن عمليات البحث والإنقاذ في موقع تحطّم الطائرة مستمرّة. والطائرة المنكوبة هي من طراز «إمبراير ليغاسي»، وقد تحطّمت قرب قرية كوجينكينو في منطقة تفير، شمال غرب موسكو.

وبثّت قنوات عديدة على «تلغرام» مشاهد تُظهر طائرة تسقط من الجوّ وحطاماً مشتعلة فيه النيران. وفيما كانت أجهزة الطوارئ تنتشل الجثث من موقع تحطّم الطائرة، التي بدت تسقط بجناح واحد وفق شهود، كان بوتين يُلقي كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية. وزار بوتين هذه المنطقة الواقعة في جنوب غرب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا لإحياء هذه الذكرى أمام حشد من مواطنيه.

ولم يتطرّق «القيصر» في كلمته إلى تحطّم الطائرة، مكتفياً بتوجيه تحيّة إلى الجنود الروس «المخْلصين» الذين «يُقاتلون بشجاعة وتصميم» في أوكرانيا، مشدّداً على أنّ «الإخلاص للوطن والولاء للقَسَم العسكري يوحّد جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة»، بينما كان بوتين قد وصف بريغوجين، من دون أن يُسمّيه، بالـ»خائن» إثر التمرّد الفاشل.

وفي ردود الفعل الخارجية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: «لا أعرف حقيقة ما حصل، لكنّي لست متفاجئاً»، معتبراً أنّه «ليست كثيرة الأمور التي تحصل في روسيا ولا يكون بوتين وراءها»، لكنّه شدّد على عدم امتلاكه في الوقت الراهن معلومات كافية لمعرفة الجواب، في حين اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أنّ «التخلّص» من بريغوجين ومن قيادة «فاغنر» بعد شهرَين على محاولة الإنقلاب هو «رسالة من بوتين إلى النخب الروسية قبل انتخابات 2024»، إذ إنّ «بوتين لا يُسامح أحداً».

وفي وقت سابق، وبعد أسابيع من الغموض والتكهّنات في شأن مصيره، أكد الإعلام الرسمي الروسي إعفاء القائد السابق للقوات الجوية الروسية سيرغي سوروفيكين من منصبه. وعرف سوروفيكين بأساليبه الوحشية واستراتيجيّته العسكرية الصارمة في أوكرانيا وقبلها في سوريا، لكنّ علاقته بمجموعة «فاغنر» وبريغوجين أطاحت الجنرال من قيادة القوات الجوية الروسية في خضمّ الحرب.

ويعدّ سوروفيكين (56 عاماً)، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب «جنرال يوم القيامة»، من القادة المخضرمين وحضر في الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءاً من الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، مروراً بالتدخل العسكري في سوريا، وصولاً إلى العمليات في أوكرانيا منذ شباط 2022.

وفي سياق تبادل كييف وموسكو الضربات، أسفرت غارة روسية على مدرسة في شمال شرق أوكرانيا عن مقتل 4 أشخاص وتدمير المبنى كلّياً في منطقة سومي المتاخمة لروسيا، في وقت قُتل فيه 3 أشخاص في منطقة بيلغورود الروسية، بينما تعرّضت العاصمة موسكو لهجوم جديد بطائرة بلا طيار للّيلة السادسة توالياً. بالتزامن، كشفت أوكرانيا أن الضربات الروسية على موانئها البحرية والنهرية دمّرت 270 ألف طنّ من الحبوب خلال شهر.


MISS 3