دريان: لبنان القوي والمتلاحم أنفع... وريفي: المطلوب انتخاب رئيس

طرابلس أحيت الذكرى الـ 10 لتفجير مسجدَي التقوى والسلام

21 : 35

 أقامت لجنة " ذكرى تفجير مسجدي التقوى والسلام، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، مهرجانا خطابيا في الذكرى العاشرة للتفجير، بعنوان "لن تتنازل عن شهدائنا"، في قاعة المؤتمرات في معرض "رشيد كرامي الدولي".


وحضر ممثل دريان مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، النواب: أشرف ريفي، أديب عبد المسيح، ايلي خوري، جميل عبود، عبد العزيز الصمد، فيصل كرامي ممثلا بالسفير طلال وراني، إيهاب مطر ممثلا بالدكتور موسى العش، ميشال معوض ممثلا بمارن معوض، النواب السابقون: عثمان علم الدين، رامي فنج، أسعد هرموش، ومعين المرعبي، الوزير السابق عمر مسقاوي، ممثل الوزير السابق محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة، مطران طرابلس وتوابعها للموارنة المطران يوسف سويف، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، مطران طرابلس وتوابعها للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، مطران طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، وكيل مطران الارمن كريكور يغيان ممثلا مطران الارمن شاهي بانوسيان، إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير، الشيخ أحمد البقار ممثلا الجماعة الإسلامية، رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز فري، رئيس بلدية طرابلس السابق الدكتور رياض يمق، إضافة إلى فاعليات روحية وأهالي الشهداء وحشد شعبي.


بعد آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، كانت كلمة تقديم من رياض عبيد، وتم عرض فيلم وثائقي حول التفجير.


وألقى ريفي كلمة أشار فيها إلى أن "الذكرى العاشرة لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام تحل، فيما لبنان يكاد ينهار تحت وقع ما ارتكبه محور السلاح الذي يحمى الفساد"، لافتا إلى أن "مسلسل الانهيار هو مسلسل من الممانعة الذي حول المنطقة، ومنها لبنان إلى اشلاء، واضعا اللبنانيين في سجن كبير من الفوضى والعنف وفقدان الأمل والهجرة عبر قوارب الموت القاتلة"، وقال: "نحن نحيي هذه الذكرى، نعيش لحظات صعبة بسبب تحول اللبنانيين إلى شهداء أحياء".


وأضاف: "شهداء أحياء على وقع إجرام المنظومة الحاكمة التي سرقت الأخضر واليابس، وهي تنام مطمئنة الى حماية سلاح الممانعة الذي بات بالدليل القاطع مرتكب الجرائم الكبرى وصانع الخراب وحارسه الأمين".


وتابع: "اليوم، نحيي وإياكم الذكرى العاشرة لجريمة إرهابية كبرى ارتكبها النظام السوري، الذي اتهمه القضاء اللبناني وأجهزته الأمنية بالتخطيط للجريمة وتنفيذها".


وحيا "المحقق العدلي القاضي الشجاع ألاء الخطيب، الذي توصل فى القرار الاتهامي، إلى كشف خيوط الجريمة والمجرمين، مما أدى إلى محاكمتهم وتوقيف بعضهم"، وقال: "إن المجرمين المخططين في النظام السوري ما زالوا فارين".


وسأل: "هل يتجرأ أهل السلطة الحاكمة على تعميم أسمائهم على الإنتربول الدولي والعربي؟"، وقال: "إنهم إرهابيون قتلة، اغتالوا شهداء ثورة الاستقلال، وفي طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستمروا بمسلسل الاغتيال فقتلوا لقمان سليم. في كل يوم ترتكب جريمة جديدة، ضمن مسلسل بدأ باغتيال المفتي الشهيد حسن خالد والشيخ الشهيد صبحي الصالح".


أضاف: "يا أهل طرابلس، أيها اللبنانيون الأحرار، لم يعد التعايش مع دويلة الاغتيال ممكنا، فالمطلوب مواجهة هذا المشروع، لأنه يهدف إلى القضاء على لبنان الذي نعرف كي يخترعوا لبنانا آخر يشبههم، لبنانهم هو لبنان الحشد الشعبي والحرس الثوري والحوثي، وقوى الارهاب التي يسمونها زورا القوى الاسلامية، والاسلام منها براء. لبنانهم هو لبنان الباصات الخضراء وسرايا الإرهاب المرتزقة، التي تحاول تعميم الفوضى والعنف. أما لبناننا فهو واعد، هو بناء الاقتصاد ومحاربة الفقر وتأمين التعليم وتعزيز الخدمات، لبناننا هو حرية الرأي، وليس كاتم الصوت، لبناننا هو نور وحضارة وعيش كريم وعنفوان وكرامة، لبناننا قيمة حضارية إنسانية في العالم العربي، وليس بندقية صدئة، وظيفتها الغلبة والاغتيال والاستكبار واستقدام نترات الأمونيوم لتفجير وإبادة لؤلؤة الشرق وسيدة العواصم".


وتابع: "لبناننا مقاومة أهلية لبنانية في شويا وخلدة وعين الرمانة والكحالة برسالة واحدة مختصرة: الكرامة قادرة على كسر إصبع الاستكبار بعد سنوات على هذه الجريمة، لا نزال نناضل لاستعادة الدولة ولإحياء المؤسسات المختطفة. اليوم نخوض مواجهة، لمنع الممانعة من وضع يدها على رئاسة الجمهورية، كما فعلت في عام ۲۰۱٦. وسنخوض المواجهة لتحرير موقع رئاسة الحكومة من الاستتباع لحزب الله ومشروعه".


وأردف: "من طرابلس نقول إن من يجلس على كرسي السرايا الحكومية لا يملك الحق باستتباع قرار الحكومة لمشروع إيران. المطلوب اذا انتخاب رئيس لا وصاية على قراره، وتشكيل حكومة لا وصاية عليها، ولا ثلث معطل فيها، حكومة تتعاون مع الرئيس الجديد للبدء في رحلة الانقاذ الطويلة والصعبة. لن نرضخ لمحاولة إعادة تركيب سلطة الوصاية، ونؤكد أنا وزملائي في كتلة تجدد الاستمرار في التعاون مع قوى المعارضة، لمنع المعطلين من سيطرتهم على الدولة والمؤسسات. آن للبنانيين أن يتحرروا من أخطبوط السلاح. آن لهم أن يستعيدوا وطنهم من هذا المحور المدمر المتحالف مع الفساد، آن الأوان للوصول إلى حل جذري بعيداً من الترقيع والرهانات الخاطئة".


وختم: أهلي في طرابلس، أهالي شهداء المسجدين، قدرنا أن نواجه هذا النظام المجرم، وأن يسقط لنا أحبة شهداء. أعطيناهم في التبانة الشامخة الصامدة درساً أن طرابلس لا تهزم. واليوم نقول لهم بعد عشر سنوات على جريمتهم طرابلس لم ولن تهزم بإذن الله. كدنا وعائلتي أن نكون بين الشهداء، لكن الله بمشيئته حكمة، فقد بقينا لنبقى على مبادئنا من أجل طرابلس ولبنان. هذا عهدنا للشهداء، هذا عهد أمام الله والوطن، هذا عهدنا أمامكم أيها الرجال الرجال. التحية لأهلنا في طرابلس مدينة العزة والكرامة، التحية لأهلنا في عاصمتنا الحبيبة بيروت، التحية لكل بقعة لبنانية صامدة في وجه المشروع الإرهابي الذي حول لبنان الى معسكر للإرهاب ومصنع للكابتاغون، التحية لكل واحد منكم ايها الحضور الكريم وأنتم أهل العزة والكرامة".

وفي الختام القى المفتي إمام كلمة مفتي الجمهورية وقال فيها:"ابلغكم سلام وتحيات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن هذا اللقاء الحزين، لكنه يجب ان يبقى لقاءً حياً متجدداً كل عام لان العدالة لا تموت ولان الحق لا يتراجع، نحن في محراب الشهادة وفي ميدان الاستشهاد، وفي رحاب المساجد المعتدى عليها، وما أشبه ذلك بالمسجد الاقصى المغتصب المعتدى عليه من شرزمة مفسدة في الأرض، اما مسجدي التقوى والسلام فلا ادري ما هي هذه العقلية، وأي نوع هؤلاء البشر الذين يحكمون بالدمار على رواد وعمار المساجد، الذين أتوا يتوجهون الى ربهم عز وجل بلفظ الله وأكبر ويختمون صلاتهم بالسلام فيقولون في نهاية الصلاة عن اليمين وعن اليسار: السلام عليكم ورحمة الله ، هذه العقلية في الحقيقة هذه النوعية في التفكير والعقل التي لا تتحمل الآخر ، والتي لا تطيق من يقف في وجهها ولا من يقول لها لا ولا من يريد ان يقيم حقوق الناس والشعوب وان ينادي بالعدل".


وتابع: "هي عقلية للاسف نعيش في كنفها ومناخها في حياتنا الحاضرة، فاذا تجلت منذ عشر سنين بتفجير لآمنين ومصلين، فهي تتجلى في كل يوم في غصب الحقوق، واموال الناس وكرامات المواطنين ، افسادا في الادارات وفي تولي المسؤوليات، العقلية واحدة لكنها باذن الله لن تستمر لان المخلصين من جميع الطوائف ومن جميع المذاهب لن يسكتوا عن استمرار ذلك ولن تبقى جولة الباطل مستمرة لان الباطل كان زهوقا لا يستمر ولا يقوم على أساس".


واضاف:" ثوابت دار الفتوى التي يعلنها دوما صاحب السماحة ، هي الثوابت الوطنية وان المسلمين هم مكون أساسي لن يقبلوا ان تنتقص حقوقهم ولا بالمقابل ان يعتدى عليهم ولا يقبلون ذلك على غيرهم، وهذا ما اعلنه صاحب السماحة في كلمة مؤخرا، علينا ايها الاخوة والاخوات ان نحدد ماذا نريد في عيشنا في لبنان ، فعلا لبنان بلد صغير وشاء الله تعالى ان يكون على حدود فلسطين المحتلة وعلى تماس مع اسرائيل، هذه حقيقة وحقيقة ثابت ايضا ان قضية فلسطين سواء كانت قضية المسجد الاقصى او كنيسة القيامة والقدس والاراضي المحتلة واغتصاب حقوق شعب بكامله او قضية طرد اناس من وطنهم واحتلال اراضيهم ، هذه القضية نحن معنيون بها بلا شك ، قضية حق ورد اعتداء ، فقضيتنا واحدة وروحها واحدة وهي رفع شعار العدل ورد المعتدي ونصرة المظلوم والوقوف في وجه المعتدي ، لكن قضية فلسطين تحتاج الى سمو ونزاهة وترفع وصولا الى شرف حمل هذه القضية ، فهذه القضية العالية الشريفة تحمل من اناس بلغوا هذا الشرف، فلا ينغمسون في ضده ولا يكونون الا متجانسين مع عنوان هذه القضية".


واردف: "ان لبنان قويا ومتلاحما ومرتاحا في عيشة أبنائه ووطنا مزدهرا ويعيش شعبه في رخاء، انفع للمقاومة واقوى للمقاومة من لبنان ينخره الفساد والفوضى والتسيب والمخدرات وكل انواع الموبيقات ، هذه لا تخدم القضية فالذي يخدم القضية، لبنان متماسك وكل شعبه متماسك".


وتابع :" ان كان قدرنا ان نقدم الشهداء فنحن تاريخنا يشهد بذلك منذ رياض الصلح الى رشيد كرامي الى رفيق الحريري على المستوى السياسي ، والمفتي الشهيد حسن خالد والعلامة صبحي الصالح والشهيد الشيخ احمد عساف وغيرهم، كل ذلك لاجل ثوابت الوطن والمصلحة العامة، ولرفع صوت الحق ، نحن والمخلصون وهم كثر في الطوائف والمذاهب الاخرى، نقدم الى حد الاستشهاد لذلك القضية التي نرفعها جميعا حقنا في عيش كريم وفي وطن مزدهر وفي لبنان الرسالة والسلام تعم علاقة أبنائه بالمحبة والتعاون والاخوة والاحترام وحفظ حقوق بعضنا البعض. كم هو بعيد عن مفاهيمنا الخطاب الطائفي الذي ينادي بحقوق طائفة، هذا يفزع، فكلنا جزء من عيش واحد وارض واحدة ومصير واحد".


ختم:" كلنا علينا ان نمثل بعضنا، فمن يمثل طائفة علينا ان نشعر انه يمثلنا أيضا، وكذلك كل ممثل منتخب ولو في منطقة او مذهب او طائفة، هو نائب عن الامة كلها هذا المفهوم نحن بعيدون عنه لذلك النفوس غير مرتاحة، علينا ان نبني نفوسا وطنية سليمة تشعر بالارتياح مع بعضها البعض والاحترام والغيرة على المصلحة ، مصلحة كل الطوائف وكل الناس.

MISS 3