زيلينسكي يُعيّن رستم أوميروف وزيراً جديداً للدفاع

الجيش الأوكراني يخترق الدفاعات الروسية جنوباً

02 : 00

"هدوء وسلام" في إحدى حدائق كييف أمس (أ ف ب)

ردّت كييف ميدانيّاً على جميع منتقدي «هجومها المضاد البطيء»، بإحراز قوّاتها المُهاجمة مكاسب استراتيجية بعد خرقها الخطوط الدفاعية الروسية في جنوب البلاد وتحقيقها تقدّماً كبيراً، حسبما صرّح الجنرال أولكسندر تارنافسكي، الذي يقود الهجوم المضاد في الجبهة الجنوبية، لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية، مشيراً إلى أنه يتوقع تقدّماً أسرع في منطقة زابوريجيا. وبعد أيّام من إعلان كييف تحقيقها نصراً استراتيجيّاً باستعادة قرية روبوتين في الجنوب، قال تارنافسكي الذي قاد تحرير خيرسون العام الماضي: «أصبحنا الآن بين الخطّ الدفاعي الأوّل والثاني»، مضيفاً: «في خضمّ الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر غطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني».

وكشف أن «العدو يستعين بعناصر الاحتياط، ليس من أوكرانيا فحسب، بل من روسيا أيضاً. لكن عاجلاً أم آجلاً، سينفد الروس من أفضل الجنود. سيُعطينا ذلك قوّة دافعة للهجوم بشكل أكبر وأسرع»، مقرّاً في الوقت عينه بأنّه «كلّما اقتربنا من النصر كلّما زادت الصعوبة. لماذا؟ لأنّنا، للأسف، نخسر أقوى وأفضل جنودنا»، في وقت أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تجنيد نحو 280 ألف شخص في الجيش منذ مطلع العام.

في الغضون، أعلنت البحرية الأوكرانية تدمير زورق عسكري روسي في البحر الأسود أثناء محاولة تنفيذ عملية إنزال، في حين كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقطع فيديو نشره على منصّة «إكس» أن فرنسا وبريطانيا زوّدتا أوكرانيا فعلاً بصواريخ بعيدة المدى، معتبراً أنه لا توجد حجة موضوعية تحول دون حصول بلاده على صواريخ «توروس» الألمانية، لأنّ ذلك سيُساعد الجيش الأوكراني في الهجوم المضاد على نحو قد يُعجّل بإنتهاء الحرب.

توازياً، شنّت روسيا هجوماً بطائرات مسيّرة ليل السبت - الأحد استهدف مواقع صناعية مدنية على نهر الدانوب في جنوب غرب أوكرانيا قرب الحدود مع رومانيا، الدولة العضو في حلف الناتو التي دانت الاعتداء «غير المبرّر».

وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 22 من 25 مسيّرة من طراز «شاهد» استُخدمت خلال الهجوم، بينما زعم الجيش الروسي أنه قصف بمسيّرات منشآت لتخزين الوقود تستخدم لإمداد معدات عسكرية في ميناء ريني الأوكراني المطلّ على الدانوب قرب الحدود مع رومانيا.

وبعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب، هدّدت موسكو باعتبار أي سفينة تُبحر من أوكرانيا وإليها عبر البحر الأسود هدفاً عسكريّاً محتملاً. وباتت كييف تعتمد إجمالاً على الطرق البرّية ومرفأ نهري غير عميق، ما يحدّ كثيراً من كمّيات الحبوب المصدّرة، لكنّها لجأت أيضاً إلى ممرّ بحري جديد، رغم التهديد الروسي.

وأعلنت أوكرانيا الأسبوع الماضي أن 4 سفن شحن إضافية أبحرت عبر الممرّ، فيما بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس «عمل» هذا الممرّ. وأشار زيلينسكي إلى أن الاتصال تطرّق إلى «وسائل ضمان عمل ممرّ الحبوب وتعزيز أمن منطقة أوديسا».

وكان لافتاً مساء أمس إقالة زيلينسكي لوزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، وتعيين السياسي رستم أوميروف مكانه، في خطوة مفاجئة. وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية: «أمضى أوليكسي ريزنيكوف أكثر من 550 يوماً في حال من الحرب الشاملة. أعتقد أن الوزارة تحتاج إلى نهج جديد وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع».

وعلى خطّ مكافحة الفساد في أوكرانيا، أمرت محكمة في كييف بتوقيف الملياردير الأوكراني إيغور كولومويسكي، المعروف بأنه كان قريباً من زيلينسكي، لشهرَين «كإجراء احترازي»، وحدّدت كفالته بنحو 13 مليون يورو، للاشتباه في تورّطه بقضايا احتيال وغسل أموال، بحسب وسائل إعلام محلّية.


MISS 3